ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – تصفيق من منصة المتفرجين العربية

اسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 30/11/2020

” يتشكل شرق اوسط يقف في ظل تحالف مصالح اسرائيلي – عربي يقوم على اساسات متينة وبالاساس واقعية في وجه التهديد الايراني الذي يشكل تهديدا وجوديا لدول المنطقة “.

ان تصفية رئيس البرنامج النووي الايراني محسن فخري زادة قد تكون هدية الوداع الاخيرة لدونالد ترامب لاصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة. فتصفية الرجل الذي قاد ايران في  طريقها لان تصبح قوة عظمى نووية، تنضم الى تصفية قاسم سليماني العقل والمحرك خلف جهود طهران للسيطرة على الشرق الاوسط والاغلاق على اسرائيل بكماشة ارهاب وصواريخ متطورة. هاتان الخطوتان الجريئتان اعادتا ايران سنوات جيل الى الوراء وكشفتا سرها الدفين: هذه دولة غير قادرة لان تحافظ على اسرارها وبالاساس على مسؤوليها الكبار، واكثر من ذلك، دولة تتراجع الى الوراء عندما يتم الوقوف امامها ويرد بتصميم وحزم على عدوانها.

وكما هو متوقع اثارت التصفية ضجيجا وتنديدا من كل صوب. وبين كل ذلك برز الاتحاد الاوروبي الذي وصفها بانها “جريمة جنائية تتعارض ومبدأ احترام حقوق الانسان”؟ يبدو ان السعي الى قنبلة نووية والتهديد بابادة اسرائيل هي حقوق اساس يلتزم الاتحاد الاوروبي بها ويهرع لحمايتها.

من برزوا في صمتهم كانوا بالذات هم الحكومات العربية. ولكن ما صمت عنه المتحدثون الرسميون ممن ملأوا افواههم كعادتهم بالمياه اكملته قنوات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن شك هناك بان العرب ليس فقط لا يشجبون التصفية بل يرحبون بها ويباركون الضربة التي وقعت على رأس ايران. بعضهم (مثل عبدالله بن بقاد العتيبي المراسل في “الشرق الاوسط”) سخروا من دموع التماسيح التي تذرفها ايران ومرعيها، تنظيم حزب الله. فهؤلاء كانوا مسؤولين عن  معظم  التصفيات، اعمال العنف والارهاب في الشرق الاوسط وفي لبنان في العقد الاخير، واكتشفوا فجأة بان “المصفون الايرانيون” يمكن تصفيتهم  هم  ايضا.

يتبين أنه في العالم العربي لا يقبلون ايضا التحليلات المنمقة التي سمعت في الولايات المتحدة وفي اسرائيل على لسان “الخبراء في الامر”، وبموجبها هذه خطوة خطيرة من شأنها أن تدفع المنطقة الى حرب شاملة. فهؤلاء الخبراء يكررون المرة الالف اخطاء الماضي ويصرون على فهم ما يجري في الشرق الاوسط بعيون غربية وكأنها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. في عيونهم، تحول ايران الى قوة عظمى نووية ليس أمرا سلبيا جدا، وفي انهم يتجاهلون جوهر نظام ايات الله، نواياه وافعاله.

إن أحد أسس التحالف الذي تحقق في السنوات الاخيرة بين اسرائيل والدول العربية، ولا سيما دول الخليج، كان الاعتراف العربي بقوة اسرائيل العسكرية، والانطباع الشديد الذي خلفه استعدادها لمواجهة ايران بل ونجاحها في منع تموضعها في الاراضي السورية.  وقد احب العرب الجسارة الاسرائيلية ووجدوا فيها سندا وتشجيعا، ولا سيما في ضوء الاصوات التي تسمع من الولايات المتحدة وبموجبها ليس لها مصلحة في المنطقة ولا تعتزم مواصلة البقاء او التورط ، ولا حتى  من اجل اصدقائها، في الحروب والصراعات التي تدور فيها.

ان ريح الاسناد التي تمنحها الدول العربية لاسرائيل واستعدادها للوقوف بشكل علني الى جانبها في وجه عدوان طهران تدل على قيام شرق اوسط جديد، يختلف عن ذاك الذي بشرنا به مرات عديدة في الماضي. شرق اوسط يقف  في  ظل تحالف مصالح اسرائيلي – عربي يقوم على اساسات متينة وبالاساس واقعية في وجه التهديد الايراني الذي يشكل تهديدا وجوديا لدول المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى