ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – لاسرائيل مصلحة في تطعيم الفلسطينيين أيضا

اسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر – 11/1/2021

دون وقف الاصابة في مناطق السلطة الفلسطينية سيكون من الصعب على اسرائيل لاسباب مفهومة أن تسيطر بشكل كامل على الاصابة في اراضيها، ويكفي أن ننظر الى ما يجري في شرقي القدس كي نستوعب المشكلة “.

تبرز القوة التي تبثها اسرائيل، كدولة وكمجتمع، في قدرتها على الحصول على التطعيمات وتطعيم مواطنيها بسرعة اكبر من اي دولة اخرى، على خلفية الفوضى السائدة اليوم في أرجاء العالم، سواء المتطور والمتنور في غربي اوربا وشمال افريقيا او في المنطقة حولنا، حيث الاجهزة الصحية الضعيفة والقبضة الحديدية لاجهزة الامن والتي تصعب امكانية التقدير الحقيقي لحجم الازمة.

ولكن على الامل في الخروج السريع من الازمة تلقي بظلالها حقيقة ان في الساحة الخلفية لاسرائيل تواصل جائحة الكورونا العربدة دون عراقيل. ويجري الحديث بالطبع عن قطاع غزة واكثر من ذلك عن يهودا والسامرة، حيث يصعب على السلطة الفلسطينية التصدي للوباء وليست مستعدة على الاطلاق لتطعيم السكان. عدد المرضى والمتوفين يرتفع باستمرار كل يوم، وفي غياب المعطيات المصداقة – مضاف الى ذلك قدرة حكم محدودة سواء لحماس في غزة ام للسلطة في يهودا والسامرة – واضح أن هذا هو مجرد طرف الجبل الجليدي. يمكن لنا أن نشير الى أنه دون وقف الاصابة في مناطق السلطة الفلسطينية سيكون من الصعب على اسرائيل لاسباب مفهومة أن تسيطر بشكل كامل على الاصابة في اراضيها، ويكفي أن ننظر الى ما يجري في شرقي القدس كي نستوعب المشكلة.

من هنا تنشأ الحاجة لان تقوم اسرائيل بعمل ما، فتأخذ المسؤولية في ايديها وتحرص على تطعيم عموم السكان في بلاد اسرائيل غربي نهر الاردن. مثل هذه الخطوة هي ضرورة لغرض التصدي بشكل ناجع للوباء، ولكن الى جانب ذلك يوجد ايضا فضائل اخرى ذات مغزى من ناحية اسرائيل.

الى جانب الثناء الذي يغدق على حملة التطعيمات في اسرائيل، لم تنقص في وسائل الاعلام العالمية، ولا سيما تلك التي تسمى “تقدمية” انتقادات ايضا على ان اسرائيل لا تحرص على تطعيم الفلسطينيين. لا شك أن حملة تطعيمات تتصدرها اسرائيل ستعزز صورتها في اوساط اصدقائها وحلفائها، واذا ما شارك فيها، لوجستيا واقتصاديا، اصدقاؤها الجدد ايضا، مثل اتحاد الامارات، فان المنفعة الدبلوماسية ستكون مضاعفة.

ولكن الاهمية الاكبر والاهم التي يجب أن تولى لحملة تطعيم الفلسطينيين تكمن في حقيقة أن اخذ المسؤولية عن السكان في يهودا والسامرة، وربما ايضا في غزة يعبر بالشكل الافضل عن حقيقة انه رغم الاتفاقات والاعلانات وكذا الخطوات مثل خطوة فك الارتباط، تبقى اسرائيل صاحبة السيادة في المنطقة بكل معنى الكلمة. ومن هنا لعله من المجدي التوقف عن ممارسة الالعاب مع أنفسنا ايضا وان نعترف بحقيقة أنه في غربي نهر الاردن لا يوجد الا محفل مسؤول واحد ذا قدرة على ادارة حياة السكان وبالاساس الحرص عليهم.

يمكن جدا ان تشكل ازمة الكورونا دعوة للصحوة في كل ما يتعلق بالواقع في يهودا والسامرة والذي تحبذ اسرائيل لسبب ما تجاهله. من  المجدي لان يقف الامر امام ناظر الحكومة التالية في اسرائيل إذ ان الخروج من ازمة الكورونا يمنح اسرائيل مهلة عليها أن تستغلها كي تدفع الى الامام بسلسلة من المصالح الاسرائيلية، قبل أن يعود العالم لينشغل في شؤوننا وقبل أن يتغير اتجاه الريح من البيت الابيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى