ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – دونم إثر دونم هو أيضا سيادة

اسرائيل  اليوم– بقلم  ايال زيسر – 18/2/2021

لم تنتظر الصهيونية في اي يوم الاذن من احد لاحتلال الارض وسياسة الدونم إثر دونم، البيت إثر بيت والمستوطنة إثر مستوطنة هو ما يجبر العالم لاحقا على الاعتراف بالواقع القائم مثلما حصل دوما“.

قبل سنة بالضبط وقفت اسرائيل أمام  تنفيذ حلم بسط السيادة على اجزاء واسعة من يهودا والسامرة، بتأييد أمريكي وبموافقة صامتة من جانب بضع دول عربية. غير أن اسرائيل اختارت الا تسير في هذا المسار، وبدلا من ان تعلق في مواجهة محتملة مع الفلسطينيين ومع الاسرة الدولية، فضلت جني مرابح فورية، مثل “اتفاقات ابراهيم”.

لقد تأجل تحقيق حلم السيادة – أو لعله “افلت” مثلما وصف ذلك ارئيل كهانا في “اسرائيل الاسبوع” ويبدو أنه مع دخول ادارة بايدن ستكون حاجة الى جهود عظيمة وربما حتى معجزة لدفعه الى الامام. هذا ما افادت به تصريحات وزير الخارجية الجديد انطوني بلينكن، والتي تراجع فيها أو للاسف تحفظ على الاعتراف الذي منحته ادارة ترامب لسيادة اسرائيل في الجولان. واضاف بانه بخلاف التواجد والسيطرة العملية لاسرائيل، واللذين تؤيدهما الولايات المتحدة بالفم الملآن فان مسألة السيادة سيتعين عليها ان تلقى جوابا في مباحثات قانونية وغيرها حين تعود سوريا ذات يوم لتقف من جديد على قدميها.

ولكن من المر يخرج الحلو، إذ في هذه الاقوال ينبغي أن نفهم بان الادارة الامريكية الجديدة ايضا تعترف بالواقع  على الارض، سواء في هضبة الجولان أم في يهودا والسامرة، ولا تسارع للعمل على تغييره.

بعد كل شيء، للسكان في يهودا والسامرة تهم السيادة كشعار وكرمز، وبالتأكيد يوجد فيها ما يعزز احساسهم بالامن. ولكن في كل ما يتعلق بالحياة اليومية، في دفع البناء والاستيطان الى الامام فانها لا تقدم ولا تؤخر. مشروع الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وفي الجولان قام وتطور بلا سيادة اسرائيلية رسمية على الارض.

وبالتالي تحسن اسرائيل صنعا اذا ما عادت الى طريق الصهيونية منذ الازل، طريق بناء بيت إثر بيت ومستوطنة إثر مستوطنة دون انتظار الاذن او الاعتراف الدولي. هذا سيأتي بعد أن تتقرر الحقائق على الارض، ومرة اخرى لن يكون ممكنا تغيير الواقع الذي خلقته اسرائيل بافعالها.  

يجذر بالذكر انه حتى دخول الرئيس ترامب الى البيت الابيض لم تعترف اي دولة، ولا حتى الولايات المتحدة، بسيادة اسرائيل على القدس – لا على شرقي المدينة ولكن لا أيضا على شطرها الغربي. لكن كان هذا بن غوريون هو الذي قرر منذ كانون الاول منذ 1949 اعتراض الامم المتحدة التي قضت كما يذكر بان تصبح  القدس مدينة دولية، وأمر بنقل الوزارات الحكومية الى القدس. وبالمناسبة احد ايضا لم يعترف بانجازات اسرائيل الاقليمية في حرب الاستقلال. وبعد سنوات طويلة منها، طالبت دول عديدة، بما فيها الولايات المتحدة ايضا، بانسحاب اسرائيلي الى خطوط التقسيم كاساس لحل وسط يتحقق مع العالم العربي. ولكن بن غوريون اصر على موقفه، والنهاية معروفة.

وبالتالي فانه ليس مهما ما يقوله الاغيار بل ما يفعله اليهود. وقبل ذلك مهم بالفعل ان يتقرر ما الذي يريده اليهود في واقع الامر؟ هل التواجد والسيطرة في كل الارض، ام فقط على الكتل الاستيطانية والمناطق ذات الاهمية الامنية، وهل تسعى اسرائيل لان تمنح المواطنة للسكان الذين يعيشون في هذه المناطق أم تسعى الى حل آخر بالتعاون مع الاردن او مع السلطة الفلسطينية.

وفي هذه الاثناء ينبغي لنا ان نتوجه للتطعيم وينبغي مواصلة البناء إذ أن طريق الصهيونية وبعدها دولة اسرائيل كان دوما بالافعال وليس بالتصريحات والاقوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى