ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – مؤتمر الخرطوم، موديل 2020

اسرائيل اليومبقلم  ايال زيسر – 25/8/2020

التحدي امام اسرائيل والولايات المتحدة هوكيف يمكن أن نجعل من خطوات التطبيع والسلام التي تعمل عليها مع اسرائيل كل واحدة من الدول العربية على انفراد، خطوة شاملة وجارفة تؤدي  الى تغيير حقيقي في الواقع الشرق اوسطي “.

في ايلول 1967، في اعقاب الهزيمة العربية في حرب الايام الستة، انعقد في الخرطوم، عاصمة السودان مؤتمر قمة الزعماء العرب للبحث في نتائج الحرب. وقد اشتهر المؤتمر بلاءاته الثلاثة التي بثت لاسرائيل وللعالم رسالة رفض وعداء: لا  اعتراف باسرائيل، لا تفاوض معها ولا صلح مع اسرائيل.

منذئذ تدفقت مياه كثيرة في نهر النيل الذي يقطع المدينة، ولم تعد الخرطوم رمزا للعداء. في شباط الماضي التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحاكم السودان، عبدالفتاح البرهان، في عنتيبة، اوغندا، واتفقا على العمل على تطبيع العلاقات بين الدولتين.

من السابق لاوانه التقدير اذا كان سينجح وزير  الخارجية الامريكي مايك بومبيو، الذي يزور  السودان بعد زيارته الى اسرائيل  في  أن يضم هذه  الدولة الى القائمة الممتدة من الدول العربية المستعدة لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل او حتى للتوقيع معها على اتفاق سلام. ولكن يبدو أن الاختراق في علاقات اسرائيل والسودان هو في اساسه مسألة صبر ووقت.

لكل دولة عربية جدول أعمال خاص بها، وبالتالي ينبغي الافتراض بان القرار باقامة علاقات مع اسرائيل سيتخذ على انفراد من كل دولة ودولة في التوقيت المناسب لها، سواء كانت هذه السودان، موريتانيا، المغرب، البحرين أو عُمان. ولكن الاتجاه واضح – التطبيع والسلام اللذين يقفان بحد ذاتهما ولم يعدا مشروطين بشيء، وبالتأكيد ليس بنزوات الفلسطينيين.

يخيل أن التحدي امام اسرائيل والولايات المتحدة التي تساعدها هو في اساسه كيف التأكد من ان يكون  المجموع اكبر بكثير من كل اجزائه، بمعنى انه كيف يمكن أن نجعل من خطوات التطبيع والسلام التي تعمل عليها مع اسرائيل كل واحدة من الدول العربية على انفراد، خطوة شاملة وجارفة تؤدي  الى تغيير حقيقي في الواقع الشرق اوسطي.

لهذا السبب تعود لتطرح فكرة المؤتمر الاقليمي الذي يبث بعد اكثر من 50 سنة من لاءات مؤتمر الخرطوم الثلاثة، رسالة واضحة من الصلح والسلام وكذا رص الصفوف المشترك حيال المشاكل الحقيقية للمنطقة وعلى رأسها بالطبع التهديد الايراني على الاستقرار والسلام في كل ارجاء الشرق الاوسط.

لفكرة المؤتمر فضائل عديدة، ولا سيما في كل ما يتعلق بالدبلوماسية العلنية، ولكن توجد لها نواقص إذ ان العالم العربي يفتقد اليوم الى الوحدة، وتوجد بين الدول المختلفة غير مرة منافسة بل وخصام. دول سلام قديمة مثل مصر أو الاردن غير متحمسة لمنح الصدارة والافضلية لدول انضمت لتوها الى معسكر السلام.

ولكن مهما يكن من أمر، فان هذه المعزوفة لا يمكن وقفها، حتى لو شهدت مسيرة السلام صعودا وهبوطا، فان قطار السلام انطلق على الدرب وسيصل اقرب مما كان متوقعا الى غايته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى