ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم آفي بار ايلي – غانتس والسيادة في الغور: مطلوب ايضاح

اسرائيل اليوم– بقلم   آفي بار ايلي ، بروفيسور محاضر في معهد بن غوريون في جامعة بن غوريون في النقب  – 19/2/2020

غانتس يريد ان يستبدل الفيتو الفلسطيني على السيادة في الغور بفيتو اوروبي. أفلا يفهم معنى فصل الفلسطينيين وحركتهم الوطنية عن العالم العربي والاسلامي لمنع أي امكانية لايقاع الهزيمة بدولة اسرائيل؟  “.

فور الاعلان عن خطة السلام لترامب اشتكى الكثيرون من أنها مصوغة “بحضور طرف واحد فقط”. ولكن هذه ليست خطة سلام، بل صفقة معروضة على الطرفين، كما قال واضعوها. احد شروط الصفقة يسمح لاسرائيل ببسط القانون في الغور. وفي هذا اساس اهميتها: جواب لمصلحة اسرائيلية حيوية للغاية، دون مجال لفيتو فلسطيني أو اوروبي. فهل عن هذا يرغب غانتس في أن يتخلى؟

كي نفهم لماذا تعد هذه مصلحة اسرائيلية حيوية، يجب أن نفهم المصلحة الفلسطينية المعاكسة. لماذا فشلت محاولات الحكومات الاسرائيلية لتسوية النزاع مع الحركة الوطنية الفلسطينية، واخيرا فشلت بشكل حاسم محاولة الادارة الامريكية المؤيدة للفلسطينيين فرض تسوية سياسية؟ هرب الفلسطينيون في كل مرة فهموا فيه بان شروط التسوية ستجعل من الصعب عليهم جعلها مرحلة اولية في الطريق لتصفية المشروع الصهيوني. فهجرة الفلسطينيين وغير الفلسطينيين الى البلاد هي شرط عملي أهم لهذه الغاية. والامتناع العنيد عن الاعتراف بحقيقة ان دولة اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، او السيادة الفلسطينية في شرقي القدس – هذان هما شرطان رمزيان هامان لتصفية المشروع الصهيوني، وان كان في عملية طويلة تبدأ بتسوية سياسية. اولمرت وبعده اوباما قاما فقط بتقديم جزء من هذه الشروط. وبالتالي أفشلهما الفلسطينيون وهربوا.

ان الدافع لهروب الفلسطينيين يكمن في الامل الاستراتيجي في ايقاع الهزيمة باسرائيل بمعونة التفوق الديمغرافي التام تقريبا في كل المحيط في اسرائيل. هذا الامل متعلق، بالطبع، بسياق الارض – وكذا المجتمع، الايديولوجيا والدين – بين الحركة الوطنية الفلسطينية وبين العالم العربي والاسلامي التي هي فرع له. والبؤس الحالي لهذه الحركة ينبع من عدة اسباب، ولكن بالاساس من الازمة الحضارية الهائلة الجارية في المجال العربي والاسلامي. بسببها تجد هذه صعوبة في هذه اللحظة – فقط في هذه اللحظة!- لتهديد اسرائيل.

وعليه، ففي صورة مرآة، مصلحة مضادة اساسية جدا لاسرائيل – والتي هي ايضا مصلحة كل من يريد أن يقيم السلام دون أن تصفى في اعقابه دولة اليهود – هي اكبر قدر ممكن من قطع العرب الذين في البلاد عن العالم العربي والاسلامي، وبالاساس قطع بري بينهم. هذا حيوي لغرض منع الهجرة الجماهيرية من المجال المتفكك والاجرامي الذي في محيطنا وتحييد تأثيره  السام.

محيطنا خطير علينا في شكلين. الاول، في تعاظم معاد للحركات شبه الامبريالية – القومية، الاسلامية او العثمانية الجديدة. ثانيا، بانهيار وانتقال اللاجئين او بتسلل الارهاب الفوضوي والاجرامي الى اسرائيل أو الى المناطق. ولهذا حيوية لدولة اسرائيل حدود واضحة وقابلة للتحكم الحصري من جانبها بينها وبين العالم العربي والاسلامي. لا يكفيها تحكم محدود بالزمن على نهر الاردن. لاسرائيل مصلحة حيوية في تنصيص تحكمها في الغور بفرض القانون الاسرائيلي، وعلى رأس ذلك القانون الاساس الذي يفترض استفتاء على كل انسحاب للسيادة الاسرائيلية.

لقد ضم ترامب اعترافا امريكيا الى فرض القانون الاسرائيلي. هذا يضعف جدا الامل الاستراتيجي للحركة الوطنية الفلسطينية في فرض الهزيمة على اسرائيل بمعونة العالم العربي والاسلامي. الامر كفيل بتلطيف حدة هذه الحركة، ربما. وكبديل، هذا سيساعد في دحر نفوذها الخبيث على حياة العرب في البلاد، في صالح امكانيات سياسية مجدية وبناءه اكثر، اردنية أو محلية، بخلاف نزعة الهدم والفساد التي تتميز بها السلطة الفلسطينية. الامكانية الثانية افضل.

فهل كل هذا لا يفهمه بيني غانتس؟ لا يمكن أن نتوقع للسيادة الاسرائيلية في الغور أن تحظ بتأييد الحركة الوطنية الفلسطينية، او بتأييد الاتحاد الاوروبي. في هذه اللحظة يوجد تأييد من ادارة امريكية عاطفة على اسرائيل. لم يسمح بمعاقبة اسرائيل على فرض القانون في الغور. لا يمكن، ولا يجب توقع أكثر من ذلك. صحيح ان أزرق أبيض يؤيد ظاهرا فرض القانون في الغور، ولكن بشرط أن تسمح “الاسرة الدولية” بذلك، هذا تصريح من الصعب التراجع عنه، ومعنى الامر عمليا هو عدم تأييد فرض القانون. غانتس في واقع الامر يقول لنا انه سيتطوع باستبدال الفيتو الفلسطيني بفيتو اوروبي. لا توجد هنا لا حكمة ولا شجاعة. السيادة على نهر الاردن كان ينبغي أن تكون موقف مشترك من الحزبين الكبيرين. لقد كبا غانتس في خطوته الاولى في الطريق الى حكومة اقلية بدلا حكومة وحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى