ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم– بقلم  جلال البنا – العمل الانساني ليس دوما ارهابا

اسرائيل  اليوم– بقلم  جلال البنا – 3/11/2021

” لكل السياسيين الذين يحاولون عقد صلة بين الحركة  الاسلامية الجنوبية وبين حماس يمكن القول – اهدأوا، العلاقة قائمة منذ عشرات السنين وتحت رقابة محافل الامن، وكما اسلفنا، تخدم مصالح اسرائيل بقدر لا يقل عن مصالح الحركة الاسلامية “.

المفاجأة الكبرى في اعقاب تحقيق القناة 13 عن جمعية الحركة الاسلامية كانت في ان السياسيين- الذين حتى وقت غير طويل مضى جلسوا حول طاولة الحكومة وسمعوا تقديرات امنية، وفقط قبل بضعة اشهر تحدثوا، استضافوا وعانقوا النائب منصور عباس وجعلوه اليوم “مؤيد للارهاب” فوجئوا بالامور. 

لست من مؤيدي الحركة الاسلامية، ولكن يبدو أنه يوجد هنا رد فعل شاذ للغاية  يقترب من الحملة ضدها وضد اناس راعم، الذين لم يغيروا حتى الان نشاطهم أو ايديولوجيتهم، وهكذا ايضا ليس المنظمات المختلفة. 

منظمات الحركة الاسلامية هي بشكل عام جمعيات، كل تقاريرها شفافة حسب القانون الملزم، وتراقب بتشدد من الجهات المختصة بمن فيهم مسجل الجمعيات. بيقين، توجد صلة بين محافل الامن بهدف التنسيق والترتيب لادخال المساعدة الانسانية لمناطق السلطة الفلسطينية، ولا سيما لغزة.

يبذل الشباك واجهزة الامن الاخرى كل جهد، بنجاح كبير جدا، لمنع كل مساعدة تصل الى جهات معادية للدولة، وكل مساعدة او علاقة تحبط وتعالج بالطرق القانونية. لدولة اسرائيل توجد مصلحة، واعلامية اساسا، للسماح بادخال مساعدة انسانية الى غزة. 

ومع ذلك، حماس هي الاخرى فهمت بانه محظور ان يكون الجمهور العربي في اسرائيل جزءاً من الكفاح المسلح،   وان كانت نجحت في الماضي في تجنيد مواطني الدولة لخدمة اهدافها. ولكن هذه الظاهرة كادت تكون صفرية. والمواطنون العرب في اسرائيل ايضا يفهمون بان كل علاقة مع حماس تستهدف امكانية العمل غير القانوني محظورة حظرا باتا. 

بعد اخراج الحركة الاسلامية الشمالية عن القانون، يكاد لا يتبقى نشاط انساني لمناطق السلطة الفلسطينية. فلا تتصدر لجنة المتابعة العليا خطا كهذا ولا الاحزاب العربية، ووحدها الحركة الاسلامية التي تعمل عشرات السنين حتى قبل ان تدخل على الاطلاق الى الساحة السياسية والى الكنيست، وهدف طاقاتها هو تقديم المساعدة للمحتاجين، لليتامى وللارامل. فهل قاصر كان ابوه مشاركا في عمل معادٍ يجب ان يموت جوعا؟

لكل السياسيين الذين يحاولون عقد صلة بين الحركة  الاسلامية الجنوبية وبين حماس يمكن القول – اهدأوا، العلاقة قائمة منذ عشرات السنين وتحت رقابة محافل الامن، وكما اسلفنا، تخدم مصالح اسرائيل بقدر لا يقل عن مصالح الحركة الاسلامية.

عندما تجند جمعية للحركة اموالا من جهات خاصة او مؤسساتية فانها ملزمة بان تبلغ سواء عن مصادر الاموال ام عن غاياتها، ولن تكون عرضة للعقوبات التي يمكنها أن تصل حتى مصادرتها واغلاق نشاطها. هذا بالتأكيد يحصل او هكذا على الاقل يفهم من التقارير المالية الشفافة لعيون الجميع، والا فان محافل القانون، ابتداء من البنوك وحتى سلطة تبييض الاموال و “الشباك” ستتدخل بشكل فوري ولا سيما في فترة حساسة جدا.

غير مرة اعلن قادة الحركة الاسلامية الجنوبية بانها حركة شقيقة لحركة الاخوان المسلمين، اقامت وتقيم علاقات مع جهات اسلامية مدنية وتفهم خطورة عقد اتصالات مع اذرع عسكرية لحركات اسلامية مختلفة. فما بالك أن الحديث يدور ايضا عن حركة براغماتية ترى هدفها خدمة الجمهور العربي في اسرائيل، وهذا ما دفعهم لان يتركوا القائمة المشتركة ويدخلوا الى الائتلاف، دون اي شرط او اي مطلب وطني جماعي. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى