ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن – حملة حارس الردع

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن – 24/5/2021

” سقط خيار تدخل حماس في حرب لاحقة مع ايران. وفي طهران تأثروا بقدرات الجيش الاسرائيلي في غزة. هذه حملة عسكرية ناجحة على طريق طويل لحسم القضية القومية بين الطرفين “.

       المعركة السياسية في ذروتها والاجمال الكامل  يحتاج ما لا يقل عن عقد من المنظور  على الاقل؛ الاجمال المرحلي يشير الى تحسن واضح في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل في اعقاب المواجهة في غزة، وتداعياتها في الساحة الاقليمية والدولية. ومن اجل الحكم على الصورة العامة من المجدي ان يؤتى الى العناوين المجالات الاساس لميزان الامن القومي.

  • ضربت حماس بشدة. قدرتها تضررت، بعضها بشكل جسيم. استثمار بمئات ملايين الدولارات وعقد من الجهد ضاعت هباء. القدرة الوحيدة التي تبقت – اطلاق الصواريخ- عطلتها باغلبيتها الساحقة القبة الحديدية.
  • التهديد الاساس من غزة – مساهمة بارزة لحرب “شمالية” لايران وفروعها – ازيل. حرب بهذا التوصيف كانت ستمس بالقدرات في مواجهة الساحة الاساس تقلص الضرر لحماس وتقلل القدرات لاحباط اصاباتها.
  • الردع للتهديد الاساس ازداد: ايران وفروعها انبهروا من القدرات التي ابداها الجيش الاسرائيلي في غزة بتداخل مع استخبارات فاخرة ومتوغلة، توفير اهداف غير مسبوقة، تداخل عميق في أوساط القوات العسكرية وبينها وبين اسرة الاستخبارات، اسلحة متطورة وخطة عمل مرتبة، تخدم غايات استراتيجية محددة.
  • تعمقت الشراكة مع معظم الدول العربية التي تقيم عمليا تحالفا مناهضا لايران ومناهضا لتركيا مع اسرائيل. تفهم الانظمة بان اسرائيل تضرب بشدة الاخوان المسلمين – الاعداء الالداء لهذه الانظمة، ولا سيما في مصر، في الاردن، في السعودية وفي الخليج.
  • عمل منسق مع الولايات المتحدة في الخروج من المواجهة العنيفة، جسد للرئيس بايدن المزايا السياسية لاعطاء اسناد لاسرائيل في صد التهديد عليها، وثمار هذا الاسناد في تعزيز استعدادها لتكييف خطواتها مع المصالح الامريكية، بعد ان توفر رد مقنع للتهديدات الاخطر على امنه القومي.
  • رغم الازمة السياسية العميقة والمتواصلة، ظهرت في التيار المركزي للمجتمع الاسرائيلي مظاهر تضامن داخلي مبهر وحصانة تدحض ترهات الاستديوهات والشبكات الاجتماعية عن مجتمع ممزق ومتفكك وقد عرضت هذه الحصانة على الاعداء كعنصر هام في الردع.
  • اداء الجبهة الداخلية تحسن دراماتيكيا مقارنة بحرب لبنان الثانية والجرف الصامد. علل وفجوات خطيرة ظهرت ستساهم في تحسين اضافي، استعدادا لاختبار اكثر قسوة بلا قياس في “حرب شمالية” محتملة.
  • الكلفة الاقتصادية للمواجهة محدودة، ولن تمس بالترميم المبهر للاقتصاد الاسرائيليفي اعقاب الكورونا. تقصير المواجهة – ثلث حرب لبنان الثانية وخمس الجرف الصامد – ساهم في ذلك مساهمة حاسمة.
  • تقليص دراماتيكي، غير مسبوق في تاريخ الحروب في معدل المصابين الابرياء في الحرب مع عدو بربري، يقيم سلاحه في قلب سكانه المدنيين، على أمل ان يضمن الحصانة/او فرض قتل اولاده على ابناء الحضارة. وحتى لو قتل بالفعل نحو 200 مواطن كما تزعم حماس، فان العقل يقول ان معظمهم اصيبوا باكثر من الف صاروخ من المنظمة سقطت داخل القطاع.

تنسيق التوقعات بالنسبة لعرب اسرائيل

  • تنسيق توقعات الجمهور الاسرائيلي، بشأن علاقاته مع عرب اسرائيل. تبين انه رغم رغبة معظم العرب الاندماج في المجال الاقتصادي والمدني في الدولة اليهودية والافادة من نجاحاتها فان الاقلية المغتربة، العنيفة والمعادية وقيادتهم التلاعبية والسائبة يملون على الاغلبية قيود اندماجهم كجماعة. فالتضامن القبلي نجح في منع الوسط بعمومه من أن يلفظ من اوساطه اولئك الذين تماثلوا عمليا مع العدو في وقت الحرب، رغم أن حماس لم تتكبد عناء اخفاء طابعها اللاسامي واهدافها التصفوية. سلوك العرب سيزيد التعاطي معهم كـ “غرض مشبوه” والتنكر المواظب لمساهمتهم الحاسمة في ذلك.
  • احتمال اندماج الاحزاب العربية في الحكومة تضرر. وحتى لو اندمجوا في المدى القصير، في خطوة يائسة من احد الاطراف لتشكيل الحكومة، فسرعان ما ستتبين الكلفة الانتخابية في الجمهور اليهودي فيتوقف الميل.
  • الادعاء السائد بان حماس نجحت من حيث الوعي في القدس، في الضفة وفي اوساط عرب اسرائيل، صحيح في المدى القصير ومشكوك فيه في السياق الاستراتيجي الواسع. فمكانة العرب في اسرائيل ضعفت في اعقاب سلوكهم في المواجهة. ومن المتوقع لاسرائيل أن تعد الادوات الاستخبارية ووسائل القوة للتصدي للتضامن من بعض مواطنيها مع العدو في الحرب القادمة. لزعماء السلطة الفلسطينية في الضفة توجد مصلحة وجودية للتعاون مع اسرائيل في قمع حماس. في القدس يمكن معالجة تحريض حماس، تركيا والحركة الاسلامية من خلال عمل استخباري وشرطي مناسب. هذه مشاكل قابلة للاحتواء، في وضع لا يكون فيه حل وسط تاريخي في الضفة وفي القدس ممكنا على اي حال.
  • في موضوع اعادة جثامين الجنود والمواطنين الذين انتقلوا الى غزة يجدر تبني اعتبارات الامن القومي وعدم الانجرار الى شعبوية العلاقات العامة التي أدت الى صفقة شاليط السائبة. روافع الضغط مطلوبة لتحقيق اهداف استراتيجية، وليس لخطوة تشجع حماس وتزيد دافعها لخطف جنود وجثثهم.

ترميم غزة لا يضمن شيئا

ملاحظتا تحذير:

  • وقفت الولايات المتحدة خلف اسرائيل في موضوع غزة، الهامشي في اهميته. في الموضوع الحرج لايران، تندفع ادارة بايدن في الاتجاه الذي يعرض الامن القومي لاسرائيل للخطر.
  • في الساحة السياسية والعسكرية لاسرائيل يتجذر ايمان عميق وعديم الاساس من حيث الحقائق يضمن تراجعا دراماتيكيا في مستوى العدوان الاجرامي لحماس من خلال ترميم غزة. هذا ناشيء عن تجاهل التجربة التاريخية على مدى اجيال والتنكر للفوارق الثقافية الدراماتيكية بين سلم الاولويات الغزي وذاك الغربي. لو كان الغزيون مستعدين لان يفضلوا الترميم على قتل اليهود لكانوا وجهوا قسما على الاقل من مليارات الدولارات التي تلقوها لرفاه اطفالهم، وما كانوا ليجلبون على أنفسهم المرة تلو الاخرى الخراب بعدوانيتهم المواظبة. ان ترميم غزة دون المنع بالقوة لتعاظم متكرر لقوتهم سيشجع الغزيين فقط على مواصلة سياستهم الحالية.

وختاما : المواجهات القومية تحسم، اذا كانت ستحسم، بمسيرة متراكمة. يمكن تعزيز موقف المساومة والتركيز على تحسين جودة الحياة في اسرائيل. من يبحثون عن “انجازات مرة واحدة والى الابد” – سيخيب  املهم؛ من يبحثون عن وجود مشترك دون انفجارات عنيفة – لا يعرفون الشرق الاوسط؛ من يبحثون عن “حل” – ببساطة سخيفون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى