ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم تسيونيت فتال – كوبرفاسر – البابا في العراق : مصالحة، ولكن بدون يهود

اسرائيل اليوم – بقلم  تسيونيت فتالكوبرفاسر – 9/3/2021

غياب اليهود عن زيارة البابا تبرز بالذات على خلفية اتفاقات ابراهيم  التي وضعت على جدول الاعمال الاسلامي والعربي تطبيع العلاقات مع اليهود ومع اسرائيل “.

ان زيارة البابا التاريخية الى العراق رغم تهديدات الكورونا والارهاب هي جزء من جهوده المتواصلة للمصالحة بين المسيحية والاسلام من خلال الحوار مع زعماء دينيين اسلاميين براغماتيين، والدفاع بهذه الطريقة عن الاقليات المسيحية في الشرق الاوسط. تثير الزيارة مشاعر الانسانية كلها، مثلما تثير مشاعري كابنة لوالدين سليلي بلاد النهرين.

تستقبل محافل عديدة في العراق الممزق، المضرجة اراضيه بدماء ضحايا النزاعات الدينية والطائفية، رسائل المصالحة، السلام، المعارضة للارهاب والمساواة من زعيم العالم المسيحي باذرع مفتوحة. لقاؤه مع الزعيم الشيعي الاكبر في العراق، آية الله علي السيستاني، في مدينة النجف المقدسة، جاء لدفع جهوده هذه الى الامام. وذلك في ضوء المس بالمسيحيين  وبمواقعهم الدينية في العراق من قبل تنظيم داعش السني والميلشيات الشيعية، والتخوف من أنه بسبب قلة اعدادهم سيكون مصيرهم كمصير يهود العراق.

درة التاج في الزيارة كانت الاحتفال في آثار مدينة اور في وسط العراق التي تعزى كمكان ولادة ابينا ابراهيم وتعد عرش ديانات التوحيد وفقا لليهودية، المسيحية والاسلام. وكانت في مركز الاحتفال صلاة مشتركة قرب الموقع المقدس السومري العتيق في المكان تحت عنوان “صلاة لابناء وبنات ابراهيم”. وحسب الفاتيكان، فقد دعي اليهود ايضا للمشاركة في الصلاة، ولكن كما يبدو لم يحضر اليهود الاحتفال. في صورة البابا على المنصة مع ممثلي الطوائف والاديان افتقد مكانهم. وفي الموقف العراقي من الحدث لم يذكر اليهود الذي يبلغ عددهم في العراق اقل من عدد اصابع كف اليد الواحدة. يخيل أن هذا جزءا من محاولة مقصودة لاخفاء وجودهم ودورهم الهام في تاريخ العراق. وبالمقابل، في الاحتفال في اربيل، عاصمة الاقليم الكردي، شارك ممثلو اليهود في وزارة الشؤون الدينية في حكومة الاقليم الكردي في الوفود الرسمية التي استقبلت البابا.

الكثير من ابناء العراق يشعرون بعدم ارتياح في ضوء تجاهل الحكومة في بغداد  لليهود في سياق الزيارة ويعبرون عن استيائهم في الشبكات الاجتماعية. عمر محمد، عراقي، يوثق يهود الموصل، دعا البابا للضغط على حكومة العراق للاعتراف بالتراث العراقي غير الاسلامي، بما في ذلك للطائفة اليهودية، والدفاع عنه. وعلى حد قوله، فان “الصورة ليست كاملة دون الاعتراف بالتاريخ اليهودي للعراق”. كما لا يمكن تجاهل العلاقة التي بين هذه الزيارة وبين اتفاقات ابراهيم، التي وضعت على جدول الاعمال الاسلامي والعربي مسألة تطبيع العلاقات مع اليهود ومع دولتهم، اسرائيل. وعلى هذه الخلفية بالذات يبرز أكثر فأكثر غياب اليهود عن زيارة البابا.

بدلا من ذلك، يشطب العراق الرسمي ذكر الطائفة اليهودية، التي بدايتها في منفى بابل بعد خراب البيت الاول في القرن السادس قبل الميلاد، ليس فقط من كتب تاريخه بل وماديا ايضا، من خلال الاهمال المتواصل للمباني والمؤسسات اليهودية، هدم المقابر وتحويل مواقع التراث الى مساجد (هكذا حصل مع قبري النبي يحزقيل وعزرا الكاتب. ولم يتبقَ على حاله اليوم في بغداد الا كنيس واحد والمقبرة الجديدة، التي اقيمت بعد هدم المقبرة العتيقة التي دفن فيها اليهود على مدى مئات السنين وفيها ايضا القبر الجماعي للذين قتلوا في الاضطرابات ضد اليهود في جزيران 1941. في شمال العراق حفظ قبر النبي ناحوم والولايات المتحدة والاكراد يرممونه.

ومن الجهة الاخرى يشار الى العلاقات المتطورة في السنوات الاخيرة بيننا نحن انسال يهود بابل وبين العراقيين الذين يعيشون في العراق وخارجه المعنيون بان يبنوا معنا جسور سلام ويدعون الى الغاء الخطاب الديني  – الطائفي في العراق. ليست العراق الرسمي ينصت لهذا المزاج السائد في الشارع العراقي، وليس لكراهية الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران والتي تهدد سلامته واستقراره ولا تسمح لرسائل المصالحة والسلام في المنطقة  ضرب جذورها فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى