ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم اسحق داهان – في الطريق الى تحقيق المدينة الفاضلة اهمل التعايش

بقلم اسحق داهان – 9/12/2020

الاستراتيجية العليا للمعسكر الكفاحي اليهودي – العربي هي: قبل كل شيء الكفاح ضد “القمع” وبعد ذلك الشؤون الداخلية. وهذا هو جذر الراديكالية؛ حرب لا هوادة فيها من اجل “التحرير”؛ ندير الدولاب الى الوراء لأننا “جئنا لنطرد الظلام”. أما نحن، بالمقابل، فسنواصل كوننا نورا للاغيار“.

في ليلة الاربعاء الماضي ظهر النائب منصور عباس في  اخبار 12.  والخلفية هي أنه مستعد لان يكسر كتلة المشتركة ويرتبط بحكومة نتنياهو، وان كان لاجل تقليص العنف المستشري في الوسط العربي. حصل شيء في اسماعيل. المذيعة، كيرن مرتسيانو، أطرت الحدث كجزء من علاقات الاخذ والعطاء السياسية، وهكذا احاطت بعباس. خمس دقائق كاملة وعباس يتلوى ويعتذر محاولا اثارة العطف لضائقته، عبثا.

ان غريزة انتقاد كل من يتجرأ على التعاون مع حكومة اليمين سائدة جدا في اوساط الصحافيين مصممي الرأي العام. وبموجب هؤلاء فان اولئك الذين يؤشرون الى اليمين هم انتهازيون يديرون “تجارة”، ويبيعون أنفسهم لقاء ثمن بخس. والتقنية بسيطة: الصحافيون، اي مهندسي  الوعي، ينزعون المتعاونين من تراثهم ويشددون على عنصر الاضطرارات: “من يعطيني آخذ منه، والباقي لا يهمني”.

اما الحقيقة فمختلفة تماما. عباس يمثل نهجا مغروسا عميقا في السياسة العربية – الاسرائيلية. يمكن  ان نشخصه في المدن المختلطة التي بطبيعة الحال يكون التعاون اليهودي – العربي مطلوبا. هناك يمكن أن نلاحظ نموذجين: المقاتل، ذاك الذي يربط المشاكل المحلية (فرز الاراضي، التخطيط والبناء) مع المشاكل القومية (الديمغرافيا، السيادة، تهويد المنطقة، الظلم)، ولهذا السبب فهو يخرج خاسرا. بالنسبة له فإما كل شيء او لا شيء. وفي الغالي يدور الحديث عن نشطاء متطرفين غير محليين مفعمين  بالحماسة. هكذا كان في العام 1999 عندما انضم الى الكفاح ضد اصدار اوامر الهدم لبيت عربي في اللد النائبان احمد الطيبي وطلب الصانع، وكذا “تعايش” ومدعومو “الصندوق الجديد“. وفي الطريق الى تحقيق المدينة الفاضلة يتوقفون في اللد ويدوسون على نسيج العلاقات الرقيق. اما النتيجة – فدم ونار وعواميد دخان.

النموذج الثاني هو لزعماء جماهيريين عمليين – براغماتيين، ممن يسعون الى التمييز بين المشاكل المحلية والقومية. والنتيجة هي مجال تعاون مرن وربح عملي. في الغالب يدور الحديث عن نماذج محافظة، ذوي تجربة وحكمة حياة. المقاتلون الراديكاليون يتهمون الاخيرين بالالقاب  النكراء مثل “خونة” و “عملاء”، ولكن يتبين أن العمليين يرتبطون اكثر بالتراث العائلي وبالمجتمع الاهلي المديني، العربي واليهودي. هذا هو الرأسمال الاجتماعي، والمقدر الهام الذي تحت تصرفهم. امثلة عن ذلك توجد في صورة شمعون لانكري، رئيس بلدية عكا ونائبه، ادهم جمال، وفي اللد يئير لفيفو وفرج ابن فرج، المدعوم من الحركة الاسلامية. وقد درج الاخير على الاعلان: لا تهمني خطوط 1967 ولا الاقصى. أنا هنا كي اعمل”. هذا الفصل هو نفسه تقاليد وايديولوجيا شرعية. والى ذلك ينبغي أن تضاف التقاليد المحافظة في الطرفين. في مقابلة مع قناة الكنيست شدد عباس: “انا أفهم ايمن عودة، هو شيوعي؛ لحم من لحم اليسار. في المواضيع الدينية – أنا في اليمين. توجد لي لغة مشتركة مع شاس”.

عباس ليس من محبي صهيون، ولكن كرئيس لجنة مكافحة الجريمة في الوسط العربي كرس جهدا كبيرا لمعالجة الموضوع. العنف في الوسط يلمس شغاف القلب، والجيب: كلفة الخطة للقضاء على الجريمة هي نحو 500 مليون شيكل لخمس سنوات، ومن هنا الحاجة للمساعدة الحكومية. واضح ان العنف يقلق أيضا مضاجع احمد الطيبي وايمن عودة، ولكنهما مثل عزمي بشارة في حينه، يرضعان من تقاليد أخرى تملي سلم أولويات مختلف: سبب وجودهما هو السياسة كأداة من اجل الهوية العربية او الفلسطينية. لا شيء يقارن بهذا. ولا حتى قتل ام مع اطفالها. ولهذا فانهما يتواصلان – ثقافيا وسياسيا – مع أبو مازن، الأسد وآخرين. اليهما ينضم بسرور نشطاء اليسار من صهاينة وغير صهاينة.

وفي هذه الاثناء، تتصاعد الجريمة والعنف: في العام 2019 فقط قتل اكثر من 90 مواطن عربي على ايدي عرب – معدل اعلى من نصيبهم بين السكان؛ في الأسبوع الماضي قتلت أم وابنها من قبل الأخ – الابن في قرية الرينة. وهذا بالطبع يخرب جذريا على القيم الهامة ككرامة الانسان وحقوق المواطن. ولكن الاستراتيجية العليا للمعسكر الكفاحي اليهودي – العربي هي: قبل كل شيء الكفاح ضد “القمع” وبعد ذلك الشؤون الداخلية. وهذا هو جذر الراديكالية؛ حرب لا هوادة فيها من اجل “التحرير”؛ ندير الدولاب الى الوراء لأننا “جئنا لنطرد الظلام”. أما نحن، بالمقابل،  فسنواصل كوننا نورا للاغيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى