اسرائيل اليوم – “القدس ليست للبيع” هل سيقولها بينيت لبايدن؟
بقلم: أرئيل كهانا – إسرائيل اليوم 11/8/2021
في الغرف المغلقة بمكتب رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية في القدس، ووزارة الخارجية في واشنطن، يتشاور كبار الموظفين محاولين دفع اليهود على الموافقة على تقسيم عاصمتهم دون أن يلاحظوا أنهم يقسمونها.
لا، المشاركون لا يقولون هذا. بعضهم، من الجانب الإسرائيلي، يحاولون الاعتراض، ولكن أمريكا تضغط، بهدوء، لكنها تضغط. وبدون أن ينتبه الإسرائيليون، تحاول نزع خطوة لتقسيم القدس. هذه هي الرسالة الواحدة والوحيدة التي تنشأ عن نية إدارة بايدن إعادة فتح القنصلية الفلسطينية في شارع “اغرون” بالقدس.
لإنزال الفريسة في الحلق الإسرائيلي، يقول الأمريكيون (وبعض الإسرائيليين) إنه “لا شيء يحصل”، وإنه “بالإجماع، نعيد الوضع الذي كان قائماً حتى 2019”. هذا القول غير صحيح. لقد كان إغلاق إدارة ترامب للقنصلية جزءاً من خطوة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
يفهم كل ذي عقل أنه إذا ما فتحت ممثلية دبلوماسية لكيان سياسي آخر داخل القدس، فذلك يعني أن المدينة لم تعد عاصمة لإسرائيل فقط، بل عاصمة ذاك الكيان أيضاً. خصوصاً إذا ما دار الحديث عن السلطة الفلسطينية.
خطوة كهذه تتعارض وميثاق فيينا؛ إذ لا نجد مكاناً في العالم تقيم فيه دولة ما في المدينة ذاتها سفارة وقنصلية في الوقت نفسه، فكيف والأمر يتعلق بكيانين سياسيين مختلفين. ففتح القنصلية يتعارض مع القانون في إسرائيل والولايات المتحدة؛ لأن الكنيست والكونغرس صادقا قبل سنوات وبأغلبية هائلة على قوانين تنص على أن القدس الموحدة عاصمة إسرائيل.
لإقناع الإسرائيليين بأهمية الخطوة، يبين المندوبون الأمريكيون بأنه “وعد رئاسي” بل ويعرضون أحياناً مقابلاً على شكل أسلحة متطورة.
بالفعل، من المهم الحفاظ على علاقات طيبة وكريمة تجاه الرئيس بايدن، الذي هو محب لإسرائيل وصهيوني حقيقي. ولكن في مقابل تعهد حملة الرئيس، ثمة واجب آخر خالد، ذاك الذي أقسم عليه بينيت، ولبيد، وغانتس، وليبرمان وآخرون في الحكومة، تجاه الواجب تجاه القدس مرات عدة.
لم نعد إلى المدينة كي نسلمها إلى كيانات أجنبية من جديد. لم نوحدها في حرب الأيام الستة كي نقسمها بضغط دولي بعد بضع سنين. بالفعل، من الصعب الوقوف في وجه ضغوط الولايات المتحدة، وليس لطيفاً القول “لا” لرئيس الولايات المتحدة في زمن الأحداث نفسها.
ولكن بين صفحات التاريخ، فإن اللحظات التي نقف فيها عند المبادئ الخالدة للشعب اليهودي هي التي تبقى، وهذا ما هو مطلوب من بينيت ولبيد الآن. وعندما يلتقي رئيس الوزراء بينيت (على ما يبدو بعد أسبوعين) بالرئيس الأمريكي بايدن، فعليه أن يقول له ثلاث كلمات فقط: القدس ليست للبيع.



