ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  اسحق ليفانون – لحظة خير بين اسرائيل ومصر

اسرائيل اليوم– بقلم  اسحق ليفانون – 17/11/2021

” حين تكون لحظة خير نادرة في العلاقات بين الدولتين، يتعين  على اسرائيل ان تشعر بالراحة للطلب من الرئيس المصري نزع القيود عن علاقات سفيرتنا في القاهرة مع محافل مصرية رفيعة المستوى – وزراء، رؤساء احزاب، رؤساء جامعات وغيرهم “.

لجنة الارتباط العسكرية الاسرائيلية – المصرية، التي تشكلت مع اتفاق  السلام، اجتمعت مؤخرا في اطار اللقاءات نصف السنوية. تنعقد اللجنة بالتناوب في كل نصف  سنة، مرة في اسرائيل والمرة الاخرى في مصر. يعد هذا محفل تطرح فيه مواضيع عسكرية وامنية جارية، وفي الوليمة المسائية التقليدية، التي تتم في منزلي السفيرين، يتم تبادل الاراء في مواضيع سياسية ايضا. 

لقد جرت اللقاءات دوما في اجواء طيبة، في تعاون بارز ووفقا لقواعد السرية لـ “تشات هام هاوس”. هذه المرة بشرنا لانه في اطار اللقاء في القاهرة وافقت القيادة السياسية في اسرائيل على الطلب المصري لزيادة القوة العسكرية المصرية في سيناء، لاجل مكافحة الارهاب في شبه الجزيرة. 

بعد سنوات طويلة من مكافحة الارهاب، لا تزال مصر بعيدة عن حسم المعركة في اراضيها. قبل اكثر من سنة، اعلن الرئيس المصري السيسي على الملأ بانه يوجد اليوم نحو 20 الف جندي مصري في سيناء. والزيادة التي تطلبها مصر الان ستوسع على اي حال عددهم قرب حدودنا. ويقف ادخال جنود مصريين الى مقربة من حدودنا – في حينه والان – في تناقض مع الملحق العسكري لاتفاق السلام، والذي يقيد عدد الجنود وانواع والسلاح المصري بين قناة السويس وبين الحدود مع اسرائيل. وقد جاءت هذه التسوية لاستباق المفاجآت في المستقبل. 

تجدر الاشارة الى أنه في حينه، مثلما هو الان، تمت زيادة الجنود بناء على طلب مصري، وبعد الموافقة التامة من اسرائيل. وقد أتاحت العلاقات المتحسنة بين الدولتين ذلك. ثمة لدينا من يخشون من ذلك، وهذا طبيعي تماما – إذ انه قبل بضع سنوات صعد الى الحكم في مصر رئيس من الاخوان المسلمين، فكر بجدية في الغاء اتفاق السلام. ولو انه كان نجح في ذلك، لبقينا مع الجنود المصريين على حدودنا. لفرحة الجميع، هذا لم يحصل. 

آخرون عندنا يعتقدون العكس. فالعلاقات الامنية والعسكرية التي لم نشهد مثيلا لها من قبل نشأت بسبب تماثل المصالح بين الدولتين، وتغييرات تاريخية تقع في الشرق الاوسط. وفوق كل هذا، يوجد استعداد مصري عدم اخفاء العلاقات مع اسرائيل مثلما كان في الماضي. هذا تغيير ينبغي  الترحيب به بل واستغلاله لاجل توجيه العلاقات نحو الاطر السليمة. فعلى مدى سنوات طويلة، كانت فجوة بين العلاقات الامنية الجيدة مع مصر وبين العلاقات السياسية في المجال الثنائي. التجارة، السياحة، الثقافة، الاعمال التجارية وغيرها – كادت لا تكون موجودة. 

في مجال العلاقات الثنائية العلنية، ثمة للرئيس السيسي عوائق يصعب التغلب عليها. هناك حاجة للزمن وللصبر كي يتغير هذا. فالاتحادات المهنية، العداء لدى الجمهور، الاعلان غير العاطف – كل هذا يمنع تطوير العلاقات الثنائية مع اسرائيل علنا.

اما الان فثمة زمن مناسب من الخير استغلاله. وبالتالي ينبغي البحث عن مجال تكون فيه يدا السياسي حرة اكثر. حتى الان لم تسمح مصر ما بعد السادات للمندوبين الدبلوماسيين  الاسرائيليين ان يطوروا علاقة مباشرة مع القمة المصرية. وبخلاف ذلك، فان الابواب في اسرائيل مفتوحة على مصراعيها  امام الدبلوماسيين المصريين. تفضل القاهرة توجه علاقة الدبلوماسيين الاسرائيليين نحو عنوان واحد لانه يكون في ذلك تحكم اكبر. 

والان، حين تكون لحظة خير نادرة في العلاقات بين الدولتين، وما أن وافقت اسرائيل للمرة الثانية على زيادة القوة العسكرية  المصرية في سيناء بناء على طلب السيسي، وأخذت على عاتقها المخاطرة، وان كانت محسوبة – يتعين  على اسرائيل ان تشعر بالراحة للطلب من الرئيس المصري نزع القيود عنعلاقات سفيرتنا في القاهرة. عليها أن تطلب منه ان يسمح لها ولفريقها الدبلوماسي ان يقيموا اتصالا مباشرا مع محافل مصرية رفيعة المستوى – وزراء، رؤساء احزاب، رؤساء جامعات وغيرهم. مثل هذه التعليمات هي من صلاحية السيسي وهي ذات طابع اداري اكثر منها سياسي.

في هذه المرحلة يمكن توجيه الوزراء المصريين بانه لا قيد على اللقاء مع سفيرة اسرائيل، أميرة اورون، لاغراض العمل. ومثلما غرس السيسي في شعبه رواية الاجتياز الى المستقبل على وزن اجتياز القناة في يوم الغفران، نخلق نحن روايتنا، رواية الاجتياز الى علاقات طبيعية  اكثر. هيا نفعل هذا والحديد حامٍ.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى