ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم البروفيسور زئيف روتشتاين – يمكن الانتصار على الفيروس – بلا حلول جماعية

اسرائيل اليوم– بقلم  البروفيسور زئيف روتشتاين – 19/10/2020

لعل قيود زائدة اقل، انفاذ أقل، توتر من كل الاطراف اقل وتعاون اكثر في الدفاع عن النفس وفي وقف الوباء ستؤدي أخيرا الى النتيجة المرجوة – فنوفر على انفسنا اغلاقا ثالثا وزائدا “.

في خطابه يوم الخميس في الكنيست، اختار رئيس الوزراء التطرق الى الانخفاض الحالي في الاصابة في اسرائيل بعد اكثر من ثلاثة اسابيع من “الاغلاق الشامل”.

فُهم من أقواله ان الاغلاق الشامل، الذي عارضه الكثيرون جدا، نجح حين انخفض العدد اليومي  للمصابين الى اقل من 2000 مصاب والمعامل R الشهير انخفض الى دون 1.0. الدول الأوروبية التي لم تختار بعد الاغلاق الشامل، كما ادعى رئيس الوزراء، لا بد ستأتي لتتعلم منه.

صحيح أنه توجد موجة ثانية مقلقة من الإصابة في دول معينة في أوروبا ولكن السؤال اذا كان الاغلاق هو الحل الضروري والوحيد – موضع خلاف. فالثمن الاجتماعي والاقتصادي الهائل الذي دفعه ويدفعه المجتمع في إسرائيل، مقلق بحد ذاته. أعربتُ غير قليل عن موقفي، في أنه توجد أهمية طبية لوسائل التحصين، للكمامة، للتباعد الاجتماعي ولمنع التجمهرات من أي نوع كان. ولكني كطبيب، اقف امام قرار الحكومة بالاغلاق الشامل مع تساؤلات غير بسيطة: فهل تعطيل مطار بن غوريون يرتبط على الاطلاق بتخفيض عدد المصابين، بينما التجربة العالمية التي نشرت تشير الى أنه لا يوجد خطر لانتقال العدوى في الرحلات الجوية. هل اغلاق لاسبوعين من الاختلاط المؤكد يمنع حقا سلسلة العدوى، وذلك بدلا من الفحص بعد اغلاق من خمسة أيام؟ هل اغلاق الاعمال التجارية الصغيرة، التجارة، الاكواخ السياحية وغيرها، حيث لا توجد تجمهرات على الاطلاق، يساعد في تخفيض الإصابة؟ هل قيد الـ 1000 متر يساعد في منع العدوى؟

اذا كانت المعالجة الطبية ذات مرة لتلوث الجسد يستوجب قطعه حفاظا على الحياة، فقد أضاف الطب وسائل عديدة تمنع الموت وتحمي الجسد. وفي استعارة للاغلاق العام يمكن القول انه يمكن الانتصار على المرض، والحفاظ على الاقتصاد أيضا حين لا تكون التكنولوجيا المتبعة عمومية بل موضعية ومهنية.

كي نفهم المعنى من ناحية طبية وبائية، لنبدأ بالجملة التي قد تبدو باعثة على الخلاف. اكثر من  60 في المئة من الفحوصات الإيجابية بالكورونا، ليست ناقلة للعدوى. فالادبيات الطبية تتحدث عن نحو 9 في المئة فقط من النتائج الإيجابية ناقلة للعدوى وتسميها “ناشر أعلى”. تعرف الادبيات كيف تشير الى أنه باستثناء الـ R التي تعرفنا عليه بصفته معامل العدوى كلي القدرة، لا يقل أهمية هو الـ K– معامل التناثر.

هذا المعامل،K  يرتبط بمستوى خطر نشر  المرض على الملأ. “الناشر الأعلى” الذي يوجد في غرفة مغلقة وبلا تهوية، مليئة بالجمهور، قادر على أن يعدي معظم الحاضرين. بكلمات أخرى، فان هذا هو ذات المعدي الذي يوجد في التحقيق الوبائي وسبق له ان اعدى أحدا ما من قبل. “الناشر الأعلى” يستوجب المعالجة الموضعية له، وليس الـ 90 في المئة الاخرين من عموم السكان. العثور على الناشرين الأعلى وعزلهم هو المفتاح لمنع الاغلاق التالي.

يوم الجمعة، عندما خرجت من بيتي، من المجال المسموح به لـ  1000 متر رأيت طابورا طويلا من السيارات التي تدخل الى مجال “افحص وسر” في سوق رأس العين. فركت عيني. بالضبط عن هذا الحلم على مدى “الحمل” الكامل من الكورونا. بلا طبيب، بلا بيروقراطية، ببساطة نتوجه، نفحص ونحصل على النتيجة في ذات اليوم.

رأس العين ليست وحيدة. هذا بالضبط ما نحتاجه كي نقبض على الناشرين الأعلى ايضا وان نقلص بشكل واضح معدلات العدوى.

تعكس هذه الظاهرة الاستجابة والتجند لقسم كبير من الجمهور الذي استجاب لدعوة مدير المشروع للخروج وللفحص. لعل قيود زائدة اقل، انفاذ أقل، توتر من كل الاطراف اقل وتعاون اكثر في الدفاع عن النفس وفي وقف الوباء ستؤدي أخيرا الى النتيجة المرجوة – فنوفر على انفسنا اغلاقا ثالثا وزائدا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى