ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن  – في اليوم التالي للتعايش

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن  – 1/6/2021

” كل مخطط وطني مسؤول في اسرائيل سيكون مطالبا بان يعد جوابا لحرب متعددة الجبهات تنضم فيها اقلية عربية من الداخل الى الحرب ضد الدولة اليهودية. وبالذات بسبب الاندماج المتزايد للعرب بمنظوماتها ازداد الضرر المحتمل لمثل هذه الامكانية “.

       مع  اندلاع  المواجهة الاخيرة كتبت هنا عن العربدة الدورية للفلسطينيين في القرن الاخير: عن الانجاز المؤقت للعنف منفلت العقال، وعن الثمن الرهيب لهذا التسيب في المدى المتوسط والبعيد. في اثناء المواجهة مع حماس اثبت المواطنون العرب في اسرائيل – مضاف اليهم اعمال الشغب بحق جيرانهم، السلب والنهب، الفتك واعمال الرعاع، كراهية وطنية لاذعة في المظاهرات وزعامة كاذبة وعديمة المسؤولية – لم يتعلموا الدرس التاريخي من فشل حركتهم الوطنية المتواصل.

       ليس الجميع، بالطبع، شاركوا في الهجمات على جيرانهم اليهود، ولا حتى الاغلبية. الذنب الجنائي يعود لقلة صغيرة، وكذا التحريض القومي المتطرف والفظ يعود فقط لاقلية كبيرة وهامة. ولكن المسؤولية عن الاسناد القبلي الذي منحه راعو هذا الجمهور للسلوك الاجرامي للاقلية الصغيرة وللتضامن الواسع مع العدو في اثناء الحرب، ملقاة على الجماعة بأسرها. المشاغبون هم من يولون جدول الاعمال. وفي الانتفاضة الثانية ايضا لم يكن معظم الفلسطينيين ارهابيين، ولكن المجتمع سجد لهم.

       ان غياب حساب النفس على هذا التسيب في المجتمع العربي في اسرائيل يحز عميقا في وعي الجمهور اليهودي. والنتائج المحتمة لهذا الاعتراف ستدفعه قبل كل شيء الاغلبية العربية التي تريد الاندماج في الهامش المدني والاقتصادي للدولة. من يعرف نمط العمل الفلسطيني ولا يدمن على التضليل الذاتي لن يعجب بالنتائج: الاغلبية اليهودية ستتصرف بشك عميق ومفهوم حتى عندما ستشجع الاندماج؛ أما الجمهور العربي فسيغرق كعادته بالتباكي وعدم الاستعداد المنتظم لتحمل نصيبه في المسؤولية.

       هذه النتائج لن تتأثر بالكذب التلاعبي بشأن “المتطرفين في الطرفين”، والتي يتجاهل  انعدام التماثل الواسع في حجوم العنف وفي الرد الجماهيري على المشاغبين والمحرضين. العقل  يقضي بان اغلبية ناشري هذا الكذب سيكيفون سلوكهم الشخصي في مناطق الاحتكاك اليهودي – العربي مع الواقع الجديد.

       اضافة الى التأثير المباشر على الحياة اليومية في اسرائيل، تأكد مؤخرا الوعي للخطر الاستراتيجي. كل مخطط وطني مسؤول في اسرائيل سيكون مطالبا بان يعد جوابا لحرب متعددة الجبهات تنضم فيها اقلية عربية من الداخل الى الحرب ضد الدولة اليهودية. وبالذات بسبب الاندماج المتزايد للعرب بمنظوماتها ازداد الضرر المحتمل لمثل هذه الامكانية. حتى لو كان الحديث يدور فقط عن 10 في المئة من الوسط، وحتى لو كان معظمهم لم يتورط في الارهاب والتخريب، فالحديث يدور عن عشرات الالاف الكفيلين مثلما سبق أن فعلوا في حجم ضيق في تشرين الاول 2000 وقبل بضعة اسابيع، ان يشوشوا على الاقل محاور سير حيوية وان يمسوا بالبنى التحتية الوطنية. ان الزعامة المنتخبة ومنظمات المجتمع العربي، ممن يعملون بادعاء لحماية حقوق الانسان انضموا بكل قوتهم الى الحرب السياسية التي يديرها اعداء اسرائيل المتظرفون ضدها. ان تعميق المشاركة متوقع.

       مثالان يجسدان بؤس الزعامة العربية. ايمن عودة “المعتدل” مجد “الشباب” وعرف سامعوه انه قصد المتظاهرين تحت اعلام حماس وم.ت.ف، دون أن يميز بينهم وبين المشاهدين والسالبين والناهبين المسلحين بالزجاجات الحارقة: “شعبنا شهد اياما فاخرة في الاسبوع الماضي، تؤكد انتماءه الاصيل ولا سيما في اوساط الشباب الذي ظهر بكامل مجده وموضع الفخار. سلوكنا كشعب موحد يتمسك بقرار جماعي يؤكد مكانة شعبنا. ولهذا فنحن ملزمون بان نضرب”. جهاز التعليم ومئات الاف العرب يضربون بينما الحرب لا تزال في ذروتها، ملايين الاسرائيليين في الملاجيء واليهود في الجليل، في النقب، في وادي عارة وفي المدن المختلطة يمتنعون عن التحرك في الطرقات خوفا من الفتك، والعرب بجموعهم المعربدة يقتلعون الاشارات الضوئية وعواميد الانارة.

       في ذروة الوقاحة يتباكى قاتل والديه كيتيم، يشكو عودة من ان الاشارات الضوئية التي دمرها مشاغبو السائبون، لم تصلح بعد وقال: “هذا عقاب جماعي غير مناسب”. سجل آلترمن عمل مشابه في 1956: “العربي، منذ نهضت دون شهية/اشعلت لي النار والموت من حدودك/وبفرارك تصرخ/ان بلا خطيئة يطاردك من يثأر منك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى