ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم دان شيفتن – تحرير المخربين يقتل الاسرائيليين

اسرائيل اليوم– بقلم  دان شيفتن  – 23/4/2020

تحرير المخربين يشجع الارهاب اكثر من اي شيء آخر: نشطاء الارهاب، زعماءهم والمجتمع الذي يعملون باسمه. اما نفي هذه المعادلة الدموية فهو مثابة تسيب وطني “.

تحرير الارهابيين يقتل الاسرائيليين. عندما نحرر مخربين كي نجلب الى الديار جنودا أو مواطنين محتجزين لدى العدو، أو لجلبهم للدفن في اسرائيل، فاننا نحسم الحكم على اسرائيليين آخرين بان يقتلوا على ايدي الارهابيين الذين تحرروا أو على أيدي من تلقى من تحررهم تشجيعا للعمل بالارهاب. عمليا، نحن نعقد صفقة في داخلنا: نشتري الرضى الذي في تحرير شخص اسمه وصورته نعرفهما، بثمن دم اسرائيليين لا يزالون مجهولين في وقت الصفقة. نحن مخولون لان نعقد هذه الصفقة شريطة أن نكون واعين للثمن الرهيب ولا نسمح لانفسنا لان نكبت بارتياح حقيقة أن دم المغدورين اولئك هو على ايدينا، إذ اننا نحن الذين حررنا قتلتهم وشجعناهم على القتل.

المجتمع الفلسطيني مدمن على الارهاب

قاتل اليهود، بمن فيهم المدنيون الابرياء في نطاق “الخط الاخضر”، هو الشخصية القدوة الابرز، وفي احيان قريبة الوحيدة، في ثقافته السياسية. يكاد لا يكون هناك من يتجرأ على التصدي للمكانة العليا لفكرة “الشهيد”. من المفتي وعرفات، عبر النخبة الفلسطينية وحتى احمد الطيبي – هذا هو “نجم الشمال” القيمي للوطنية الفلسطينية. من أناشيد الاطفال في الروضة عبر اسماء المدارس والمخيمات الصيفية وحتى البوسترات والرسومات على الحيطان – هذا هو الالهام.

وحتى ابو مازن، الذي عارض في الزمن الحقيقي حرب الارهاب في “الانتفاضة الثانية”،  يعترف بالخراب الذي جلبه على المجتمع الفلسطيني ويقاتل عمليا ضد تبنيه بحجم كامل كاستراتيجية وطنية، لا يمكنه الا أن يرفع الارهابيين على انواعهم على رأس فرحته، ويثني على افعالهم كقدوة لابناء شبيبته. وهو يصر ليس فقط على أن يمولهم وعائلاتهم بملايين عديدة (مع علاوة خاصة للقتلة الكبار وللعرب من مواطني اسرائيل)، بل ومستعد ايضا لان يعرض للخطر تمويل الاحتياجات الحيوية للسلطة الفلسطينية بوضعه الدفعات للارهابيين وعائلاتهم في رأس سلم اولوياتهم.

ان السبيل الوحيد لمكافحة الارهاب الفلسطيني هو الردع المصداق والاليم جدا. أمل سياسي متحقق (مثلما في اوسلو)، اقتصاد واعد (مثلما عشية “الانتفاضة الثانية”)، انسحاب كثيف (مثلما في غزة) ورأي عام عاطف (مثلما في اسرائيل في التسعينيات، في اوروبا في الجيل الاخير وفي البيت الابيض في عهد اوباما) تعززه فقط. ما كسر الارهاب قبل نحو عقد ونصف وقمعه منذئذ في الضفة الغربية، كان الاستخدام الكثيف للقوة وتعزيزه الدائم داخل التجمعات السكانية الفلسطينية. يبقي أبو مازن على الهدوء النفسي وقوات الامن لديه تتعاون مع اسرائيل فقط لان اسرائيل أثبتت بان كلفة الارهاب لا تطاق. في غزة كانت حاجة على ما يبدو الى قمع كثيف وحازم للارهاب، اكثر مما جرى حتى الان، لضمان هدوء نسبي أطول. لغة اخرى – الصراع هو على الوعي الفلسطيني.

ان تحرير الارهابيين يشجع الارهاب اكثر من اي شيء آخر: نشطاء الارهاب أنفسهم، المجتمع الفلسطيني المعانق لهم والذين باسمه يعملون، زعماء حماس والجهاد الاسلامي في غزة واولئك الذين يعرضون كخائن ابو مازن، الذي يمتنع عن استخدامهم المكثف. ايران واردوغان ايضا يفرحان. تحرير الارهابيين يشجع ايضا نواب القائمة المشتركة الذين يمجدونهم، يؤيدون تمويلهم ويجرون لهم استقبالات الابطال. التحرير يشجع الالاف من ام الفحم ممن جاءوا مع اعلام فلسطينية لتقديم الاحترام الوطني الاخير لقتلة أبناء مدينة رجال حرس الحدود الدروز ممن عملوا لمنع الارهاب في الحرم. كما أنه يشجع على اختطاف الجنود، المدنيين والجثث.

عندما يدور الحديث عن جنود نحن بعثنا بهم الى المعركة، جدير النظر ايضا في تحرير مخربين بثمن معقول: ولا باي حال للشروط الفضائحية لصفقة شاليط. عندما يدور الحديث عن جثث ومدنيين علقوا في القطاع – لا مجال أبدا للنظر في تحرير مخربين. اما عندما يدور الحديث عن معلومات عن وضعهم – فان مجرد التفكير في ذلك يخلق توقعات خطيرة.

للامتناع عن الصفقة يوجد ثمن أليم للعائلات ولدائرة التضامن الاسرائيلية. كلنا متألمون ومحظور الاستخفافبالقلق، بالاشواق والكرب الشخصي. ولكن يجدر بمن يجد صعوبة في أن يتحمل هذا الالم ان يفكر بالثمن البديل: تشجيع الارهاب ويقين قتل اسرائيليين سيأتي في اعقابه. ان التنكر لهذه المعادلة الدموية، ودحرها عن النقاش الجماهيري هو مثابة تسيب وطني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى