ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  أهرون لبران – الجيش الاسرائيلي : توجهات مقلقة

اسرائيل اليوم – بقلم  أهرون لبران – مسؤول كبير سابق في شعبة الاستخبارات “امان” – 5/12/2021

” الجيش الاسرائيلي ملزم بكل مواجهة في القطاع بان يخرج ويده هي العليا بشكل واضح. ينبغي أن يكون للجيش الاسرائيلي الشجاعة والجسارة لان يقف ويصد روح الوهن التي تتحداه من جهات مختلفة”.

كضابط كبير سابق في الجيش الاسرائيلي وكمن فعل ويعرف عن عمليات وشؤون عسكرية، من الصعب علي أن اكتب الاقوال التالية. ولكن اقوال لوائين من الجيش الاسرائيلي مؤخرا، وبالتأكيد مسنودين من أعلى، تترك انطباعا قاسيا ان لم يكن باعثا على الاكتئاب.  

رئيس شعبة التكنولوجيا واللوجستيات المنصرف، اللواء ترجمان “تباهى” بانه توفرت لقوافل الجيش الاسرائيلي محاور بديلة تتجاوز طريق وادي عاره، الذي من المتوقع أن يكون خطيرا ومغلقا في اثناء القتال. 

يفهم من اقواله، ان هذا هو احد دروس حملة “حارس الاسوار” عندما تشوشت محاور عديدة في اسرائيل من قبل مشاغبين عرب. هذا يشهد على ان الجيش الاسرائيلي مستعد لان يتخلى مسبقا عن السيادة الاسرائيلية وعن غايته في الدفاع عن الدولة. بتعبير آخر، بدلا من ان يحذر الجيش الاسرائيلي في اثناء القتال صراحة بان ايضا من عرب اسرائيل والمناطق ممن يسمح بحركة جنود الجيش في محاور اسرائيل دمه في ركبته، يبحث الجيش عن بدائل وطرق التفافية بائسة لحرية عمله. 

اللواء ترجمان، باسم الجيش الاسرائيلي، بحث ووجد إذن “حلولا ابداعية”  ويمكن للامر أن يذكر بتلك القصة التي تقرر فيها بناء مستشفى تحت الجسر الذي انهار في بلدة ما وسقط فيه مارة. 

نقدا حادا لـ “حل” اللواء ترجمان جاء ايضا في مقال العقيد يهودا فاكمان في هذه الصفحة، تحت عنوان صائب “ضعف العقل وضعف الفعل” اجاد على ما يبدو في أن يعكس مزاج الجيش الاسرائيلي في مواجهة المصاعب المرتقبة. 

كما أن المقابلة التي منحها قائد المنطقة الجنوبية، اللواء اليعيزر طوليدانو يترك انطباعا قاسيا بل ومحرجا. في اجوبة معيارية  وعديمة المعنى كرر القول ان “اسرائيل قوية”، ولكنه لا يعرف لماذا انتهت حملة حارس الاسوار بـ “تعادل حامض”.  كان ينبغي لاسرائيل القوية ان تكون نتائج افضل بكثير. 

طوليدانو يرضى عن أن قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة دافعت على نحو جميل في حارس الاسوار، ولكن فخر الجيش ليس في الدفاع فقط، فما بالك أن اساس الهجوم نفذه في الغالب سلاح الجو وهيئة الاركان (وحتى في هذا كانت الانجازات محدودة لشدة الاسف). في الحملة، رغم بعض الانجازات، لم يمنع الجيش الاسرائيلي، في نهاية الامر، اطلاق 4.360 صاروخ بينها على القدس ومنطقة تل أبيب. كما أن اثر “الضاحية” (تدمير الابراج) لم ينجح هذه المرة بسبب الخطأ في ضرب  وكالة انباء امريكية.

الاخطاء يمكن ان تقع في الحرب، مثلما قال اللواء طوليدانو، وصحيح أن للحرب  ايضا ثمنا وضحايا. ولكن هل مثلا الخطأ والثمن في سقوط المقاتل برئيل حداريا شموئيلي كانا واجبين لو أن الجيش كان عمل بتصميم على لجم وابعاد مشاغبي حماس عن حدود القطاع؟ الجيش الاسرائيلي ملزم بكل مواجهة في القطاع بان يخرج ويده هي العليا بشكل واضح. واعرف واؤمن بقدرته على الردع وعن ايجاد حلول صحيحة تجاه حماس. اما اقوال اللواء طولينداو عن “الحاجة الى التوازن” بين المواطنين سكان القطاع وحماس، فتقوض أداء الجيش الاسرائيلي. 

اقوال اللوائين، كمثل، هي فقط عرض مقلق واحد على ما يجري في الجيش الاسرائيلي في السنوات الاخيرة.  اركز على واحد فقط، وهو – فتح وظائف القتال للنساء. فدمجهن لداعمات للقتال وقوة مساندة، الخطر فيه قليل، هو أمر مبارك، ولكن ليس في القتال نفسه. المهنة العسكرية هي بطبيعة الاحوال مهنية رجولية، هكذا كان وهكذا وسيكون منذ الازل والى الابد. لا يوجد ما يدعو الجيش الاسرائيلي الى الاستجابة للمطالب النسوية، مهما كانت ناجحة وكفؤة. غاية الجيش هي حماية والدفاع بكل قوته عن امن الدولة ومواطنيها.

الجيش الاسرائيلي ليس منظمة لتطوير المساواة الاجتماعية وبين الجنسين، وليس ملزما لان يستجيب لموضة السياسة السليمة. من الصعب أن نتصور كتيبة مدرعات لنساء تصد في حرب يوم الغفران طوابير الدبابات السورية في هضبة الجولان مثلما فعلت كتيبة افيغدور كهلاني الذي نال على ذلك وسام البطولة. ليس غريبا إذن ان يكون هو نفسه وقف ضد دمج النساء كمقاتلات دبابات ويجدر الاستماع اليه.

وبعامة ينبغي أن يكون للجيش الاسرائيلي الشجاعة والجسارة لان يقف ويصد روح الوهن التي تتحداه من جهات مختلفة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى