ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم الداد باك – يعيد خيبات أمل سابقة

اسرائيل اليوم– بقلم  الداد باك – 9/2/2021

في كل مرة يظهر فيها ضوء في نهاية نفق النزاعات في الشرق الاوسط يأتي احد ما – من خارج المنطقة او من داخلها، يحرص على انزال المفتاح. والان جاء دور بايدن “.

ألحق ثلاثة رؤساء ديمقراطيين اضرارا تاريخية في الشرق الاوسط: جيمي كارتر – في أنه ساعد في ضعضعة مكانة الشاه، وكنتيجة لذلك للثورة الاسلامية في ايران؛ بيل كلينتون – الذي لم يشخص قبل الاوان التهديد المتشكل من القاعدة؛ وبراك اوباما الذي في سياسته تجاه العراق سمح بانبعاث داعش، وفي موقفه من الربيع العربي ضعضع الشرق الاوسط كله. فهل ستواصل ادارة بايدن– هاريس المسار الهدام للادارات الديمقراطية السابقة؟

تصريحات بايدين منذ دخوله البيت الابيض تشير بوضوح الى تواصل ميل هذه السياسية الهدامة: المغازة المنبطحة للفلسطينيين دون أي طلب لمقابل سياسي منهم؛ الاشارات المتصالحة تجاه ايران وشركائها والابتعاد الاستعراضي عن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط هي أدلة لا لبس فيها على العودة الى مسار التحطم الامريكي في منطقتنا. بدلا من أن يتعلم من نجاحات ادارة ترامب في كسر المسلمات الديمقراطية التي خلدت حتى الان النزاع العربي الاسرائيلي وبؤس الشرق الاوسط – يعمل بايدن وادارته على تدير انجازات الادارة السابقة ويعودان الى عقيدة سياسية لم تجدي نفعا لا للولايات المتحدة ولا للعالم.

في خطاب السياسة الخارجية الاول له تحدث بايدن عن رغبته في “اصلاح” التحالفات السياسية للولايات المتحدة، التي دمرها سلفه على حد قوله. ويفهم من خطابه انه يرى ثلاث دوائر تحالفات مركزية:  جيران الولايات المتحدة المباشرين – كندا والمكسيك؛ الشركاء الاوروبيون لواشنطن – بريطانيا، المانيا، فرنسا وحلف الناتو؛ وحلفاء الولايات المتحدة في المجال الاسيوي – اليابان، كوريا الجنوبية واستراليا. مع هذه الدول تعتزم ادارة بايدن اعادة بناء “تحالفات ديمقراطية”. مقلقة للغاية حقيقة أن بايدن لم يجد من الصواب أن يشير الى حليفة شرق اوسطية ديمقراطية واحدة: اسرائيل. الامر ليس مصادفا: فضلا عن التصريحات عن علاقات صداقة قريبة مع اسرائيل، تبدو إدارة بايدن مصممة على ان تتبنى النهج الذي كان متبعا في عهد الرئيس اوباما: التحفظ من الحلفاء القدامى في الشرق الاوسط – اسرائيل، مصر، السعودية، اتحاد الامارات وبناء تحالفات جديدة مع ايران، الفلسطينيين وعلى ما يبدو ايضا الاخوان المسلمين.

في محور  أنظمة الحكم المطلق الصاعدة التي حددها بايدن كهدف صراع مركزي في سياسته الخارجية، ضم فقط الصين وروسيا. لا ايران، ولا فنزويللا، كوبا او كوريا الشمالية. وبينما يتحدث عالياعاليا عن الحاجة الى تجديد التحالفات القومية لغرض الدفاع عن الحريات وعن الحقوق الكونية، يختار الرئيس حديث العهد التجاهل المقصود لدول تشكل تهديدا مباشرا على  أمن الولايات المتحدة بقدر لا يقل عن الانظمة في موسكو وفي بيجين. والاخطر من ذلك: في الخطاب الذي القاه امام موظفي وزارة الخارجية في واشنطن تجاهل بايدن تماما مسألة النووي الايراني وكأنها لم تكن موجودة. وبالاساس: لم يقل كلمة عن التهديد الايراني على اسرائيل. عمليا، لم يقل حتى ولا كلمة واحدة عن اسرائيل.

هذه مأساة الشرق الاوسط. في كل مرة يظهر فيها نور في نهاية نفق النزاع، يأتي احد ما – من خارج المنطقة أو من داخلها، فيحرص على أن ينزل المفتاح. في عهد حكم ترامب كان يخيل أن التفكير من خارج العلبة يخرجنا من المسار الهدام الذي اعتدنا عليه. المبادرة المسؤولة وحدها من جهة شعوب المنطقة ستنجح في منع العودة الى العلبة القظيعة اياها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى