ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم اسحق ليفانون – هل مصر في بداية ربيع جديد؟

اسرائيل اليوم  – بقلم  اسحق ليفانون 26/10/2020

الاستياء في مصر يتعاظم، والهياج هو التحدي للرئيس السيسي. ومثلما يفيد التاريخ غير البعيد، فان هذا  من شأنه أن يلقي بـأثره على المنطقة بأسرها “.

يتنافس 4 الاف مرشح هذه الايام على 598 مقعد في الجمعية الوطنية، التي هي البرلمان الادنى في مصر. وينتمي معظم المرشحين لحزب “مستقبل وطن”، المؤيد للرئيس السيسي. لا توجد معارضة تتنافس. ظاهرا وضع مريح للحكم؛ اما عمليا فمدخل لمشاكل مقلقة.

حسن نافعة، محاضر شهير في العلوم السياسية في جامعة القاهرة قال مؤخرا ان البرلمان المصري كف عن ان يكون ذراعا تشريعيا وهو يسير على الخط مع الذراع التنفيذي، او بكلمات بسيطة: البرلمان ينفذ كلمة الرئيس. توجد مؤشرات مقلقة اخرى تأتي من بلاد النيل: حالة الطوارىء في الدولة تمدد تلقائيا، وهي تحظر المظاهرات. في نيسان من هذا العام سن قانون مكافحة الارهاب، الذي يوسع اسباب الاعتقالات. عمليا، استخدم ضدالصحافيين، المثقفين، الاكاديميين ومعارضي النظام. بعد شهر من ذلك، في ايار، وسع الرئيس صلاحياته بحيث يتمكن من منع اي نوع من التجمهر الخاص او العام.

يتبين من منشورات من خارج مصر بانه يوجد في الدولة نحو 60 الف معتقل سياسي. اكثر من 50 من اعضاء الكونغرس الامريكي الديمقراطيين توجهوا للرئيس السيسي بطلب لتحريرهم. والمحوا بانهم سيؤيدون تقييم موقفهم من مصر وفقا لمستوى الاحترام لحقوق الانسان. ونقل مئات البرلمانيين الاوروبيين لمصر مطلبا مشابها. رد السيسي على مثل هذه المطالب غير مرة بالاستخفاف وقال لمنتقديه: “لا تعلمونا ما هي حقوق الانسان”. ليس صعبا التخمين كيف ينوي أن يرد على الدعوة الدولية لتحرير السجناء السياسيين في مصر. ومع ذلك فان انتصارا ديمقراطيا في الانتخابات للرئاسة الامريكية كفيل بان يشدد الضغط، مثل الضغط الذي مارسه الرئيس اوباما على مبارك. واذا لم يكن هذا بكافٍ، فان 49 شخصا اعدموا في غضون عشرة ايام.

ان سيطرة اذرع الامن في القاهرة متشددة للغاية، وبالتأكيد بالنسبة لمدن اخرى في الدولة. حيال قلة المظاهرات في العاصمة، سجل ارتفاع في حجم الاحتجاجات في المحيط. كلها تطالب باسقاط السيسي. وانضمت الشبكات الاجتماعية الى الاصوات وهي تطالب اعلاما حرا وحماية لحقوق الانسان والمواطن. يشكك الكثيرون بالمعطيات الرسمية التي يقدمها الحكم حول التحسن في الوضع الاقتصادي. ويدعي مدير عام مركز حقوق الفرد، اسر عبدالرازق بان المؤشرات الاقتصادية الرسمية لا تتوافق والحياة اليومية.

لقد حلم الجمهور المصري بالانفتاح والشفافية بعد اسقاط مبارك الذي اعتبر طاغية. ثمة من يدعي بان النظام اليوم مع اكثر تصلبا من اسلافه. الاخوان المسلمون ينفون ويلاحقون، لا توجد معارضة، والتغييرات في القانون تسمح للسيسي بان يتولى الحكم كرئيس حتى 2030، وتسمح القوانين بالسيطرة بوسائل تعسفية، بما في ذلك الاعتقالات السياسية والاعدامات.

ان الاستياء في مصر يتعاظم، والهياج هو التحدي للرئيس السيسي. ومثلما يفيد التاريخ غير البعيد، فان هذا  من شأنه أن يلقي بـأثره على المنطقة بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى