ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم –  بقلم  جلال البنا –  الديمغرافيا تملي سياسة الاردن تجاه اسرائيل ../

اسرائيل اليوم –  جلال البنا – 23/1/2022

اللقاءات العلنية والسرية التي تعقد بين القيادة السياسية الاسرائيلية وبين ملك الاردن عبدالله تعنى بالمسائل التي بين الدولتين، ولكن المسألة الاساس هي الفلسطينية. 

هكذا في اللقاء الاخير لوزير الدفاع بني غانتس مع ملك الاردن، وهكذا في لقاءات مع يطلع عليها الجمهور او لم تبلغ عنها وسائل الاعلام. وكهذه توجد لقاءات غير قليلة. كل اتصال بين القدس والقصر الملكي يعنى بهذا الشكل او ذاك بهذه المسألة. إذ أن الاردن كان حتى الان الدولة العربية الوحيدة التي تشارك بشكل مباشر في ما يجري في مناطق السلطة. 

توجد العلاقة بين رام الله وعمان منذ عشرات السنين. والجار الهاشمي يعتبر بيتا مفتوحا وبوابة الفلسطينيين لكل العالم. وسبب ذلك هو أن احساس الفلسطيني بالاردن وبخاصة من هو بعيد عن الانشغال بالسياسة او بامن الوطن، هو احساس بالامن والحرية. كل هذا تواصل لسياسة وضعها ملك الاردن الراحل الحسين. والذي يعد من أخذ على عاتقه رعاية الفلسطينيين حين فتح امامهم بوابات المملكة للعمل، للتعليم وللعيش. 

يعيش في الاردن اليوم نحو 12 مليون نسمة، و 3 مليون منهم هم لاجئون من سوريا ومن العراق ومهاجرو عمل مصريون. معدل المواطنين الفلسطينيين من بين السكان الاردنيين يبلغ نحو 70 في المئة.

يقض الموضوع الديمغرافي مضاجع رجال المؤسسة في الاردن، والمعطيات الدقيقة تبقى خفية كسياسة موجهة. 

بشكل عام كانت علاقات الفلسطينيين مع الاسرة المالكة الجيدة ولكن احداث ايلول الاسود والمواجهة الفلسطينية – الاردنية في 1970 تركت جرحا مفتوحا. ويجد الامر تعبيره اليوم في حقيقة أن الفلسطينيين مواطني الاردن لا يشاركون في النشاط السياسي المعارض للاسرة المالكة، وبخاصة لعلاقاتها مع اسرائيل. وقد وجد الامر تعبيره ايضا في عدم انتقاد كل اتفاق اسرائيلي – اردني، سواء بالنسبة للاوقاف في القدس التي يديرها الاردن أم في سياق الاتفاقات التجارية. هذه السياسة تدفع الفلسطينيين لان يركزوا على ما يجري في المناطق وفي غزة. 

على المستوى المدني الفلسطيني في الاردن هو مواطن متساوي الحقوق مع كل المواطنين، بخلاف مكانة الفلسطينيين في دول مثل لبنان وسوريا. ومع ذلك مع أنهم يعتبرون اغلبية مواطني المملكة فان تمثيلهم في البرلمان محدود. ومع السنين تحسن العلاقة الاردنية – الفلسطينية وبخاصة في عهد ولاية الملك الحالي. 

السيدة الاولى في المملكة، رانيا، هي فلسطينية وابناء عائلتها لا يزالون يعيشون ويسكنون في طولكرم. بل ان للعائلة جذور واقرباء في اسرائيل. ومع ذلك، مع نشوب احداث الربيع العربي كان من راهن ودفع للثورة في المملكة في محاولة لدحر الاقلية الاردنية  الحاكمة بحيث يستولي الفلسطينيون على الحكم. وذلك بخاصة حين تطرح كل الوقت حجة أنه لا يوجد اي نفوذ او  اشراك للاغلبية في المملكة وفي مؤسساتها، وأساسا في المؤسسة الامنية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى