ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم آفي دبوش – النصر لعودة، الورود لنتنياهو

اسرائيل اليوم– بقلم  آفي دبوش – 19/1/2021

الامر الاهم هو اخراج النواب الذين يمثلون الاغلبية الساحقة من المقترعين العرب في اسرائيل من المقاطعة السياسية. هذا ميل يمكنه أن يشجع الارتباط والاصلاح للعلاقات المتوترة في المجتمع الاسرائيلي، على حساب ميول العنف، العنصرية والتمييز “.

في انتخابات 2015  حسم أمر ما في سياسة الاحزاب العربية في اسرائيل. فرفع نسبة الحسم، الذي بادر اليه ليبرمان كي يقلص قوة النواب العرب أدى الى اقامة القائمة المشتركة. وفعلت القائمة ما لا يصدق:  اربعة احزاب مختلفة جوهريا في كل ما يتعلق بمسائل الاقتصاد، حقوق الانسان، السياسة والامن وغيرها، ارتبطت في قائمة مع بطاقة واحد.

وصلت هذه القائمة الى ذروة قوتها في الانتخابات الاخيرة، مع 15 مقعدا، الثالثة في حجمها. ومن مكان هامشي في الكنيست، اصبحت القائمة المشتركة لاعبة ذات مغزى، عندما اوصت الرئيس بغانتس بتشكيل الحكومة، فأعطته التفويض. اضافة الى ذلك، وضعت الانتخابات الاخيرة على الطاولة بشكل حقيقي امكانية تشكيل حكومة بدعم من المشتركة، مثلما لم يحصل إلا في 1992.

سياسيون عارضوا علنا مثل هذه الامكانية في الماضي، مثل لبيد ويعلون، اصبحوا مؤيدين متحمسين لهذا الخيار كالامكانية الواحدة لتشكيل حكومة بدون نتنياهو. ومع ان الخطوة فشلت، الا انها مهدت التربة للموقف العلني الصريح ليئير لبيد في منتهى السبت الماضي، لاول مرة مسبقا في انه سيتوجه الى خطوة تشكيل حكومة لدعم من المشتركة.

كيف حصل هذا التحول، في خمس سنوات؟  كيف حصل أن لبيد الذي صرح في 2013 بانه لن يجلس مع “الزعبيز”، اصبح من يرى في المشتركة شريكا سياسيا؟ كيف حصل ان الخطوة التي وضعت كل الوان الطيف السياسي العربي الاسرائيلي معا وكان يمكن التعاطي معهم كجملة واحدة مرفوضة أدت بالذات الى تقريب المشتركة من التأثير؟

الجواب الاول هو القوة السياسية التي توجد في خط ارتفاع. عمليا، امكانية نمو المشتركة بعيدة عن أن تستنفد ذاتها.  كل نمو هام في معدل التصويت في المجتمع العربي يمكنه أن يقفزها الى مطارح  العشرين مقعدا. وفي الساحة السياسية الراهنة سيكون من الصعب جدا احداث أي تحول وبالتأكيد من جانب الوسط – اليسار دون مشاركتها. وكمن يقول ايمن عودة، رئيس المشتركة: “نحن، المواطنين العرب لا يمكننا وحدنا، ولكن بدوننا هذا غير ممكن”.

لهذه القوة أضيف محفز غير متوقع: بنيامين نتنياهو. هو الذي قرأ الخريطة السياسية وفهم بانه فقط اذا ما نجح في تحييد المشتركة، سيحطم الاحتمال لبناء كتلة 61 للوسط – اليسار. نتنياهو هو الاول الذي فهم بان لعبة “بيبي أو طيبي” توشك  على أن تستنفد نفسها. وخطوته لتفكيك المشتركة، في ظل عناق رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس تتجه بالضبط الى هناك. نحن لا نزال لا نعرف اذا كان قد نجح. المؤكد هو ان نتنياهو أزال حاجز الخوف لدى الزعماء السياسيين اليهود المتصدرين لان يتحدثوا علنا عن التعاون مع القائمة المشتركة.

اذا كان المجتمع الاسرائيلي يقف في رأس اهتمامنا، فانه يمكننا أن نتشجع من هذه الخطوة. فهي يمكنها ان تقرب نهاية الشلل السياسي، على ما يبدو من اليسار ولكن ربما ايضا من اليمين. والامر الاهم هو  اخراج النواب الذين يمثلون الاغلبية الساحقة من المقترعين العرب في اسرائيل من المقاطعة السياسية. هذا ميل يمكنه أن يشجع الارتباط والاصلاح للعلاقات المتوترة في المجتمع الاسرائيلي، على حساب ميول العنف، العنصرية والتمييز. لا حاجة لان نتفق مع كل عنصر في المشتركة كي نفهم بان مصيرا واحدا يضعنا هنا، وكلما نشأ مجتمع مشترك واحد سيكون افضل لنا وللاجيال  القادمة في المجتمع الاسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى