ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  اوري كوهن – دولتان لشعب واحد، وهكذا افضل

اسرائيل اليوم– بقلم  اوري كوهن – 20/5/2021

” الى أن تنزع حركة حماس سلاحها وتهديدها بضرب مدن اسرائيل، وتأخذ بخيار الازدهار الاقتصادي في القطاع، فان مصلحتنا جميعا هي المواظبة على خيار “دولتين لشعب واحد”.

المسألة التي توجد هذه الايام قيد البحث المدرج بالدماء هي مكان اسرائيل حيال حركة حماس التي تسيطر في قطاع غزة، وحيال السلطة الفلسطينية بقيادة فتح، التي تسيطر على اجزاء من يهودا والسامرة. فهل هدف دولة اسرائيل الاستمرار في وضع يكون فيه للفلسطينيين بحكم الامر الواقع سعي الى “دولتين لشعب واحد” في منطقتين جغرافيتين منفصلتين على مدى نحو 14 سنة؟ وكبديل، هل دولة اسرائيل هو السعي للوحدة الحزبية والسياسية بين الجماعات الفلسطينية كي تكون “عنوان واحد” تجرى معه المفاوضات؟ من هنا، ما هو ميزان الربح والخسارة لاسرائيل كنتيجة للانقسام الداخلي بين الفلسطينيين او لوحدتهم. 

تشير تجربتنا الى أن الوحدة الفلسطينية، التي تجسدت في اتفاقات اوسلو بدعم من حكومة اسرائيل وبقيادة زعيم فتح ياسر عرفات، ادت الى حمام دماء هدد قدرة اسرائيل على العمل كدولة تؤدي مهامها. فمن السخف هو التفكير بانه اذا ما صعدت حركة حماس الى الحكم، فانها لن تنطلق الى حملة لتخريب دولة اسرائيل. 

الوضع اليوم هو ان السلطة الفلسطينية هي جهة شرعية في نظر معظم دول العالم، ولكن عديمة اساس الدعم بين الجماهير الذين يعيشون تحت إمرتها. هذا يضع السلطة في مواجهة حادة مع حماس التي هي حكم غير شرعي في نظر معظم دول العالم، تعرف كمنظمة ارهاب بكل معنى الكلمة، ولكنها تتمتع بتأييد الجماهير في الضفة ايضا. يمكن الافتراض انه لو جرت انتخابات في الضفة، مثلما القى ابو مازن  قبل  بضعة اشهر الى الساحة السياسية الفلسطينية فانها ما كانت لتبقي الحكم في الضفة حول فتح. عمليا، التوقع الواقعي الوحيد كان ان الانتخابات كانت ستنهي فتح ككيان سياسي هام وتثبت حكم حماس.

نتائج الانتخابات هذه كانت ايضا ستصفي كل اتفاق نشأ عن اتفاقات اوسلو او عن القدرة للوصول الى توافق مع حماس التي ستسعى الى نصب الصواريخ في الضفة وتهديد وجود الدولة. التقديرات المتفائلة التي كانت في اسرائيل لانه مع تنفيذ خطة فك الارتباط عن غزة سيقل تهديد الارهاب وسيسود هدوء امني –هذه التقديرات فشلت. واكثر من ذلك، فان التقديرات بشأن قوة فتح كجسم سلطوي في القطاع يمكنه أن يتصدى لانقلاب عسكري من حماس ويسيطر على قطاع غزة، لم تكن كسيناريو معقول حتى وقت قصير من سيطرة حماس على القطاع. في مثلث القوى هذا  يتخذ رئيس الوزراء نتنياهو استراتيجية تعتقد ان الانقسام في اوساط الفلسطينيين هو اغلب الظن الوضع الافضل لاسرائيل. والى ان يحصل الفلسطينيون مسألة انقسامهم، يبقى انسداد للموضوع الفلسطيني كعامل سياسية ذي قيمة في الساحة الداخلية والاسرائيلية الداخلية. طالما بقيت حماس وفتح تتصارعان الواحدة ضد الاخرى في حرب اهلية في لعبة مبلغها الصفر، فما الذي يمكن أن نلوم به حكومة اسرائيل في أنها غير معنية بالحديث معهم؟ حماس تسعى لان تلقي من الابراج مؤيدي فتح، وقد جسدت هذه الجرائم في تموز 2007 عندما صعدت الى الحكم في القطاع. وكانت التصفية المنهاجية خطوة اوضحت فيها حماس  ماذا سيكون مصير اخوتهم، رجال فتح في رام الله اذا ما وعندما يصلون اى هناك.

تطلب فتح بقيادة ابو مازن من اسرائيل ان تحتل غزة وتتوجها على القطاع. لو حصلت خطوة من هذا النوع لكان واضحا انه سيكون احتمال معقول انه في  اللحظة التي تنتهي فيها ستدير الظهر لكل اتفاق ممكن وتتجه الى كفاح عنيف ضد دولة اسرائيل. 

الوضع ليس ثابتا واضيف اليه متغير، وهو دينامية  في اوساط الدول العربية المعتدلة التي تنتقل من وضع تأييد للقضية الفلسطينية الى تأييد علني وخفي لاسرائيل. اتفاقات ابراهيم التي يقودها نتنياهو تتضمن موافقة على الانقطاع عن الدعم النشط للقضية الفلسطينية.

بخلاف المفاهيم المتشائمة التي نطلقها كنتيجة للحملة الاخيرة في غزة يخيل لي انه الى أن تنزع حركة حماس سلاحها وتهديدها بضرب مدن اسرائيل، وتأخذ بخيار الازدهار الاقتصادي في القطاع، فان مصلحتنا جميعا هي المواظبة على خيار “دولتين لشعب واحد”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى