ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – في اليوم التالي لانهيار لبنان

اسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 28/6/2021

يشكل مشروع دقة الصواريخ تهديدا مركزيا على اسرائيل، تشحب  امامه ترسانة صواريخ حماس. يمكن بالطبع ان نأمل في أن تستمر 15 سنة هدوء في الحدود الشمالية، وان تصدأ صواريخ حزب الله. ولكن يجدر بنا أن نبذل كل جهد للتخريب على هذا المشروع وعرقلته“.

في الخطاب الاخير لامين عام حزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي كاد لم يذكر اسرائيل بل  وقلل  من الانشغال، بخلاف ما كان متوقعا بانتخاب صديقه وحليفه ابراهيم رئيسي  رئيسا لايران او بحاجة العرب والمسلمين لان يتجندوا جميعا من اجل حماس والكفاح في سبيل القدس. لم يعنى خطاب نصرالله اذن لا بالنووي ولا بالصواريخ، بل بالذات بقسام الغذاء، باستئناف تيار الكهرباء وبتوريد المياه وتخصيص الوقود والمازوت،  التي يصعب على الدولة اللبنانية ان توفرها لمواطنيها.  

لم  يكن  خطاب نصرالله هذه المرة “خطاب سعال”،  من هذه الناحية يبدو ان وضعه الصحي تحسن، ولكن ليس هكذا يمكن القول عن الدولة اللبنانية، التي توجد في “هبوط حر” وتهدد بان تجر معها الى الهوة نصرالله ومنظمته ايضا.

يعاني لبنان منذ بضع سنوات من  أزمة سياسية لا تسمح له بتشكيل حكومة جديدة. ولكن تضاف الى هذه الازمة ازمة اقتصادية دفعت الدولة الى الانهيار والافلاس التام. في البداية كانت هذه هي البنوك التي انهارت واغلقت ابوابها، تاركة اللبنانيين بلا اموال نقدية. بعد ذلك افرغت محلات الغذاء، ولاحقا                                                       بدأت المستشفيات تسرح المرضى والان شرع الجيش اللبناني ايضا لحملة طواريء كي يتمكن من توفير الغذاء والعتاد الشخصي لجنوده.

ان انهيار الدولة اللبنانية، التي رضع حزب الله منها على مدى السنين، يطرج تحديا حقيقيا امام نصرالله. فالكثير من اللبنانيين يلقون عليه المسؤولية عن الوضع الصعب الذي وصلت اليه الدولة إذ ان حزب الله يمسك في يده منذ اكثر من عقدين المفتاح لكل ما يجري في لبنان، وهو الذين جره ايضا الى حلف مشكوك فيه مع ايران        ومع بشار الاسد الذين زودوا منظمته بالصواريخ ولكنه  جر لبنان الى مواجهة مع دول الخليج ومع الدول الغربية التي كانت تصل منهم في الماضي المساعدة المالية. كما أن ابناء الطائفة الشيعية، من مؤيدي نصرالله يطالبونه بحل لازماتهم. ثمة في كل هذا ما يقيد قدرة المناورة لدى المنظمة ولالزامها بمواصلة الحفاظ على الهدوء على طول الحدود مع اسرائيل.

ولكن في الشرق لاوسط، عندما يقف حاكم ما امام ازمة اقتصادية، فانه لا يتنازل ابدا عن مواصلة الاستثمار في بناء جيشه، لانه متعلق به لضمان سلامته. فالحكام والانظمة في الشرق الاوسط ليسوا مستعدين ايضا لان يتخلوا عن الاحلام وعن الايديولوجيات المسيحانية من اجل أن يحلوا ازمات اقتصادية. هكذا يتصرف النظام الايراني وقيادة حماس الذين يواصلون استثمار اموالهم في الصراع ضد اسرائيل وليس في تحسين ظروف المعيشة لابناء شعبهم.

حزب الله هو الاخر استثمر في العقد الاخير مئات ملايين الدولارات في الحرب في سوريا، حيث قتل وجرح الالاف من مقاتليه، ولاحقا استثمر مئات ملايين الدولارات في مشروع الانفاق التي تتسلل الى الاراضي الاسرائيلية، والتي كشفها وفجرها الجيش الاسرائيلي قبل نحو ثلاث سنوات. والان يستثمر  حزب الله مئات ملايين الدولارات في “مشروع الدقة” الذي يستهدف زيادة ترسانة الصواريخ الدقيقة تحت تصرفه.  

يشكل  هذا المشروع تهديدا مركزيا على اسرائيل، تشحب  امامه ترسانة صواريخ حماس. يمكن بالطبع ان نأمل في أن تستمر 15 سنة هدوء في الحدود الشمالية، وان تصدأ صواريخ حزب الله. ولكن يجدر بنا أن نبذل كل جهد للتخريب على هذا المشروع وعرقلته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى