ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم أهرون ليبران – ألا يزال احد ما يفكر “بالدولتين”؟

اسرائيل اليوم – بقلم أهرون ليبران – عميد احتياط من شعبة الاستخبارات سابقا9/6/2021

الادعاء، بالطبع، هو انه اذا ما قامت دولة فلسطينية، فستكون مجردة من السلاح. هذه نكتة جيدة. من ليس معنيا بان يحتل غزة ويطهرها من الارهاب لن يعنى بتجريد الدولة التي توجد لنا معها اتفاقات سلام  “.

اذا كان يوجد درس مركزي من المعركة في غزة، فهو في المجال السياسي – الامني. والدرس هو انه يجب دفن حل الدولتين. اذا كانت فكرة اقامة دولة فلسطينية معروفة للكثيرين كمرفوضة وخطيرة، فقد جاءت حملة حارس الاسوار (وسابقتها الجرف الصامد) واثبتت بانه يجب هجر  هذا الحل تماما.

تصوروا وضعا توجد فيه دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة في ارجاء يهودا والسامرة، ومنها تمطر نحو معظم مدن، بلدات ومنشآت اسرائيل الحيوية في قاطع الشاطيء، في الجليل وفي القدس، اكثر من 4.300 صاروخ وقذيفة هاون. وحتى عُشر ذلك. واضافة لذلك، تحتمل اطلاقات من ظهر الجبل لصواريخ مضادة للدروع في اتجاه مباشر (دقيقة جدا) نحو السهل الساحلي، فتشل حركة القطارات، السيارات ومجرى الحياة.

مجرد التفكير بتأثير الامر على مصير الدولة ومستقبلها تقشعر له الابدان. حدث كهذا ليس خياليا ويمكن ان يتحقق في الواقع، واحد لا يمكنه أن يضمن خلاف ذلك.

بعد كل شيء، فان الاغلبية الساحقة من سكان الدولة الفلسطينية هذه سيكونون من مؤيدي حماس، ان لم نقل انهم سيكونون المتحكمين بها. وضع هذا بالتأكيد يمكنه ان يكون واقعيا. يذكر ان الغاء الانتخابات الاخيرة للسلطة الفلسطينية اثبت التخوف الواضح من انتصار حماس هناك.

حملة حارس الاسوار مثل سابقتها الجرف الصامد، اثبتت انه رغم النجاحات المبهرة للجيش الاسرائيلي وسلاح الجو مع القبة الحديدية (التي معدل نجاحها نحو 90 في المئة) لم تمنع نار الاف الصواريخ من غزة، وفي واقع الامر لم يكن ممكنا لها أن تمنع اطلاقها والدفاع منها دفاعا مطلقا.

والان تصوروا سيناريو آخر: اطلاق الاف الصواريخ وقذائف الهاون من غزة ومناطق الدولة الفلسطينية في يهودا والسامرة في نفس الوقت. والى هذا يضاف من شبه المؤكد اطلاقات مختلفة وان كانت  عفوية، من جبهة الشمال، مثلما حصل في الحملة الاخيرة. ولم نتحدث بعد عن حزب الله وعشرات الاف صواريخه، اذا ما قرر الانضمام. لا ينبغي ان ننسى ان قسما غير صغير من عرب اسرائيل من شأنهم ان يكرروا مشاهد الاضطرابات الاخيرة، وشرطة اسرائيل، كما رأينا، غير جاهزة للتحدي.

فهل يمكن لاسرائيل أن تسمح لنفسها بان توصل الى وضعية خطيرة ولا تطاق كهذه، تتعرض فيها للاعتداء من كل جوانبها؟! الاستنتاج واضح.

الادعاء، بالطبع، هو انه اذا ما قامت دولة فلسطينية، فستكون مجردة من السلاح. هذه نكتة جيدة. من ليس معنيا بان يحتل غزة ويطهرها من الارهاب لن يعنى بتجريد الدولة التي توجد لنا معها اتفاقات سلام.

الفلسطينيون، بالطبع، لن يقبلوا هذا طواعية. مثلما كتب في حينه مسؤول فلسطيني هام كبير، “دولة فلسطين مع قيود على السلاح والوسائل القتالية ستكون مثلا يحتذى بين الشعوب”، واكثر من ذلك “وهذه الدولة ستكون ادنى من شقيقاتها الاصغر مثل قطر والبحرين مثلا؟”.

وحتى لو كان اتفاق على تجريد جزئي، اي بدون سلاح ثقيل، فمن سيفرض ذلك؟ من سيمنع منظمات الارهاب، ان لم نقل اجهزة الامن الفلسطينية نفسها، من تهريب سلاح “محظور”؟

تمهيدا لما يلوح كاستئناف للمسيرة السياسية، برعاية حكومة بايدن– لبيد يجمل بنا ان نستوعب هذه الدروس جيدا.                                                                    

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى