اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – تريثوا بالشماتة
اسرائيل اليوم– بقلم ايال زيسر – 14/3/2021
“ حكم هذه العواصف في فنجان الشاي والعناوين الصارخة في الصحفوالتي هي عابرة، وقافلة السلام تواصل طريقها. هذه القافلة لا يمكن وقفها،لانها تسير على ارض صلبة من القوة الاسرائيلية، أمنيا، سياسياواقتصاديا والتي بات يعترف بها كل جيرانها “.
شماتة بعض وسائل الاعلام في اسرائيل على تأجيل “وليس الغاء” زيارةرئيس الوزراء الى اتحاد الامارات، وكذا بسبب “الازمة” مع الاردن تدل اكثر من أي شيء آخر على مزاج المحللين مما تدل على وضع العلاقات بيناسرائيل وبين العالم العربي. فالزيارة الى اتحاد الامارات ستنعقد على نحوشبه مؤكد في الزمن القريب وكذا العلاقاتا مع الاردن ستعود، وفي واقعالامر عادت منذ الان، الى مسارها، مسار مهما كان معقدا ومليئابالتحديات، وذلك لان عملية اختراق الاسوار وخروج اسرائيل الى المجال لميعد ممكنا وقفه.
ان لصور المصافحة، العناق وتبادل القبلات، مثلما لانزال الايادي والاهاناتتوجد اهمية. ولكنها ليست كل شيء، وبالتأكيد ليست بديلا عن الواقع علىالارض. هكذا تبين منذ التسعينيات الجميلة لمهندسي السلام اياهم ممنسعوا الى اقناع الجمهور في اسرائيل لتأييد تنازلات بعيدة الاثر مقابلعرض عابث للسلاح الحار مع الفلسطيين او مع السوريين.
عندما وقعت “اتفاقات ابراهيم” بين اسرائيل والبحرين واتحاد الامارات وفياعقابها ايضا اتفاقات التطبيع مع السودان ومع المغرب، انطلق الادعاء بانهذا ليس اختراقا تاريخيا، وان كل رغبة الدول العربية هي التقرب من إدارةترامب. ومع أن غادر الرئيس ترامب البيت الابيض حتى كان من توقع عندنافان اتفاقات السلام ستنهار وان العرب سيديرون الان ظهرا باردة لاسرائيل.
غير ان ما حصل هو العكس تماما. فرغم الكتف الباردة من جانب ادارةبايدن لاصدقاء الولايات المتحدة في الخليج ورغم مصالحاته تجاه الايرانيين،فان العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج آخذة فقط في التوثق. صحيح أنرئيس الوزراء لم يصل الاسبوع الماضي الى اتحاد الامارات، ولكن بدلا منهاجاءت البشرى بان اتحاد الامارات ستستثمر 10 مليار دولار في الاقتصادالاسرائيلي.
ان تميز “اتفاقات ابراهيم” هو الخليط المظفر الذين بين اعتراف الحكامبالفضائل الاقتصادية، الامنية والسياسية الهائلة التي ينطوي عليها توثيقالعلاقات مع اسرائيل، الى جانب الحرارة والود اللذين تستقبل بهما اسرائيلفي الرأي العام في الخليج. وكما هو معروف فليس هذا هو الوضع في الدولالعربية الاخرى، حيث يعترف المواطنون باهمية العلاقات مع اسرائيل ولايدعون للعودة الى وضع الحرب معها، ولكن من جهة اخرى ليسوا مفعمين،على اقل تقدير، بالحرارة والحماسة بالنسبة لاسرائيل، ويصعب عليهم التغلبعلى رواسب الماضي.
الاردن هو مثال جيد على ذلك، والحراكات في العلاقات معها ليست موضوعابنيويا، دون صلة بهوية الحاكم الاردني او تركيبة الحكومة في اسرائيل. فالمؤسسةالاردنية، على رأسها العائلة المالكة تعترف بالمصلحة الاردنية في الحفاظ علىالعلاقات مع اسرائيل وتبدي اهتماما بالثمار الاقتصادية وغيرها التي يمكن انتستخلص منها. ولكنها أسيرة في ايدي الشارع الاردني الذي درج على أن ينفساحباطاته على المشاكل الداخلية، عبر العداء لاسرائيل. تبدي اسرائيل تفهما وتمرعلى ذلك مرور الكرام، وكذا الاردنيون يبدون صبرا في كل مرة يصطدمون فيهابمصاعب تضعها البيروقراطية في اسرائيل في ظل عدم الحساسية تجاه الواقعالاردني.
ولكن حكم هذه العواصف في فنجان الشاي والعناوين الصارخة فيالصحف والتي هي عابرة، وقافلة السلام تواصل طريقها. هذه القافلة لايمكن وقفها، لانها تسير على ارض صلبة من القوة الاسرائيلية، أمنيا،سياسيا واقتصاديا والتي بات يعترف بها كل جيرانها.