ترجمات عبرية

اسرائيل  اليوم – بايدن متحمس لفتح صفحة جديدة مع ايران

اسرائيل  اليوم– بقلم  البروفيسور ابراهام بن تسفي  – 18/4/2021

” الانطباع هو انه رغم الاشارة الاخيرة لاسرائيل ولايران حسم مع بايدن أمر العودة الى الاتفاق النووي في 2015 رغم معارضة اسرائيل “.

       في نهاية الشهر تنتهي مئة اليوم الاولى للرئيس بايدن في البيت الابيض، والتي تميزت بمبادرات حثيثة وخارقة للطريق على المستوى الداخلي.

       وبالفعل، فيما يتمتع بريح اسناد في الرأي العام ويستند الى اغلبية ديمقراطية في مجلسي الكونغرس، ارسى الرئيس الـ 46 البنية التحتية لـ “صفقة جديدة”اخرى، تخرج من غياهب النسيان الاجراءات الدراماتيكية للرئيس فرانكلن دلانو روزفيلت بتغيير الانماط والطابع الاجتماعي والاقتصادي لامريكا في مواجهة الانهيار الكبير.

       في بؤرة نشاط الرئيس الحالي توجد رزمة اعادة بناء عظمى، بحجم نحو 2 تريليون دولار، تستهدف مساعدة ملايين العاطلين عن العمل ومتضرر جائحة الكورونا ورفع الاقتصاد الامريكي الى مسار من النمو المتجدد. ويضاف الى هذه الرزمة مؤخرا ايضا خطة طموحة وبعيدة المدى بحجم نحو 2.3 تريليون دولار هدفها الاساس هي تجديد وجه امريكا من خلال التوسيع ورفع المستوى المكثف للبنى التحتية المادية الاساسية، والتي ضمن امور اخرى تستهدف الجسر والربط بين المحيط المهمل في هوامش الطريق وبين المركز الغني بالقوة السياسية، الاقتصادية والتكنولوجية. هذه المبادرات الدراماتيكية كانت درة التاج مئة يوم مليئة بالنشاط تضمنت ايضا اصدار خمسين مرسوما رئاسيا، تسريع حملة التطعيم القطرية، تغيير سياسة الهجرة والعودة الى اتفاق المناخ. وذلك الى جانب تبني خط كدي صريح في مواجهة سلوك الكرملين الاستفزازي، كانت الذروة فيه في الايام الاخيرة طرد عشرة دبلوماسيين روس من العاصمة الامريكية.

       التكتيك المنهاجي لواشنطن

       كما أن هدف فك الارتباط عن مراكز الاحتكاك والازمة، والذي وجه خطى ادارة ترامب ايضا، تلقى مؤخرا زخما اضافيا مع الاعلان عن اخراج كل القوات الامريكية من افغانستان حتى شهر ايلول وعن تخفيف التواجد العسكري في ساحة الخليج. وبالفعل في منطقة الشرق الاوسط تبدو واضحة جيدا بوادر التحول الذي اجراه الرئيس بايدن في اثناء المئة اليوم الاولى في البيت البيض. في  مركز هذه الصورة  توجد سياسته تجاه ايران، التي بضربة واحدة غيرت استراتيجيتها الحازمة بلا هوادة من مدرسة ترامب والتي تقوم على اساس العقوبات المتصاعدة ضد طهران.

       وهكذا، مكان عصا الانفاذ والعقاب يحتل الان خط معتدل ومتصالح، يسعى الى اطلاق حوار رسمي ومباشر مع ايران. وذلك من اجل اعادة الادارة الى الاتفاق النووي من خلال تكتيك منهاجي يقوم على اساس تحريم متدرج للعقوبات مقابل تخصيب متقلص لليورانيوم في المشروع النووي الايراني (دون التناول لمواصلة التآمر الايراني، في هذه المرحلة على الاقل).

       بالضبط في هذا التوقيت لاجتماع المشاركين في الاتفاق النووي في فيينا، حين بدأ ممثلو الادارة في حوار غير مباشر مع الوفد الايراني في صيغة محادثات رواق، بينما يبثون المرة تلو الاخرى حماسة لفتح صفحة جديدة وودية مع نظام آيات الله، تبين لهم في ظل خيبة املهم بانه لا يعملون في فراغ.

        إذ ان للتانغو الامريكي – الايراني اضيف فجأة ضلع ثالث، من شأنه أن يثقل على مساعي المغازلة الامريكية لود نظام خامينئي. ويدور الحديث عن الشريك الاسرائيلي في منظومة العلاقات الخاصة مع واشنطن، بان سلوك ادارة بايدن في المجال الايراني يعد في نظر هذا الشريك حلقة مركزية في سياق كامل من اجراءات سياسية بادرت اليها وتناقضت تناقضا تاما مع طابع وروح علاقات الشراكة هذه. وهكذا، لاطلاق اشارة “لكل رجال بايدن” بان الحليف الاسرائيلي يغيب عن طاولة المفاوضات بين القوى العظمى وايران، الا انه يواصل كونه حاضرا جدا في الساحة الاقليمية نفسها ومن شأنه أن يشوش الخطاب الدبلوماسي، شددت اسرائيل نشاطها من خلال ضرب المشروع النووي في نتناز ومسار التآمر الايراني في البحر الاحمر.

       من هذه الناحية، ومع ان هذه العمليات تمت على خلفية استفزازات ايرانية، متواصلة ضدها، يأتي توقيتها لنقل رسالة واضحة وقاطعة الى بايدن جوهرها واحد: اسرائيل لن تسلم بعودة امريكية في نفق الزمن الى عهد الرئيس اوباما، حين كان تجاهل موقفها مطلق وذلك حتى بثمن الازالة الجزئية لستار الغموض عن سلوكها في هذا الجبهة والمخاطرة برد ايراني متصاعد اكثر من ذلك.

       الحافز لاستمرار التطبيع

  مع أن من السابق لاوانه بعد استخلاص الاستنتاجات النهائية من احداث الاسبوع الماضي، فان الانطباع الوارد هو أن الرسالة الاسرائيلية التقطت بالفعل جيدا في واشنطن.

  تعبير مركزي عن ذلك يمكن أن نراه في قرار البيت الابيض اتاحة صفقة بيع طائرات اف 35 المتطورة لاتحاد الامارات وذلك بعد يومين فقط من العملية في نتناز.

  وعليه فيمكن أن نرى في هذا القرار كخطوة لبناء الثقة تجاه اسرائيل إذ ان هذا مدماك مركزي في اتفاقات ابراهيم كان يفترض منذ البداية أن يمنح اتحاد الامارات، ولاعبين آخرين في المنطقة ايضا الحافز لمواصلة مسيرة التطبيع مع اسرائيل.

       وفي نفس الوقت يجب أن نرى في هذه الخطوة محاولة للايضاح لطهران بانه مع كل رغبة الولايات المتحدة في تحسين علاقاتها معها والتقدم السريع في المسار المؤدي الى اتفاق نووي على اساس الاتفاق الاصلي – لن يكون هذا في ظل الترك التام لشركائها التقليديين في الساحة لمصيرهم، في ظل اظهار الضعف بروح سياسة براك اوباما.

الايام ستقول لنا اذا كان النائب السابق لاوباما سينجح في التحرر من التراث المتصالح للغاية الذي اتخذه رئيسه على المستوى الايراني.

  حاليا، الانطباع هو انه رغم الاشارة الاخيرة لاسرائيل ولايران حسم مع بايدن أمر العودة الى الاتفاق النووي في 2015 رغم معارضة اسرائيل.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى