ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – اليسار يعيش في النكران

اسرائيل اليوم بقلم  دان شيفتن– 22/3/2021

مرة أخرى يصر اليسار على التنكر لاسباب فشله مما يثبت حزبه الاساس ميرتس كحدث عابر حزين “.

رد موسي راز على مقالي عن ازمة اليسار العميق يجسد بالملموس ما ادعيته بشأن تجاهل الواقع الذي نزع منه ثقة التيار المركزي. ها هي الحقائق التي يحرص اليسار العميق على نكرانها.

رجل دائرة المفاوضات في م.ت.ف، صائب عريقات، كشف النقاب لصحيفة “الدستور” الاردنية في 25/6/2020 تفاصيل المفاوضات بين اولمرت وابو مازن في اثناء 288 لقاء في 2007 – 2008 والتي في نهايتها رفض الفلسطينيون تسوية دراماتيكية وشرح الرفض: في كامب ديفيد وصلت (اقتراحات اسرائيل – د.ش) الى 90 في المئة. واليوم وصلت الى 100 في المئة. وبالتالي لماذا نسارع للتغاضي عن كل الظلم الذي احيق بنا؟”. كشرط مسبق للبحث في الحدود، طالب الفلسطينيون تحقيق سيادة الدولة الفلسطينية في خطوط 1967: “في كل الاحوال محظور الحديث عن الموافقة على تبادل الاراضي قبل أن نبسط سيادتنا عمليا”. كما شرح عريقات الرفض الفلسطيني للتنازل عن “عودة” جماعية الى داخل اسرائيل: “ليس لاصحاب القرار الفلسطيني الحق في أن يقرروا مصير اللاجئين، واللاجيء فقط يمكنه أن يقرر مصيره بنفسه… للاجيء محفوظ اختيار العودة الى اسرائيل… ليس العودة او التعويض بل العودة والتعويض”. وعلى حد قوله فالحديث يدور عن 140 مليار دولار. كما اكد بان الفلسطينيين يرفضون الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية خوفا من المس بـ “حق العودة”.

مثل هذا الفكر الذي اتخذه الفلسطينيون في لحظة الحقيقة يرفضه حتى قسم كبير من مصوتي ميرتس، فما بالك “اغلبية الجمهور الاسرائيلي”. والى تنكر الواقع في هذا المجال الحيوي ينضم الوصف المشوه عن عمد لما يسميه راز “جريمة المستوطنات”. فقط الطائفة الصغيرة لمتطهري اليسار العميق ترفض البناء في التلة الفرنسية في القدس او في غوش عصيون. فالعرب هم الذين اصروا في 1949 على الا تعتبر خطوط الهدنة حدودا دولية. والادعاء بان الاستيطان اليهودي خلفها هو جريمة حرب، مرفوض حتى في نظر الاغلبية الساحقة من الجمهور في اليسار الذي يرى فيه، عن حق، سلاح نزع شرعية لدى كارهي اسرائيل. كما أن اولئك (وأنا منهم) الذين يرون في الاستيطان في القلب المسكون في السامرة ويهودا خطأ جسيما وخطيرا، ويريدون التحرر من الحكم للفلسطينيين في معظم المنطقة – يصنفون طائفة المتطهرين الذين يبررون لاعداء اسرائيل في لاهاي في الخانة التي بين “السذج” وبين العملاء لهؤلاء الاعداء. وهذا ينعكس في صناديق الاقتراع.

ان محاولة تجاهل كل هذا وارجاع افول ميرتس لضعف الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية، هي محاولة غريبة. ففي الدول التي ضعفوا فيها، تبنت هذه الاحزاب “مواقف ميرتس” في المجالات القومية. حزب العمل فقد مكانته بصلة مباشرة مع خيبة الامل من هذيان السلام وفقدان الثقة بمن سعوا لان يلقوا بالمسؤولية عن فشله على اسرائيل والاستيطان. ان فقدان الثقة بالاحزاب الاشتراكية – الديمقراطية في اوروبا هو جزء من مواقفها في موضوع الهجرة وبشكها المعادي، على نمط ميرتس، بالاعتبارات القومية. في المانيا فقدت حتى المستشارة ميركيل من اليمين المعتدل الثقة وتسببت عمليا بصعود اليمين العميق عندما تبنت في 2015 موقف اليسار الكوني تجاه اللاجئين. وفي الدانمارك في المقابل، تعزز الحزب الاشتراكي الديمقراطي لرئيس الوزراء ماتيه فردريكسن الذي تبنى سياسة هجرة متصلبة وفرض القيود على الاجانب “غير الغربيين”.

ان  التنكر لاسباب فشل ميرتس، يثبت الحزب كحدث عابر حزين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى