ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  أمنون لورد – شعارات بدل الحقائق

اسرائيل اليوم – بقلم  أمنون لورد – 15/12/2021

” ما كان متوقعا من وزير في حكومة اسرائيل، حتى لو كان له رأي واضح في الحل السياسي على نمط حزب العمل، فليوقف الدبلوماسية الامريكية على الحقيقة”.

من الصعب أن نحسد وزير الامن الداخلي  عومر بارليف. فمن جهة كان هذا هو احد التعيينات القليلة المناسبة للمنصب في حكومة بينيت – لبيد. من جهة اخرى ما الذي يمكن قوله عمن يؤمن بان لكل عمليات الارهاب الاخيرة توجد دوافع “شخصية”، “من البيت”، وان كانت تنضم لعنف الفلسطينيين المتواصل في نصف السنة الاخيرة على جانبي الخط الاخضر. 

من الصعب أن نصدق بان بارليف يؤمن حقا بان مخربا واحدا قتل لان زوجته هربت منه، وفي يافا خرج المخرب من نزاع عائلي وفي باب العامود نزاع عائلي آخر ودهس ما بعد أن تنازع فتى مع ابيه. لعله ينبغي ارسال وزيرة التعليم يفعت شاشا بيطون لمعالجة المشاكل العائلية الفلسطينية. 

اضطر بارليف بان يحمي جناحه اليساري. وعليه، مثل ابيه الذي لا ينسى يتمترس وراء الجمل العامة: يقاتل الارهاب الفلسطيني وكأنه لا يوجد عنف مستوطنين، ويقاتل عنف المستوطنين وكأنه لا يوجد ارهاب فلسطيني. ما لا يأخذه بارليف في الحسبان أن مجرد تعبير “عنف المستوطنين” هو شعار. هذه حملة تعمل عليها منظمات اليسار بكد منذ نصف سنة وأكثر. كهجمة مضادة اخلاقية ترافق موجة الارهاب والاضطراب التي جاءت بالتوازي مع حملة “حارس الاسوار”. 

هذا بدأ في نهاية تموز. فقد تجرأ اللواء يئير غولان على أن يوقع على كتاب شجب لمقاطعة بن آند غريس. جاره في المقعد من الحزب، موسي راز، هاجمه وكشف له بان المستوطنات في الضفة ليست جزءاً من دولة اسرائيل. فسحب غولان توقيعه. 

في ذاك الوقت بالذات ظهرت يافطات تحذر تماما المسؤولين عن حقائب الامن، بني غانتس وعومر بارليف من عمل “نحطم الصمت”. كتبت فيها “عنف المستوطنين – ليس في ورديتكم”. وترافق التهديد باقتباسات عن الوزيرين. 

كل هذا اللقاء مع نائبة وزير الخارجية الامريكي، فكتوريا نولند يثبت عمق تأثير اليسار الراديكالي المناهض للصهيونية. 

تسرب منظمات اليسار هذه الملازمة الى قلب خطاب الديمقراطيين ووسائل الاعلام الامريكية، بما فيها بالطبع منظمات اليسار “اليهودية” في امريكا. جي ستريت تفعل هذا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الموجهة  مباشرة للناس الذين اعتبروا هدفا للدعاية. 

في احدى الحالات، تنشر صور لصدامات بين بضعة مستوطنين ملثمين وبين نشطاء يسار وعرب – ليس واضحا بالضبط اين ومتى؛ في حالة ثانية، ينشر هدم بيت في قلب مكان مجهول مع امرأة فلسطينية تقوم بحركات يائسة. وتوجد بالتأكيد مشاهد اخرى لهذه الحملة تستهدف زرع الكراهية لاسرائيل من خلال احداث موضعية كهذه. 

ما كان متوقعا من وزير في حكومة اسرائيل، حتى لو كان له رأي واضح في الحل السياسي على نمط حزب العمل، فليوقف الدبلوماسية الامريكية على الحقيقة. 

فليوقف في توازن الهجمة الفلسطينية الشاملة والمتواصلة في مقارنة مع حالات عنف فردية لليهود تعرف اسرائيل كيف تعالجها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى