ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – يا بيلين، مهم الاعتراف بالتسيب الفلسطيني

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن – 10/11/2020

أنا على وعي بالحاجة الى فك الارتباط عن الفلسطينيين وبقيوده. غير انه ثبت المرة تلو الاخرى بان اشتراط الجواب بالشراكة مع الفلسطينيين – يؤدي الى طريق  مسدود “.

جدير الانصات لتحذيرات يوسي بيلين في رده على مقالي (“ولنفترض أن الطرف الاخر سائب” 4/11)، ولكن ليس مرغوبا فيه ان يغرى المرء بمحاولة فاشلة اخرى لتبني السياسة التي اتخذها. من يرغب في أن يفك ارتباطه عن السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة، والامتناع عن اضرار الدولة الواحدة والاندماج السام مع الفلسطينيين، عليه أن يفعل ذلك ضد حركتهم الوطنية. وذلك لانه لا يوجد ولم يكن يوجد في مئة سنة من وجودها اي فرصة لحل وسط تاريخي بمشاركتها. هذه حركة عليلة: عنيفة، فاسدة ومتباكية، لا يوجد في قلبها اساس بناء ولا تحاول بجدية ان تضمن لشعبها مستقبلا افضل. فهي مدمنة على الارهاب والرفض.  في صيغتها القائمة منذ عهد المفتي لا صلاح لها. عندما وقف على رأس حكومتها سلام فياض، باني امة ووطني فلسطيني نظيف اليدين، سعى لحل بناء، حظي بـ 2 في المئة تأييد وسرعان ما دحر عن الساحة العامة.

للاعتراف بتسيب الفلسطينيين توجد اقدمية تاريخية: بن غوريون بعيد النظر، وشاريت المعتدل والمتعاطف فهما منذ 1947 الحاجة الى تقسيم البلاد للاعتبارات الصهيونية التي يذكرها بيلين الان. فقد عرفا أن هذه الحركة المريضة هي عدو لا يساوم، سيواظب على الحرب وسيمنع اسرائيل من توجيه مقدراتها لتحقيق  معنى لحياتها: لبناء الامة ولاستيعاب الهجرة. ولهذا فقد دخلا في شراكة استراتيجية مع الملك عبدالله ضد الفلسطينيين، ضمنت لاسرائيل نحو عقدين من الهدوء النسبي. وانتهى هذا في 1967، وذلك فقط لان الراديكاليين في العالم العربي – سوريا، ناصر، وبالطبع الفلسطينيين – فرضوا على الاردن الحرب.

بعد هذه الحرب كان بالفعل صحيحا استئناف الشراكة مع الاردن والتخلص من السيطرة على الفلسطينيين من خلال اعادة ربطهم بالدولة في الضفتين حيث توجد لهم اغلبية وعلى رأسها نظام مسؤول، يمنعهم من  العربدة. غير أن خطرهم المثبت يجب أن يمنعهم من تحقيق مأربهم العنيف  من خلال حاجز مادي في غور الاردن  يفصل  بين الضفة الغربية وبين “الجبهة الشرقية” لاعتبارات الامن الاستراتيجي. وهذا هو لباب “مشروع الون”، الذي  كان مقبولا على التيار المركزي في الحكومة، بخلاف اليمين مع دايان وبيرس، الذين رفضوا الحل الاقليمي وتطلعوا الى سيطرة دائمة في السامرة وفي يهودا. ما كان يمكن للحسين أن  يقيم في تلك الايام سلاما مع اسرائيل، خوفا من ان يسقط ناصر ومؤيدوه، من فلسطينيين وآخرين، نظامه.

عندما تخلى الاردن عن مطالبه بالضفة في 1988، بقي الخيار احادي الجانب.  محاولات عقيمة منذ البداية بشأن الشراكة مع الفلسطينيين، قبل فك الارتباط وبعده، فشلت كلها – وليس صدفة. وكانت “وثيقة لندن” في 1987  في اساسها واحدة من مناورات بيرس السياسية،  من خلف ظهر رئيس الوزراء شمير الذي ادعى تربيع الدائرة (مؤتمر دولي تدعو اليه الامم المتحدة، بمشاركة سوريا والاتحاد السوفياتي، دون عزل اسرائيل) كي تجلب بيرس الى الحكم. وتداخلت المناورة فكريا في اوهام بيرس الغريبة عن “الشرق الاوسط الجديد من الديمقراطية، الازدهار والسلام، وبالمخطط الفاشل لاوسلو ونتائجه المتوقعة”. كما أن “خطة السلام العربية”، بعد أن نجحت سوريا في 2002 في تسميم المبادرة السعودية بادخال قرار الجمعية العمومية 194، ليست سوى ذر للرماد في العيون، في صالح اسرائيليين يرغبون في تضليل أنفسهم وكأن الحديث لا يدور عن “حق” العودة.

ان المخاطر التي يشير اليها بيلين خطيرة وجديرة بالجواب. وكمن كتب كتابا يؤيد الخيار الاردن (1986) وكتابا (“ضرورة الفصل”) الذي يروج لانصراف من طرف واحد من الغالبية الساحقة من الضفة (1999) فاني على وعي جيد بالحاجة الى فك ا لارتباط عن الفلسطينيين، بثمنه وبقيوده.  غير أنه ثبت المرة تلو الاخرى بان اشتراط الجواب بالشراكة مع الفلسطينيين او بمصادقتهم – يؤدي الى طريق مسدود. فقد عارض الفلسطينيون خطوة من طرف واحد، كونهم يريدون ان يتوغلوا في داخل دولة اسرائيل و/أو ان يبنوا انفسهم سياسيا واقتصاديا بالتلويح بحق الفيتو خاصتهم. ينبغي أن تفرض عليهم حدود وترتيبات امنية، ولا سيما في الكتل وفي غور الاردن، تحرمهم من الوسائل لالحاق الضرر.  نحو نصف الفلسطينيين، اولئك الذين يعيشون في الضفة، سيكونون عدوا عنيفا ومتباكيا، مثل النصف الذي في غزة بعد فك الارتباط.  عدو تحبط اسرائيل اضراره دون أن تتواجد في اوساطه، افضل من عدو تسيطر اسرائيل على سكانه وتكون مسؤولة عن مصيرهم.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى