ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – هذا ليس اندفاعا الى اليمين ، هذا عدم ثقة باليسار

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن – 22/12/2020

اليسار الواضح مشبوه، عن حق، بالتحفظ بل وحتى بالامتناع عن الهوية الوطنية والاهداف الصهيونية؛ من يريد ثقة التيار المركزي في الجمهور الاسرائيلي، فليشدد على أنه ليس يسارا “.

سواء صناديق الاقتراع الان أم لاحقا، فان الناخب الاسرائيلي قال في الاستطلاعات انه يريد “اليمين”: فقد قضى التيار المركزي بان حتى من ليس راضيا عن الحزب الحاكم اليميني وعن رئيس الوزراء  اليميني، فانه يريد أن يستبدلهما اساسا باحزاب يمينية اخرى. ويضم هذا الميل ايضا كثيرين ممن يتماثلون مع  الادعاء  (المغلوط) بان الديمقراطية الاسرائيلية في خطر. وذلك لان أساس “اليمين” ليس الا الوسط، إذ ان اساس معنى الاستطلاعات هو عمليا فقدان الثقة وهزال القاعدة الانتخابية لليسار. لقد درج في اسرائيل على التشبه بالمنظور الذي بين اليمين واليسار.  فمكان مباي في صوره المختلفة في عهد الانتداب، وبالتأكيد في الستينيات والسبعينيات، كان في وسط الخريطة السياسية بالمعنى الاجتماعي – الاقتصادي وبالمعنى السياسي – الوطني.  ولاعتبارات التصنيف للناخب فضل في حينه تسويق نفسه كحزب اشتراكي كي يميز نفسه عن “اليمين” الذي عرض في احيان قريبة كشبه فاشي وعن  العناصر  الذين ندد بهم كـ “برجوازيين”. في الظروف التاريخية لتلك العهود كان اليمين مرفوضا، لاعتبارات مفهومة، في نظر محبي الحرية والديمقراطية بالعموم، وفي نظر  الضحايا اليهود لمثل هذه الانظمة على نحو خاص.  بتعبير آخر: صنف الوسط نفسهكيسار، بينماكان اليمين مشبوها بالسعي الى قيم  وسياسات  لا  يريدها التيار المركزي بين  الناخبين.

في هذه الايام يوجد تعبير عن ذاك الميل ذاته، ولكن العكس فقط – فمن يريد ثقة التيار  المركزي في الجمهور  الاسرائيلي، يشدد على أنه ليس يسارا.  فاليسار الواضح مشبوه، عن حق، بالتحفظ بل وحتى بالامتناع عن الهوية الوطنية والاهداف الصهيونية. احد شعاراته المعروفة كشف  ذلك: “ان نكون حرا في بلادنا”، في ظل الاسقاط الفظ والمقصود لـكلمة “شعبا” من النشيد القومي.

كما أن مؤيدوه يركزون على ذكر “المساواة التامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية” للمواطنين العرب في  وثيقة الاستقلال، ويقللون من الغاية التي من أجلها قاتل مؤسسو الدولة – “دولة يهودية في بلاد اسرائيل”.  

كما أن اليسار غير الراديكالي فقد ثقة الجمهور في خطواته غير المسؤولة في عهد اوسلو، ويرفض حتى اليوم الاعتراف بالاخفاق البنيوي  لفرضياتهفي الموضوع الفلسطيني. وعندما يروجون “السلام” للجمهور بالمعنى الرمزي، ولا سيما مع الفلسطينيين،  فان معظم  الجمهور يسمع خداعا ذاتيا. وعندما يسمع اشتراكية، يضحك. وعندما يعرض قضاة المحكمة العليا ورجال النيابة العامة كصديقين لا يحاولون املاء ذكرهم، يرد بالشك. فببساطة لا  يوجد مجمع انتخابي  لـ “بضاعة” اليسار السياسية.  

ما يريده التيار المركزي  الواعي يسمى اليوم “يمين”. كما يوجد يمين عميق، احيانا قومي متطرف، عنصري  وخطير. هو  الاخر ليس له مجمع انتخابي كبير. من المهم تمييز  الذات عنه ودحره الى الهوامش. والاحزاب التي تحظى بثقة الجمهور المتحفظة والشكاكة هي تلك التي لا تخفي الهوية والتضامن القومي؛ تلك التي ترفض مثلا المحاولة الكاذبة والشوهاء من جانب الزعامة العربية في اسرائيل لان تلقي على الدولة اليهودية المسؤولية عن الجريمة والقبلية السائدين في المجتمع العربي، ومحاولة الفلسطينيين اتهام اسرائيل بعنفهم المنتظم، برفضهم المتواصل وبكراهيتهم المرضية؛ تلك التي  تحتقر التملص من النقاش الموضوعي لعلاقات اليهود – العرب ووصمها الجارف كـ “عنصرية”؛ التي تخاف الطموح السياسي للقضاة والنواب  العامين؛ التي تعترف بعيوب المجتمع الاسرائيلي، ولكنها ترفض أن “تكب الوليد مع مياه الحمام”. لليسار الذي يتبنى هذا، قد تكون قائمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى