ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – الجدار لم يعد طيبا

اسرائيل اليوم – بقلم  ايال زيسر – 26/7/2021

” الانهيار الاقتصادي للدول المحيطة بنا، واقع الفوضى الامنية وبالاساس الموبئات المناخية التي تضيق مصادر الرزق والمعيشة ستزيد فقط تيار اللاجئين الذين يهدد بدق بوابات اسرائيل”.

انهيار الدولة اللبنانية والذي يقيد حرية عمل منظمة حزب الله ويلزمها بتوظيف جل جهدها في مشاكلها الداخلية، لم يجلب معه هدوءا الى حدود الشمال. المرة تلو الاخرى نشهد محاولات تسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي الاسرائيلية. غير أنه لشدة المفاجأة، هؤلاء ليسوا مخربين، بل هم مهاجرو عمل يبحثون عن المأوى والعمل في اسرائيل.

ينبغي الافتراض بانه كلما تفاقمت الازمة في لبنان، ستزداد ايضا محاولات التسلل الى اسرائيل ولمهاجري العمل الاجانب من تركيا ومن افريقيا سيضاف ايضا لبنانيون محليون بل وفلسطينيون يعيشون في هذه الدولة.

 ان تسلل شبان يبحثون عن عمل هو أمر عادي من الاراضي الاردنية ايضا، مثلما دلت احداث نهاية الاسبوع. هذا  فضلا  عن ان اسرائيل تسمح لالاف الاردنيين بالدخول الى اراضيها للعمل في الفنادق في ايلات. واخيرا، من غزة ايضا يحاول شبان فلسطينيون التسلل الى اراضي اسرائيل، وليس لغرض القيام بعملية بل بحثا عن عمل. فبعد كل شيء، اسرائيل هي دولة العالم الاول الوحيدة التي توجد لها حدود برية مع العالم الثالث المحيط بها، والتي يمكن الوصول اليها سيرا على الاقدام. 

في الماضي كانت الحدود مع مصر حدودا مفتوحة امام عشرات الاف مهاجري العمل من افريقيا ممن ساروا مسافة الاف الكيلومترات من السودان او من ارتيريا، دفعوا مالا طائلا للمهربين  البدو واجتازوا بلا صعوبة الحدود  الى اسرائيل. غير أن احدا ما في اسرائيل صحا، وعلى طول الحدود اقيم حاجز اوقف تيار مهاجري العمل مثلما اوقف ايضا محاولات تسلل مخربي منظمة داعش ممن سيطروا في شبه جزيرة سيناء. ومع ذلك، فان بضع سنين من الهدوء وفي اعقابها وهن الحراسة والصيانة للجدار الحدودي من شأنهما ان يؤديا الى تجدد موجات الهجرة الى اسرائيل. 

ان جاذبية اسرائيل لمهاجري العمل، ولا سيما بسبب قربها الجغرافي وقدرة الوصول اليها، ذات صلة بعدة مسائل طرحت  على جدول اعمالنا مؤخرا، بما فيها قانون المواطنة، التسهيلات لجماعات مهاجري العمل الذين يعيشون في اسرائيل، وبالطبع مسألة “حق العودة” التي لا تزال تحوم في الهواء كمطلب فلسطيني لا مفر منه لكل تسوية محتملة في المستقبل.

غير ان الكثيرين ممن يبحثون في هذه المسائل يفوتون الامر الاساس. هكذا مثلا زعم في حينه ان معظم الفلسطينيين لن يستغلوا “حق العودة” وسيفضلون البقاء في اماكن سكناهم، وبالتالي لا توجد اي صعوبة في أن تتقرب اسرائيل منهم وتعرض بادرة طيبة رمزية، “حق عودة افتراضي”، إذ انه لا خوف من ان يحاول الفلسطينيون تحقيقه.

ولكن لا يوجد ما يدعونا لان نفترض بان الفلسطينيين – مثل كل سكان المجال الذين يسعون بعد ذلك لايجاد سبيل للهجرة الى الغرب، الى الدول المتقدمة والمتطورة، لن يستغلوا الفرصة التي تقع في ايديهم. ليس كجزء من خطة كبرى لتصفية اسرائيل بل بسبب الرغبة البشرية المفهومة جدا لتحسين شروط معيشتهم وعرض مستقبل افضل لابنائهم. كما ان قانون المواطنة هو الاخر أداة سيسعى الكثيرون لاستغلالها لتحسين وضعهم، وكذا ايضا كل تسهيل تمنحه اسرائيل لمهاجري العمل او للفلسطينيين الذين يسعون للسكن فيها.

ان الانهيار الاقتصادي للدول المحيطة بنا، واقع الفوضى الامنية وبالاساس الموبئات المناخية التي تضيق مصادر الرزق والمعيشة ستزيد فقط تيار اللاجئين الذين يهدد بدق بوابات اسرائيل. هذا ليس نزاعا قوميا وبالتالي فان خطوط العمل السياسية تجاه الجيران العرب لن تحل المشكلة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى