ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم – بقلم  اسحاق ليفانون  –  هكذا جعل السيسي مصر لاعبا أساسيا

اسرائيل  اليوم – بقلم  اسحاق ليفانون  -4/7/2021

” من الصعب الاشارة الى النقطة الدقيقة التي نجح فيها السيسي في تحويل مصر من دولة مبعدة الى دولة مركزية. يحتمل ان تكون هذه تشكل  منتدى الغاز في الشرق الاوسط “.

اختيرت مصر لان تستضيف احتفالات اليوبيل  للمنتدى الاقتصادي الاعتباري على اسم سانت بطرسبورغ في العام 2022. هذا انجاز دبلوماسي آخر يشير الى مكانة مصر المتعززة في الساحة الاقليمية والدولية. 

مع صعوده الى الحكم قبل سبع سنوات حشد الرئيس السيسي جهودا عظيمة في مجال السياسة الخارجية. في  البداية كان هذا كاستفزاز لسياسة ادارة اوباما المعادية تجاه مصر. وسعى السياسي لان ينوع اتصالاته وهكذا طور علاقة شجاعة مع روسيا، الصين، فرنسا والمانيا. اما اليوم فهو يقطف  ثمار عمله. 

المحلل السياسي المعروف في الخليج، عبدالله العتيبي، كتب مؤخرا بان مصر عادت الى دورها التاريخي في العالم العربي. كان هذا بعد الحملة العسكرية الاخيرة في غزة. واضاف بان وقف النار كان انتصارا لمصر وللدبلوماسية العربية وفشلا لحماس. 

وبالفعل، فان الرئيس السيسي يغازله الكثيرون في الشرق الاوسط ويعد عاملا معتدلا. واسرائيل هي الاخرى ترى فيه لاعبا اقليميا. 

من الصعب الاشارة الى النقطة الدقيقة التي نجح فيها السيسي في احداث التغيير لمكانة مصر من دولة مبعدة الى دولة مركزية. يحتمل جدا ان يكون تشكل منتدى الغاز الاقليمي – الذي يضم اسرائيل، مصر، اليونان، قبرص، ايطاليا، الاردن والسلطة الفلسطينية –سيعد نقطة الانعطافة. وحقيقة أن سكرتاريا منتدى الغاز تستقر في القاهرة اضافت لمكانة “ام الدنيا”، اللقب الذي تحمله مصر. 

لقد اتخذ السياسي دورا هاما في الاستقرار النسبي في ليبيا. فقد دعم الجنرال حفتر الذي يتخذ من طبرق مقرا له. ولكن عندما لاحت امكانية حل سياسي في ليبيا، ضغط السيسي على حليفه حفتر للانضمام الى الجهود. هكذا بحيث أنه لاول مرة تلوح في الافق امكانية الحل. فتركيا تغازله ولكنه يطرح عليها شروطا يجد اردوغان صعوبة في قبولها حاليا. قطر، التي كانت علاقاتها مع مصر منقطعة، تصالحت معها. بشار الاسد ينبغي أن يعترف  بالامتنان للسيسي الذي  أصر  على الموقف الذي يتبنى وحدة سوريا الاقليمية وان على الاسد ان يكون جزءا من الحل.  وعقد السيسي تحالفا استراتيجيا مع السعودية ليس فقط بسبب المال بل كجزء من المنظومة حيال ايران. وهذه القائمة جزئية لانجازاته الدبلوماسية. 

مع صعود بايدن كان تخوف كبير  في القاهرة. فقد اعتبر كمواصل لدرب اوباما الذي لم يحسن لمصر. وادت جولة القتال في غزة ببادين لان يغير سياسته تجاه مصر. فقد استوعب الرئيس الامريكي مكانة ونفوذ السيسي في الساحة الشرق اوسطية وطلب مساعدته في وقت النار في غزة. واستوعب السيسي  بانه توجد فرصة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي كانت قائمة منذ اتفاق السلام مع اسرائيل، والتزم شخصيا للقيام بمهمة التهدئة في غزة. 

واسرائيل؟ في كل الجولات مع حماس كانت مصر هي التي ادت الى التهدئة. وهذه المرة طرأ تغيير برأيي على اسرائيل ان تعززه وهو فهم اكبر للسياسي للاحتياجات الامنية للقدس. ولهذا فقط وقف الى يمين اسرائيل بل  واتخذ خطوة لم نرها منذ اكثر  من عقد. دعوة وزير الخارجية اشكنازي لزيارة رسمية الى القاهرة وليس الى لقاء ثانوي في شرم الشيخ مثلما كان في  الماضي. على الحكومة الجديدة ان تعزز هذا الميل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى