اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – ايران نووية، وماذا بعد؟

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 10/10/2021
” التحدي الذي تقف امامه حكومة اسرائيل اليوم هو تغيير القرص وبلورة استراتيجية جديدة حيال ايران، وهذا سيكون امتحانها الاكبر “.
في الوقت الذي لا يزال العالم يتساءل فيه اذا كانت ايران ستتفضل بالعودة الى طاولة المباحثات وتوقع على اتفاق نووي جديد، وفي الوقت الذي يتواصل فيه عندنا الجدال اذا كان مثل هذا الاتفاق يخدم المصلحة الاسرائيلية ام لعله اتفاق سيء – ايران تحولت منذ الان الى قوة عظمى حافة نووية، بعيدة مسافة لمسة اسابيع قليلة عن انتاج قنبلة. وحسب افضل الخبراء فان ما يفصل بين ايران وبين القنبلة هو قرار سياسي لزعمائها. فقد خصبت ايران في السنوات الاخيرة كمية من اليورانيوم كفيلة لغرض انتاج قنبلة، وحتى لو لم تنتجها بعد ولم تطور قدرة لاطلاقها على صواريخ، فهذا امر فني يتطلب بضعة اسابيع من الجهد وليس عائقا حقيقيا.
وبالاجمال، يمكن لايران ان تمتنع عن الاعلان عن ان في حوزتها قنبلة نووية، وتكتفي بوضع يعرف فيه الجميع بان لديها قدرة على انتاجها. وهكذا يكون ما يمنحها ردعا بل وسوط تلوح به من فوق رؤوس خصومها. وفي المستقبل، في اللحظة التي تشعر فيها بانه حان الوقت، يكون بوسعها أن تجعل القدرة على القنبلة عملياتية.
على اسرائيل أن تكف عن القتال في حروب الماضي. فالمعركة السرية التي ادارتها اسرائيل وان كانت أدت الى تأخير هام للمشروع الايراني الا انها لم توقفه. وبالاجمال، ينبغي الاعتراف بان ايران تجد اجوبة لخطوات اسرائيل – هجوم السفن بملكية اسرائيلية ردا على الهجمات المنسوبة لاسرائيل ضد ناقلات ايرانية، او عمليات ضد رجال اعمال اسرائيليين في ارجاء العالم ردا على المس بعلماء ايرانيين على اراضيايران. ما نحتاجه هو بالطبع تفكير متجدد، من خارج الصندوق، في ضوء الواقع الجديد وحيال ايران كدولة حافة نووية تحوز في يديها قدرات نووية ولكنها لا تعلن عنها. كما نحتاج الى الاستعداد للحظة التي تعلن فيها ايران على الملأ، في هذه المرحلة او تلك عن ان في حوزتها سلاحا نوويا.
ايران نووية هي مشكلة، بل وتهديد وجودي. ولكن اسرائيل تصدت في ماضيها لتهديد اشد من هذا. ينبغي أن نتذكر بان اسرائيل تتقدم على ايران، وحسب تقارير أجنبية، حققت قدرات مشابهة منذ الستينيات. هذه فجوة واسعة، ادت في حينه بشمعون بيرس، من آباء البرنامج النووي الاسرائيلي ان يقول ان بالتلويح بالخيار النووي، فان ايران تعرض للخطر قبل كل شيء نفسها وسكانها. واضح ان المشكلة توجد اساسا امام اسرائيل إذ انه لا يبدو ان ايران نووية تقض مضجع الصينيين او الروس. وحتى الولايات المتحدة ستسلم بمثل هذا الواقع إذ ان التهديد بالخيار العسكري كان دوما من الفم الى الخارج ومشكوك أن يكون أحد ما في واشنطن قصده بجدية.
بالمقابل، من المهم التشديد على منظومة العلاقات التي لاسرائيل مع دول الخليج ودول اخرى تحيط بايران، والتي تشعر كلها بانها مهددة منها. ليس صدفة ان تحفز الايرانيون في ضوء امكانية ان تكون اسرائيل تقيم تواجدا امنيا على اراضي أذربيجان. ايران بطلة في غزة أو في اليمن، ولكن لها ايضا توجد بطن طرية على طول حدودها.
من الصعب أن نعرف اذا كانوا محقين اولئك الذين يدعون بانه بخلاف الحالة العراقية او السورية، لا توجد قدرة عسكرية لتدمير المشروع النووي الايراني، الموزع على مواقع خفية ومحمية جيدا في كل ارجاء هذه الدولة. ولكن التحدي الذي تقف امامه حكومة اسرائيل اليوم هو تغيير القرص وبلورة استراتيجية جديدة حيال ايران، وهذا سيكون امتحانها الاكبر.