ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – للعرب مسؤولية ايضا

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن *– 30/6/2020

الجماعة العربية تعطي بشكل عام صدارة للمحافل المتطرفة والهدامة، المسؤولة عن تخلف العالم العربي والعوائق في وجه اغلبية العرب في اسرائيل ممن يريدون الاندماج في نجاحات الدولة. اما المبررين المشجعين لهذا الميل، فانهم يقدمون للمجتمع العربي خدمات الدب “.

المرة تلو الاخرى يظهر في الساحة العامة من يمجد “الشهداء”، ويتباكى حين يفشل أحدهم فيقتل.  فنواب وشخصيات عامة عرب، الى جانب من يسمونهم “نشطاء حقوق انسان” و “نشطاء السلام” ، يسلمون بالميل الفلسطيني لجعل كل من يقتل يهودا شخصية قدوة سائدة في المجتمع، بل ويروجون له. اولئك الذين يحاولون تجنيد رأفة الجمهور في اسرائيل لمنفذ لعملية اطلقت النار عليه في اثناء احباطها، ولا ينحرجون حتى عندما تنكشف الكذبة الدائمة بشأن براءة منفذ العملية. وينخرط الامر في ظاهرة واسعة وهدامة اكثر بكثير، عميقة في ثقافة سياسية فاشلة تسود في المنطقة كلها ويتميز بها جزء كبير من النخب العربية في اسرائيل: التملص المنهاجي للمسؤولية عن افعال وقصورات مجتمعهم. وتجلت هذه الظاهرة المتكررة مرة اخرى مؤخرا. فقد سجل شاب فلسطيني رسالة تضحية وحاول تنفيذ عملية دهس، في اثنائها اطلقت النار عليه فقتل. ودون الاهتمام باستيضاح الحقائق تجند فلسطينيون، نواب عرب و”نشطاء سلام” لتزييف الحدث. النائبة سندس صالح، المقربة من الطيبي، ادعت بان “الجنود قتلوا بالنار” منفذ العملية “وهو في طريقه الى صالون العرائس” قبيل عرس شقيقته، فشهدت على نفسها بانها “غاضبة، حزينة، مكسورة القلب وثائرة”. وساهمتا رفيقتاها في القائمة هما أيضا: النائبة ايمان خطيب – ياسين رفعت مستوى منذ العملية الى درجة “الشهيد”، والنائبة عايدة توما سليمان تحدثت عن جريمة قتل. وادعى صائب عريقات، كما كان متوقعا، بان قريبه “اطلق النار عليه بدم بارد”. كان يريف اوفينهايمر يعرف بان “العملية لم تكن أبدا”، وقضى بان هذا هو الوضع “العادي” واشتكى من أن الجمهور الاسرائيلي لن  يسمع عن أسى العائلة. أما ميخائيل سفارد فيعرف أن هذا “قتل اجرامي”، واحتج النائب عوفر كسيف على “الاعدام”، حتى لو كان هذا “دهسا مقصودا”.

ويتداخل هذا في صورة واسعة: في يافا يعربد العرب، يطلقون الالعاب النارية باتجاه مباشر ويلقون بالزجاجات الحارقة لاحباط نية البلدية، باقرار من المحكمة، لبناء منزل لمعوزي السكن تحقيقا لرفاهية الناس، في مكان كف عن ان يكون موقع دفن منذ عهد الحكم العثماني واستخدم عمليا كملعب كرة قدم قبل وقت طويل من “سلب اليهود له”. في المظاهرات في يافا يهتف الجمهور جماعيا لنداءات الخطيب “نحن سنبقى هنا الى أن تكون فلسطين حرة”، “لن نتنازل عن شبر من فلسطين” و “دم الشهداء غالي”. في كلمته قال كمال الخطيب، نائب رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية الذي اخرج عن القانون، واصفا اسرائيل في الماضي كمصاصة دماء ومقدرات العالم العربي. يوم الجمعة هتف المتظاهرون “خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود”، للتذكير بتصفية الواحة اليهودية في القرن السابع وبنواياهم لتكرار الحدث. ومجد التجمع الديمقراطي مؤخرا ذكرى أسوأ من نفذ مذبحة اليهود في 1929 في الخليل، في الذكرى التسعين – “لشهداء ثورة البراق” – بالوعد بابقائها “في قلب الامة الفلسطينية في الرحلة الطويلة لتحريرها”. لا يدور الحديث عن أقلية متطرفة – في مدينة شفاعمرو توجد شوارع على اسمائهم.

عندما ينشب العنف البنيوي في المجتمع العربي في اسرائيل – في العائلة، ضد النساء، في عصابات الشبيبة، في النزاعات العشائرية، في الانتصار الواسع للجريمة المنظمة وحيازة الاسلحة غير القانونية، يحرص معيلوه على نفي المسؤولية الحاسمة لمجتمعهم وجذور العنف في الثقافة السياسية العربية ويلقونها على الشرطة. غير أنه حتى معظم الجمهور العربي في اسرائيل يعتقد بان معدلات الجريمة هي اساسا نتيجة الثقافة المقبولة ولسلوك العرب أنفسهم. أقل من 40 في المئة يقبلون تفسير القيادة العربية. ان ما يربط كل هذا السلوك – التماثل مع الارهاب والاكاذيب المكشوفة حول ظروفه – الاستخدام التلاعبي بالمشاعر الدينية للتحريض القومي، التملص من معالجة جذور العنف في المجتمع العربي – هو ثقافة متجذرة لعدم المسؤولية وغياب الاساس البناء. الجماعة – ليس كل الافراد – تعطي بشكل عام صدارة للمحافل المتطرفة والهدامة، المسؤولة عن تخلف العالم العربي والعوائق في وجه اغلبية العرب في اسرائيل ممن يريدون الاندماج في نجاحات الدولة. اما المبررين المشجعين لهذا الميل، فانهم يقدمون للمجتمع العربي خدمات الدب.

*رئيس البرنامج الاستراتيجي في جامعة تل أبيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى