ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  اسحق غرشون – في غزة فقدنا الطريق ..!!

اسرائيل اليوم– بقلم  اسحق غرشون – لواء احتياط، قائد المناطق في زمن السور الواقي، عضو في حركة الامنيين – 30/9/2021

” الاستراتيجية المشوشة والسياسة عديم الاقلاع التي سطحيا لا تدفع نحو الحرب، تسرع مجيئها بالذات لان اعداءنا يشعرون باننا فقدنا الرغبة في مواصلة الكفاح  “.

في النقاش حول غزة، “الردع” هو كلمة مغسولة تصف الشلل، ولا سيما الشلل الفكري. كما أن مفهوم “احتواء” اشكالي جدا وذلك لانه يشهد على تسليم للمشكلة وانعدام الحل، او الامل في الحظ في أن يفعل الزمن فعله. غير ان التاريخ يعلمنا بانه امام منظمات الارهاب التي يحركها التزمت الديني، هذا لم يحصل ولن يحصل.

اسرائيل، قوة عظمى اقليمية تقريبا في كل مقياس، لم تجد بعد الطريق لتثبيت “علاقاتها” مع دولة الارهاب غزة. استراتيجيتنا، اذا كانت توجد كهذه، لا تعدل ولا تدرك وتيرة التغير. استراتيجية متبلورة تدل على الرغبة في المبادرة، في القيادة وفي التصميم للواقع. ولكن منذ اصبحت غزة حماستان، فان دولة اسرائيل تجر وترد اساسا. نحن نسمح للعدو بان يمس بسيادتنا، “ان يعمل من دون حافة الحرب”، ان يضعضع الامن واحساس الامن لاقليم كامل، ان ينيمنا، وان يخلق ربطا بينه وبين القدس – وكل ذلك  برعاية سياسة مشوشة تجد تعبيرها في استراتيجية اسرائيلية غير متماسكة لدرجة السخف، وبموجبها نحتوي، نشتري الهدوء المؤقت ونتباهى بحقيقة “اننا لا نخرج الى حرب على البالونات، وكأن “الحرب الكبرى” هي الامكانية الوحيدة الصحيحة. 

الحرب في غزة تبدو سطحيا عديمة الجدوى. لا لانه لا يمكن احتلال القطاع ونزع سلاح المنظمات، بل اساسا لان مثل هذه الحرب من شأنها أن تخدم حماس بالذات. فهي ستسرع مكانة المنظمة كدرع الفلسطينيين وتساعدها على السيطرة ايضا على يهودا والسامرة. غير أن الاستراتيجية المشوشة وعديمة الاقلاع بالذات والتي لا تتجه الى الحرب الكبرى بل تسرع مجيئها. لماذا يخيل أننا نسير في طريق بلا مخرج؟ لان اعداءنا يشعرون اننا فقدنا الرغبة في مواصلة الكفاح، ودفع الثمن الذي ينطوي على حقنا في تحقيق الحلم الصهيوني. يوجد في داخلنا محافل سياسية تحاول  ان تعيد الى الوراء عقارب الزمن. وكأنه لم تمر 30 سنة، يصرون على ان يروا الساحة الفلسطينية كساحة واحدة يوجد فيها معتدلون ومتطرفون، يمكننا بافعالنا ان ندفع المعتدلين لان تتعزز قواهم وان نملي واقعا اكثر راحة لاسرائيل.

وبالفعل، هذا ليس متعلقا بنا، وهذا لن يحصل. حان الوقت لان نقرر ما هو الصحيح لنا كي نضمن مصالحنا القومية والامنية ونعمل بموجب ذلك وبمثابرة. 

هاكم مثال على الارتباك الاسرائيلي: حماس بادرت، قادت وثبتت المنظمة في المعركة الاخيرة كـ “حارس الاسوار” للقدس. دولة اسرائيل خرجت الى حملة عسكرية تستهدف الاشارة، على الاقل حسب اسمها، الا ان اسرائيل هي التي تحرس الاسوار. أحقا؟ الحملة، التي اديرت من ناحية عسكرية بشكل مبهر، ضربت حماس دون رحمة ولكنها لم تفعل شيئا كي تقطع المنطق الذي دفع حماس لان تنفذ اطلاق النار. مثلا – الاصرار على اسكان البيوت في الشيخ جراح او بناء روافع والبدء بالبناء في جفعات همتوس.

حتى الفكرتين الصحيحتين لانهاء القتال وابقاء المعركة مفتوحة و “ما كان ليس ما سيكون”، والتي تستهدف تصميم واقع آخر، فوتناها كنتيجة لافعال تتناقض مع السياسة. ففكرة ابقاء المعركة مفتوحة تستهدف الايضاح لقادة حماس بانهم هم الذين سيدفعون الثمن – اي انهم سيعيدون في كل لحظة روحهم الى بارئها، اذا ما كرروا اي عمل عنيف من اي نوع. اما الركض المهووس للتسوية برعاية مصرية، وادخال المساعدة الانسانية الى القطاع في اليوم التالي للحملة، فقد اغلقت نهائيا المعركة وأدت بالطرف الاخر لان يفهم بان ما كان هو بالضبط ما سيكون. 

نحن نقول شيئا ونفعل شيئا آخر، وهم اذكياء بما يكفي كي يستغلوا ذلك لتقليص مجال الامكانيات العملياتية لاسرائيل. بكلمات اخرى – الاستراتيجية في جهة والافعال لتحقيقها في جهة اخرى. منذ صعود حماس الى الحكم وحتى اليوم، وجهنا الخطى دون بوصلة في طريق بلا مخرج. الواقع يضخ بوتيرة وفي اتجاه بلا سيطرة. الواقع تواق لافكار جديدة ومنعشة – وبالاساس الى اياد قوية على المقاوض. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى