ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم –  بايدن يدفع تركيا الى اذرع اسرائيل

اسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 26/4/2021

” الى تحالف مصالح وثيق وحميم مع تركيا لن نعود على ما يبدو، وعلاقات الدولتين ستبقى في ظل زلات لسان اردوغان. ولكن للدولتين مواضيع مشتركة عديدة يمكن التعاون فيها ابتداء من المسألة الايرانية عبر المسألة السورية وانتهاء بانتاج الغاز من مياه البحر المتوسط”.

تلمح أنقرة في الاشهر الاخيرة برغبتها في تحسين علاقاتها مع  اسرائيل. الحقيقة هي ان العلاقات الاقتصادية بين الدولتين تواصل النمو وتركيا هي احد الشركاء التجاريين الاهم لنا. ولكن على المستوى السياسي يسود جمود تام، يسعى الاتراك الان لحله.

ولكن يبدو أن شيئا ما يتحرك مع ذلك في تركيا وفي الاسبوع الماضي تلقى وزير الطاقة يوفال شتاينتس دعوة من وزير الخارجية التركي للمشاركة في مؤتمر دولي يعقد في اسطنبول برعاية اردوغان. مشوق أن الاشارة الى أن وزير الطاقة بالذات – وهو مجال توجد لتركيا فيه مصلحة في توثيق العلاقات مع اسرائيل –  هو الذي تلقى الدعوة، وهو يعتزم اغلب الظن الاستجابة له.

على اسرائيل أن تتعامل مع تركيا بمبدأ احترمه وشك فيه. لا ينبغي الافتراض بان يغير اردوغان جلدته، كما يمكن التقدير باننا سنواصل التعرض لسياط لسانه في التنديد باسرائيل. ولكن حقيقة هي ان اردوغان لم يتجاوز ابدا خطوطا حمراء، وكانت خطواته في اساسها علاقات عامة بينما على الارض تواصلت منظومة متفرعة من العلاقات الاقتصادية وغيرها.

في السنوات الاخيرة يأفل نجم اردوغان في تركيا وفي  الشرق الاوسط كله. حلمه – حلم الهيمنة التركية على كل ارجاء الشرق الاوسط – انهار بضجيج كبير بعد أن هزمت حركات الاخوان المسلمين في العالم العربي التي علق عليها آماله،  في معظم الدول العربية. وفي قطاع غزة فقط تسمح اسرائيل لحماس بالنمو والازدهار. والى جانب ذلك فوتت تركيا قطار التعاون الاقليمي بين معظم دول المنطقة، بما فيها اليونان، قبرص، اسرائيل ومصر. وبالفعل، فان اسرائيل ودول اخرى  تستخرج منذ الان الغاز من مياه البحر المتوسط بل وتدفع الى الامام بتصدير الغاز الى اوروبا بينما بقي اردوغان بعيدا في الخلف.

ولكن على كل هذا تلقي بظلالها المهدد إدارة بايدن. فالنبرة الرقيقة والمتصالحة تبقيها واشنطن للعدو الايراني، بينما حلفاؤها في المنطقة، مثل السعودية تضرب بهم. والان حان ايضا دور انقرة. فأول امس اعترفت الادارة الامريكية بقتل الشعب الارمني، وهي مسألة حساسة امتنعت كل الادارات التي سبقتها عن                                                          لمسها. بايدن، بخلاف ترامب، ببساطة  لا يحصي اردوغان.

ان التخوف من خطوات واشنطن في المجال السياسي، الامني وبالاساس الاقتصادي، يدفع إذن أنقرة الى اتجاه اسرائيل. الحقيقة، الى تحالف مصالح وثيق وحميم لن نعود على ما يبدو، وعلاقات الدولتين ستبقى في ظل زلات لسان اردوغان. ولكن للدولتين مواضيع مشتركة عديدة يمكن التعاون فيها ابتداء من المسألة الايرانية عبر المسألة السورية وانتهاء بانتاج الغاز من مياه البحر المتوسط. وفضلا عن ذلك يجدر بالذكر ان تركيا ليست معادية لاسرائيل اكثر من بعض من جيراننا العرب، مثل الاردن او مصر، ممن نقيم معهم علاقات سلام. وعلى سبيل الفرق، فان العلاقات الاقتصادية عميقة ومتطورة اكثر بكثير والسياح الاسرائيليون يُستقبلون فيها بالترحاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى