ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم البروفيسور ايال زيسر – الغضب المقدس وكراهية اليهود لدى ابو مازن

اسرائيل اليوم– بقلم  البروفيسور ايال زيسر -2/2/2020

” ابومازن لم يكن امس في افضل حاله وكان مشوشا وينشغل فقط بما سيكتب عنه التاريخ اضافة الى ما قدمه من مغالطات حول اليهود في اسرائيل وحول دور امريكا في وعد بلفور “.

قبل قرابة عقدين، في ذروة الانتفاضة، بينما كانت اسرائيل تكافح ضد موجة الارهاب المتصاعدة، اشتكى رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون من أن الزعماء الفلسطينيين بكاءون وأن  أبو  مازن،  الذي كان في حينه رئيس الوزراء الفلسطيني تحت  ياسر عرفات، هو “صوص لم  ينبت  ريشه بعد”. بمعنى، زعيم في بداية طريقه، عديم الثقة والقدرة على التنفيذ، ومن هنا فان اسرائيل  لا يمكنها حقا ان تعتمد عليه وتثق  بكلمته.  ولو كان شارون معنا اليوم  لكان لا بد عاد وكرر الادعاء بان ابو مازن لا يزال بكاءاً وانه لا يزال ذاك الصوص الذي التقاه قبل عقدين.

ولكن الحقيقة هي أن ابو مازن الذي جلس أمس امام مجلس الجامعة العربية لطلب رعايتها، لم يعد زعيما في بداية طريقه، بل النقيض  التام، هو زعيم ابن 85 يوجد في نهاية طريقه السياسي،  منقطع عن الواقع، ويعنى اساسا بمسألة كيف سيذكر في التاريخ وما هو الارث الذي يخلفه وراءه لابناء شعبه.

لم يكن ابو مازن في افضل حاله أمس. وفي خطابه امام مجلس الجامعة العربية اكثر من  التشوش ولم يتقن الحقائق، التواريخ بل والاسماء. مساعدوه ساعدوه المرة تلو الاخرى من الجانب، في كل مرة تشوش فيها أونسي شيئا ما.  ومع ذلك، كانت رسالته واضحة، وبموجبها لا يزال يتمسك بالحلم وليس مستعدا لان يساوم ويقبل الواقع،  ولا حتى من أجل ابناء شعبه، وهو لا يريد أن تذكره  الاجيال القادمة كمن كان مستعدا لان يتنازل حتى ولا على واحد من مطالب  الفلسطينيين التاريخية. ولهذا السبب فهو يرفض رفضا باتا خطة ترامب وسيواصل في المستقبل  ايضا رفض كل عرض لا يستجيب لكل  مطالبه.  

الى جانب دعوة العالم لتقديم المساعدة تضمن خطاب ابو مازن عدة زوايا جديرة بالاشارة تشهد على الهوة الواسعة بينه وبين اسرائيل. فقد شرح بانه لن يعترف ابدا باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، لان “الكثير من سكانها، وربما اغلبهم، ليسوا يهودا”، سواء كان قرابة مليوني عربي أم ايضا اولئك الذين هاجروا اليها من روسيا ومن اثيوبيا، واكتسبوا على حد قوله يهوديتهم مقابل بضعة روبلات.  يرى أبو  مازن  نفسه على ما يبدو كمرجعية للشؤون اليهودية بفضل رسالة الدكتوراة خاصته، التي كتبها في موسكو في عهد الاتحاد السوفياتي في موضوع “العلاقات بين النازية والصهيونية” وادعى فيها ضمن أمور أخرى بانه كانت مبالغة في عدد اليهود الذين قتلهم النازيون.  

كما رفض أبو مازن الاقتراح بنقل المثلث  الى أراضي السلطة الفلسطينية وفي أقواله كان تعبير  عن  الاحتقار  العلني الذي يكنه لزعماء الجمهور العربي في إسرائيل: “لا نريد المثلث مع الطيبي وعودة، او ما يسمونهم”. يمكن ان نصدق في  هذا الموضوع أبو مازن في أنه لا يريد العرب مواطني إسرائيل كسكان في دولته، إذ ان هؤلاء  اصبحوا إسرائيليين اكثر مما ينبغي بالنسبة له. ولكنه لا يريد على نحو خاص زعماءهم، الذين قد يثيرون اهتماما في إسرائيل، ولكنهم في العالم العربي يثيرون الاحتقار والسخرية،  وفي كل دولة عربية أخرى سيكون هناك من يحرص  على أن يريهم  مكانهم.  

ولكن  الامر  الهام في  خطابه كان “الكشف” عن المذنبين في مصيبة الفلسطينيين. يتبين، حسب  أبو  مازن،  بان الولايات المتحدة كانت هي على الاطلاق التي تقف من خلف  تصريح بلفور، وليس  فقط بريطانيا، ويتبين  أيضا أن الأمريكيين حاولوا افشال اتفاقات أوسلو التي تمت من خلف  ظهره. وبالفعل، حسب  أبو مازن، فان ترامب لا يعرف على الاطلاق ما تتضمنه الخطة التي  تحمل اسمه، ويدور الحديث عن مجموعة صغيرة من الأشخاص ممن  يقتادونه.  بتعبير آخر،  عصبة من اليهود تدير العالم وتوقع المصائب على رؤوس  الاخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى