ترجمات عبرية

 اسرائيل اليوم– بقلم  البروفيسور ابراهام بن تسفي – النفي بالذات يدل على ان مستقبل الجولان مفتوح

اسرائيل اليوم– بقلم  البروفيسور ابراهام بن تسفي – 27/6/2021

” عندما تقول ادارة بايدن انها لم تغير سياستها من هضبة الجولان فهذا لا يعني انها تعود الى سياسة ترامب بل تقصد السياسة الامريكية على مدى الزمن قبل  ترامب”.

في نظرة اولى تعد هذه عاصفة في فنجان. إذ ان التقرير الذي ظهر اول امس في موقع انترنت هامشي ويفيد بان ادارة بايدن ستلغي الاعتراف الامريكي بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان – سرعان ما نفته وزارة الخارجية الامريكية. ولكن مراجعة جذرية اكثر  بصيغة البيان الرسمي المنشود، يعمق بالذات اكثر فأكثر الغموض الذي نشأ حول المسألة. 

هكذا  عاد من طي النسيان نمط سلوك الرئيس اوباما والذي كان يقوم على اساس الربط بين قضايا مدنية منفصلة وخلق صلة وثيقة بينها كرافعة لتحقيق سياسة عامة في الشرق الاوسط. في عهد اوباما كانت هذه هي الصلة التي اقامتها الادارة بين هدف التسوية الشاملة في المجال الاسرائيلي – الفلسطيني وبين تحقيق  الهدف الطموح بقدر لا يقل لتوثيق العلاقة السياسية والاستراتيجية بين واشنطن وبين كتلة الدول السُنية. 

الان، يدور الحديث عن صلة بين مناطق ومجالات سياسة اخرى الا وهي منطقة هضبة الجولان ومستوى علاقات الولايات المتحدة مع ايران. بشكل محدد  وان  كان الاسبوعان الاولان لادارة بينيت شهدت ازالة الثلوج عنها واعادة اقامة ظروف المودة بين الولايات المتحدة وبين اسرائيل – فان “النفي الامريكي” في مسألة مكانة هضبة الجولان يشير الى أنه تحت الغطاء الجديد ووافر العطف ففي  غياهب العلاقات الخاصة تواصل الاعتمال جزر وبؤر من الاحتكاكات والاختلافات التي تهدد بالاندلاع الى وجه السطح وتعبير صفو العلاقات بين الحليفتين في عهد بينيت.  

وبالفعل، فان حقيقة أن الحكومة الجديدة واصلت (حتى وان لم يكن من ناحية الخطاب التصالحي) سياسة سابقتها على المستوى الايراني ولم تتردد في ان تضرب (ظاهرا) مشروع بناء اجهزة التخصيب في ضواحي طهران (حين تكون المحادثات عن “اتفاق فيينا الثاني” مع طهران على شفا الانهاء) – فان من شأنها أن تتسبب ليس فقط في تشويش البرنامج النووي الايراني بل وايضا الى تأخيرات في مفاوضات فيينا. وذلك لاستياء الرئيس الـ 46 وبخلاف تطلعاته. 

على هذه الخلفية، لا ينبغي أن نستبعد امكانية انه رغم التطلع المعلن للشريكين في العلاقات الخاصة لفتح صفحة جديدة وتعاون أكبر في تاريخ الحلف – فان توجيه الاضواء الامريكية الى ساحة الجولان بالذات في هذا التوقيت، لم يكن صدفة على الاطلاق. اذ ان رد وزارة الخارجية على التسريب يجسد كم هو بعيد موقف الرئيس الحالي عن موقف سلفه ترامب الذي في اذار 2019 اعترف بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان. ظاهرا، يقول هذا الرد ان “السياسة الامريكية بالنسبة للجولان لم تتغير”، ولكن هذه الصياغة مضللة تماما لانه  قد يفهم منها اسناد لـ “قرار الاعتراف” من مدرسة ترامب. عمليا، وجه الامور مختلف جوهريا، وقد وجدت الامور تعبيرا واضحا لها في تصريح وزير الخارجية بلينكن في شباط 2021، والذي وان كان اعرب عن تأييده لمواصلة السيطرة الاسرائيلية في الجولان “في الوضع الحالي”، ولكنه عللها في ضوء التهديد الامني الخطير الذي يحدق الان باسرائيل في هذه الساحة في اعقاب النشاط العسكري المتحدي من جانب ايران وفروعها. ولكن بلينكن اوضح مع ذلك بان هذه ظروف مؤقتة فقط وليس تعميقا للشرعية لوجود اسرائيلي دائم  في الساحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى