ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – الشراكة الاسرائيلية – الامريكية كانت وستبقى

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن – 2/11/2020

الرؤساء يأتون ويرحلون. بعضهم يعمل بالتشاور مع إسرائيل، وآخرون منصتون أقل بكثير لاحتياجاتها. فضلا عن الفوارق الهامة هذه، توجد بنية تحتية متينة، قيمية واستراتيجية لشراكة عميقة. وقد بقيت في الماضي ونجت حتى من إدارات غير ودية “.

إلى جانب الاهمية المعروفة لنتائج الانتخابات القريبة من المهم أن نفهم البنية التحتية العميقة لعلاقات اسرائيل مع الولايات المتحدة فضلا عن سؤال هوية الرئيس وتشكيلة الكونغرس. هذه شراكة في الفكرة الاساس، والتي تنعكس بمواقف منتخبي الشعب، وبتطابق واضح للمصالح يؤثر على اعتبارات الادارة.

يوجد شبه عظيم في جانب هام من الفكرة الاساس المقبولة في التيار المركزي للشعب الامريكي وللجمهور في اسرائيل. فضلا عن الالتزام الاساس بالنظام الديمقراطي وبالحريات الفردية يدور الحديث عن فكرة اساس تحترم الفرد والجماعة التي تكافح في سبيل البقاء والنجاح حتى في ظروف صعبة ومحيط عنيف. فهؤلاء لا يخافون عندما لا يكون بديل آخر وفي خدمة هدف عادل، من استخدام القوة  لفرض ارادتهم. وبسبب التأثير البارز لوسيلة السينما لعله مسموح لنا أن نسمي، بتبسيط مغتفر، الصيغة الامريكية لهذا الموقف “فكرة جون واين وبروس ويلس”. هذه ليست مقبولة في اوروبا، وهي تصنف احيانا بنفور كـ “فكرة الكاوبوي”. وهي تعتبر مرفوضة ومتخلفة في الجامعات الامريكية، في وسائل الاعلام، في الدوائر “التقدمية” وفي اوساط الاغلبية الليبرالية ليهود الولايات المتحدة. غير أنه بدونها لا يمكن أن نفسر العطف العميق لاسرائيل في اوساط نحو ثلثي الجمهور الامريكي، ولا سيما الجمهوري، ولكن ايضا في اوساط الديمقراطيين الذين لم يتأثروا بموضة الراديكالية. اسرائيل تعتبر في نظرهم عنصرا ديمقراطية بناء ومهدد، ومصمم على أن يفعل “ما ينبغي” بما في ذلك استخدام القوة، للدفاع عن نفسه. وهم يحترمون ذلك.

في مجال المصالح المشتركة تتخذ في العالم، وحتى في الولايات المتحدة وفي اسرائيل، صورة مغلوطة تماما، أصلها في جهل عميق او في تشويه مقصود. وهذه تعرض العلاقات أساسا كوليدة عطف لإسرائيل، تأييد المقترعين اليهود او عمل اللوبي المؤيد لإسرائيل، رغم المصلحة الامريكية “الحقيقية” في تأييد “العرب”.

أولا، يكاد يكون كل العرب الهامين للولايات المتحدة يعملون بالتشاور مع إسرائيل ويثقون بها. ثانيا، حتى الرؤساء غير العاطفين، بل واللاساميين، اتخذوا سياسة ساعدت إسرائيل (نيكسون مثلا)؛ رؤساء كانوا، في نظر أنفسهم، عاطفون لإسرائيل، كانوا أحيانا مصممين “على انقاذها من نفسها” (أوباما مثلا). ثالثا، ايباك (اللوبي) هو وكيل مبيعات فاخر، ذكي ومتفانٍ لإسرائيل. ولكن لو كانت “البضاعة” الإسرائيلية مضروبة، لما كان يمكن حتى للوكيل الأكثر كفاءة ان يبيعها على مدى ثلاثة أجيال: قوة اللوبي في الكونغرس تقوم أساس على عمق التأييد الجماهيري. رابعا، اليهود هم اقل من 2 في المئة من الناخبين. اغلبيتهم الساحقة تؤيد تلقائيا المرشحين الديمقراطيين وإسرائيل ليست اعتبارا بارزا في تصويتهم.

“البضاعة” الإسرائيلية مطلوبة بسبب الفكرة الأساس التي ذكرت آنفا وبخاصة بسبب المصلحة الامريكية. من ناحية الولايات المتحدة، توجد في احدى المناطق الهامة في العالم جهة تدمج ست خصال، لا يشملها أي حليف آخر كلها: إسرائيل قوية، مستقرة، مسؤولة، مصممة، دوما مؤيدة لامريكا. إسرائيل هي الوحيدة بين كل الحلفاء لا تطلب ان يقاتل جنود امريكيون للدفاع عنها. هي قوية عسكريا، اقتصاديا وتكنولوجيا. هي ديمقراطية أثبتت استقرارها حتى في أوقات الازمة. مسؤوليتها تنعكس في اللجم أمام تهديدات متواصلة لاجيال لم تشهد أي دولة ديمقراطية مثيلا لها. وفي حذرها الزائد بالنسبة لقدراتها الاستراتيجية المنسوبة لها.

لتصميمها على العمل في ساعة اختبار،  يصعب إيجاد موازٍ لها بين الديمقراطيات. لم تقف في أي مرحلة الا في المعسكر الأمريكي. إسرائيل هي لا تزال شريكا صغيرا للقوة العظمى الامريكية، ولكن ليس شريكا بائسا. الولايات المتحدة تضطر لان تقلص تواجدها المادي في الشرق الأوسط كي تركز اهتمامها العالمي في آسيا، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي. يمكنها أن تسمح لنفسها بان تتصرف هكذا، فقط اذا ما تركت في المنطقة تحالفا لدول مؤيدة لامريكا معنية بالحفاظ على استقرار نسبي في المنطقة. إسرائيل، القوية، المستقرة والمصداقة هي مدماك حيوي في هذا التحالف.

الرؤساء يأتون ويرحلون. بعضهم يعمل بالتشاور مع إسرائيل، وآخرون منصتون أقل بكثير لاحتياجاتها. فضلا عن الفوارق الهامة هذه، توجد بنية تحتية متينة، قيمية واستراتيجية لشراكة عميقة. وقد بقيت في الماضي ونجت حتى من إدارات غير ودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى