ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  أمنون لورد – بدون أمن وبدون حكم : اسرائيل تٌمسك بضعفها وباختراقها

اسرائيل اليوم– بقلم  أمنون لورد – 12/9/2021

” أثر العملية هو الرسالة للفلسطينيين ولعرب اسرائيل: المنظومة الاسرائيلية ضعيفة، قابلة للاختراق وخائفة من استخدام قوتها وصلاحياتها “.

قرية ام الغنم، مكان القبض على المخربين، تقع في الاسفل، على الضلع الشرقي لجبل طابور. هذه مزرعة بدوية تطورت في الخمسين سنة الاخيرة لتصبح بلدة صغيرة. مدخلها يوجد على بعد مئات الامتار من مفترق قرية دبوريا الملاصقة لجبل طابور من الجنوب.  

المفتش العام للشرطة قال: “عندما سنقبض على الفارين المتبقيين – سنحتفل”. ولكن من الافضل الا نحتفل. توجد دروس مريرة من قضية الفرار من سجن جلبوع تلمس كل المنظومات التي يتعلق بها امن اسرائيل.  هذه ليست قصة يمكن أن نسقطها فقط على مصلحة وعلى المجندة التي غفت. 

وفقا للتقارير في وسائل الاعلام عن مسار التفتيشات، يبدو أن زكريا الزبيدي ورفاقه توجهوا الى مركز الجليل. يحتمل الا يكونوا حاولوا الوصول الى المناطق أو عبور نهر الاردن، ولكن الى أن يقبض على الاثنين المتبقيين او يصفيا – لن نعرف. فقد عبروا قرية الناعورة. وعلم بتفتيشات في المنطقة التي بين السجن والطابور.  كان ينبغي لهم ان يمروا على بضع كيبوتسات حين كان يمكن لبعض العضوات في مشيهن الرياضي الصباحي كفيلات بان يلتقين بهم. وبالاجمال، فان المسافة التي قطعها الزبيدي وشريكه عراضة عن السجن لا تزيد عن 15 كيلو متر. في هذه المنطقة، التي بين الناعورة، ام الغنم وكفار نيتسر، كان نشاط معادٍ مكثف في فترة الاضطرابات لحملة حارس الاسوار. اغلقت محاور وخربت سيارات، بينما كانت الشرطة تشارك في الاحداث كمسجلة احصاءات. ولكن في هذا الفرار تبين أنه بخلاف نظرية ماو تسي تونغ فان المخربين لم يسبحوا كالسمك في الماء. مواطنو الناصرة العرب وعلى ما يبدو سكان ام الغنم حرصوا على أن يسلموهم. بمعنى انهم لم يروا فيهم مقاتلي حرية يقاتلون في سبيل حرية المواطنين العرب “المقموعين”، بل العكس: رأوا فيهم انباء سيئة. لم يتحمسوا من بشرى الارهاب الفلسطيني، كما عبر بعض النواب العرب ورجال اليسار. هؤلاء الاخيرون، بالعطف الذي عبروا عنه تجاه الزبيدي ومخربيه، تشوشوا بين سطاة البنوك على نمط تلينجر وبين القتلة المواظبين الخطيرين الذي يهددون المحيط.

والان السؤال، ما هو الاخطر: فرار بسيط، استغلال فرصة دون تخطيط ذكي، ام عملية فرار يشارك فيها مساعدون من داخل السجن ومن خارجه؟ المسافات التي  قطعوها، بين 15 و 30 كيلو متر تدل على أنه لم تنتظرهم اي سيارة في الخارج. يبدو بالذات ان فرارا بسيطا، وان كان يدل على الجسارة، يثبت انعدام اداء منظومة الحبس والحراسة. ان أثر العملية هو الرسالة للفلسطينيين ولعرب اسرائيل: المنظومة الاسرائيلية ضعيفة، قابلة للاختراق وخائفة من استخدام قوتها وصلاحياتها. كل واحد يحاول ان ينهي ورديته بسلام. اليهود يخافون من تنفيذ سيادتهم في البلاد ويقبلون بخضوع الحق الطبيعي للعرب في المس بهم وفي قتلهم. هذا هو مرض كل منظومات الانفاذ والامن، وقبل كل شيء جهاز القضاء. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى