ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  اسحق ليفانون – في الطريق الى إنهاء الخلاف مع لبنان؟

اسرائيل اليوم– بقلم  اسحق ليفانون – 20/10/2021

” ينبغي الامل في أن تواظب الولايات المتحدة في الضغط على لبنان وان تصر اسرائيل على الا تكون اضافة مساحة للبنان، فضلا عما سبق واتفق عليه”.

تعرفوا على عاموس هوكشتاين. اسرائيلي بعد خدمة عسكرية كاملة، يعرف نفسه اورثوذكسي معتدل. هوكشتاين هو مندوب الرئيس بايدين للمحادثات بين اسرائيل ولبنان لترسيم الحدود المائية بينهما.  نصرالله يرفع منذ الان حاجبه عجبا على اختيار اسرائيلي لا شك أن قلبه يميل لاسرائيل ولكن لا بديل للامين العام لحزب الله لانه القرار في التعيين  هو امريكي.

عمل هوكشتاين مع بايدن عندما كان نائب الرئيس، وهو خبير في مجال الطاقة. توقفت المحادثات بين اسرائيل ولبنان قبل اشهر وذلك أساسا بسبب مطالبات لبنان بتوسيع كبير للمنطقة موضع الخلاف في صالحه. قرر بايدن بث جهد اضافي لاستئناف المفاوضات والوصول الى تسوية مقبولة من الطرفين. نائبة وزير الخارجية فيكتوريا نولند استدعيت للمحادثات في بيروت وبعدها وصل ايضا عاموس هوكشتاين، والتقى الاثنان مع القيادة اللبنانية كي يحركا من جديد اللقاءات بين اسرائيل ولبنان.

في القدس وفي واشنطن واضح انه في الوقت الذي طالب فيه لبنان بمساحة اكبر لنفسه، اضافة الى ما اتفق عليه مع اسرائيل فانه عمليا يفجر المفاوضات عن قصد. توسيع المساحة سيدخل حقل الغاز “كريش” في المنطقة اللبنانية. الامر الذي تعارضه اسرائيل بشدة. واشنطن معنية باعطاء فرصة اخرى للبنانيين. الولايات المتحدة واسرائيل اوضحتا للبنان بان كل خروج عما اتفق عليه في الماضي بالنسبة للمساحة البحرية التي يتعين تقسيمها سيؤدي  الى انهاء الاتصالات نهائيا.

قبل اقل من سنتين، ابلغ لبنان واسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، الامم المتحدة بان المساحة البحرية موضع الخلاف بينهما تبلغ 860 كيلو متر مربع. خطة الدبلوماسي الامريكي هوف، الذي توسط بين الطرفين هي لتقسيم المساحة بين الدولتين مع منح مساحة اكبر للبنان. اسرائيل وافقت. لكن الان، عندما تطالب بيروت بمساحة اضافية اكبر، العملية تتعرقل.

لا يريد لبنان اغضاب الولايات المتحدة لانها الداعمة الاساسية للجيش اللبناني. وفي خفاء قلبه لا يريد ايضا ان يغضب اسرائيل. وعمليا ايضا لا يوجد للبنان مجال مناورة كبير جدا. رئيس الدولة، عون يؤجل التوجه الاضافي الى الامم المتحدة مع المطالبة بتوسيع المساحة لانه يعرف بان الامر سيضع حدا للمحادثات. 

في خطوة اعلانية هامة اخرج الى التقاعد رئيس الوفد اللبناني الى المحادثات، الجنرال بسام ياسين، المعروف بتصلبه ومواقفه غير المساومة. اسرائيل من جهتها طلبت من الشركة الامريكية اعطاء عرض لانتاج الغاز في المجال المتنازع عليه دون انتظار اللبنانيين. هذه التطورات كفيلة بان تعيد لبنان الى ارض الواقع. مرغوب فيه ان تستوعب بيروت بان الزمن لا يعمل في صالحها وانه امامها ثلاث امكانيات: الا تتوصل الى تسوية مع اسرائيل، ان تقبل مخطط هوف  او تتبنى اقتراح عاموس هوكشتاين في أن تكون شركة تجارية مسؤولة عن انتاج الغاز وتوزيعه بين اسرائيل ولبنان دون تدخل مباشر من الدولتين. 

يحظى اقتراح هوكشتاين باهتمام عاطف في اروقة الحكم في بيروت، لانه بقدر كبير يدحض الادعاء الاساس لحزب الله وكأن هدف المحادثات المباشرة لترسيم الحدود هو تطبيع العلاقات بين القدس وبيروت. ينبغي الامل في أن تواظب الولايات المتحدة في الضغط على لبنان وان تصر اسرائيل على الا تكون اضافة مساحة للبنان، فضلا عما سبق واتفق عليه. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى