ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم شاؤول حورب وبيني شفناير – ومع لبنان أيضا :لحظة رضى محظور تفويتها

اسرائيل اليومبقلم  شاؤول حورب وبيني شفناير  – 15/9/2020

وساطة امريكية في الخلاف على الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنانستمنح حلا مفروضا، وتسمح بالبحث في اقتراحات ليست واردة في ميثاقالبحار التي لا تعمل شروطه بالضرورة في صالح اسرائيل “.

في 10 آب بلغت الصحيفة اللبنانيةالعرابيةالصادرة بالانجليزية،بان الفرقاء الاساسيين في لبنان ممن عارضوا حتى الان تسوية النزاع معاسرائيل حول تثبيت الحدود البحرية وافقوا على دعم مساعي الوساطةالامريكية. وبرأي الصحيفة فان الانفجار الفتاك في مرفأ بيروت في 4 آب2020 دفع حتى بحزب الله، الفريق الاكثر ثباتا في معارضته للوساطةالامريكيةأن يكون مستعدا الان للتسوية.

حاولت الولايات المتحدة على مدى السنين المساعدة في تسوية النزاعالحدودي بين اسرائيل ولبنان، بما في ذلك الحدود البحرية. ويتعلق الخلافطويل السنين حول ترسيم خط الحدود البحرية بين الدولتين بالمياة الاقليميةوالاقتصادية وهو يبدأ في تحديد نقطة الحدود في خط الشاطيء في منطقةراس الناقورة. ويدور الحديث عن منطقة بمساحة نحو 860 كيلو متر مربع. ورغم مساعي الوساطة، عرض الطرفان حتى اليوم خطا صقريا وغير متنازل.

غير أنه في منطقة الخلاف توجد أيضا فرصة. ففي 2018 أقر لبنانلـكونسورسيومالايطالية، لشركةتوتالالفرنسية ولـروباتاالروسية، انتنفذ تنقيبات أولية عن الطاقة في مجالين (“بلوكين“). لم تحقق التنقيباتنتائج واضحة حتى الان ولكن احد المجالينبلوك 9 –يبدو واعدا منذ الان. المشكلة هي أن القسم الجنوبي من البلوك يوجد كله في المنطقة موضعالخلاف مع اسرائيل.

الظروف، كما اسلفنا، تغيرت. فعقب الازمة الاقتصادية المتواصلة،يحتاج لبنان حاجة ماسة لمصادر دخل. وامكانية استخراج الغاز والنفط منالبحر هي بالتأكيد فرصة، حتى لو لم تكن اسعار الطاقم اليوم في ذروتها. والانفجار في مرفأ بيروت، الذي فاقم الوضع وعزز الغضب الجماهيري علىحزب الله، الذي عارض حتى الان كل تسوية، كفيل بان يؤدي الى انعطافة.

اعلن مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الادنى، ديفيدشينكر، في احاطة اجراها في 9 آب بانه ينتظر الضوء الاخضر من بيروتويتوقع أن يزورها قريبا.  وبعد الانفجار في مرفأ بيروت، قال رئيس البرلماناللبناني نبيه بري، لصحيفةالنهاراللبنانية ان المباحثات مع واشنطنبالنسبة لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيلتوجد قبيل انهائها“. وفيالاحاطة اياها قال شينكر اناتفاق إطار وضعه هو من أجل البدء فيالبحث في ترسيم الحدود البحرية موضع الخلاف بين الجانبينعالقعلىموضوع سخيف، ولكنه رفض الدخول في  التفاصيل.

كما اسلفنا، اعلنت حكومة اسرائيل منذ ايار 2019، بانها وافقت علىالدخول في محادثات بوساطة امريكية مع لبنان لحل نزاع الحدود البحرية. على اسرائيل أن تواصل اطلاق  الاشارة الان  ايضا بان وجهتها نحوالتسوية وانها مستعدة للبحث في الشروط المختلفة للوساطة. في هذا الاطار يمكنها ان  تطرح اقتراحات مختلفة ليست واردة في ميثاق البحار، التي لاتعمل شروطه بالضرورة في صالح اسرائيل. وساطة امريكية ستمنع ايضاحلا مفروضا على الطرفين وسيكون ممكنا البحث في اقتراح لخط حدوديحتى لو كان مقبولا ظاهرا من ناحية قانون البحار.

مفهوم ان ليس في هذا الطريق ضمانة لان يحل النزاع حقا وواضحأن احدا من الطرفين لن يخرج مع كامل طموحاته في يده. ولكن بالنسبةلاسرائيل يوجد في هذه المسيرة فضلان واضحان: الاول هو  ايجاد حللنزاع حدودي مع دولة عدو وبخلاف الحدود البرية مع لبنان، والتي  توجد فيخلاف شديد، في  طريق مسدود وفي حرب دائمة، فان الحل لخلاف الحدودالبحرية  يوجد في  متناول اليد، وهو كفيل بان يكون الاشارة الاولى لحلاوسع  لكل الحدود.

أما الفضل  الثاني فهو تثبيت اسرائيل كجارة محبة للخير رغم العدواللدود الذي يوجد خلف الحدود. تثبت اسرائيل بان لا نزاعا لها مع الشعباللبناني وهي تبحث حقا عن مسارات بمساعدته بعد المصيبة التي ألمت به. وها هو ينفتح امام اسرائيل مسار هام، اذا ما نجح، فسيسمح للبنان بتنفيذالتنقيبات في البحر الكفيلة بان تؤدي الى اكتشاف حقل غاز طبيعي،تحسين الاقتصاد ولجم المحافل المتطرفة مثل حزب اللهوربما ايضا تثبيتجيرة طيبة.

البروفيسور حورب رئيس مركز حيفا لبحوث السياسة والاستراتيجية البحرية ، ورئيس مركز عزري لبحوث ايران والخليج الفارسي في جامعة حيفا ،

د. المحامي شفنايرهو زميل بحث في مركز بحوث السياسة والاستراتيجية البحرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى