ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – التهديد من لبنان هو الاخطر ..!!

اسرائيل اليوم– بقلم  ليلاخ شوفال – 31/10/2021

” رغم المصاعب الاقتصادية والنقد الداخلي حزب الله لا يتوقف ويخطط لهجوم في اراضي اسرائيل. وعندما يكون لديه 70 الف صاروخ وعشرات الاف اخرى من قاذفات الراجمات، يفهم الجيش الاسرائيلي بان المواجهة التالي في الشمال ستكون مختلفة نوعيا عن حرب لبنان الثانية”.

التهديد العسكري الاخطر للعام 2021 واغلب الظن للاعوام القادمة ايضا هو التهديد من لبنان. بين اسرائيل وحزب الله يوجد ردع متبادل ومحافل الامن في اسرائيل تقدر بان احتمال التدهور بين الطرفين آخذ في التعاظم فقط كنتيجة لاحداث تكتيكية، من شأنها أن تؤدي الى آلية تصعيد. 

يعيش لبنان هذه الايام في ذروة احدى الازمات الاخطر التي شهدها – أزمة اقتصادية، سياسية، حزبية، طائفية، اجتماعية وصحية. حزب الله، العضو في حكومة لبنان، يتصرف عمليا كتنظيم مستقل لا يأخذ على عاتقه مسؤولية ما يجري في الدولة، يحتفظ بقوات مقاتلة ووسائل قتالية خاصة به ويواصل تلقي التمويل الايراني. صحيح أن الازمة لا تتجاوز التنظيم الارهابي تماما ولكن رغم مصاعبه الاقتصادية والنقد الداخلي عليه يواصل الحفاظ وبناء قوته العسكرية. 

الرأي السائد في جهاز الامن الاسرائيلي هو أن الازمة في لبنان كفيلة بان تكون عاملا يلجم حزب الله من استخدام القوة ولكن تجربة الماضي تفيد بان الازمات الداخلية من شأنها بالذات في بعض الاحيان ان تشجع على المواجهة لاجل خلق احساس من التضامن وتوجيه النار نحو عدو خارجي. 

لقد خلق الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في السنوات الاخيرة لغة المعادلات، المنطق الخفي فيها يكمن في عبارة “الدم بالدم” وفي اطارها  هدد بان يرد على كل هجوم اسرائيلي في الاراضي اللبنانية بل واعلن نصرالله لاحقا بانه سيرد على كل اصابة لنشطائه في الهجمات المنسوبة لاسرائيل في سوريا.

ولاثبات ارادته، في تموز 2020 قتل نشيط من حزب الله في هجوم نسب لاسرائيل في منطقة دمشق وهدد نصرالله بالثأر في موته. في اسرائيل تعاطوا مع ذلك بجدية ووجد الجيش الاسرائيلي نفسه في أكثر من مئة يوم من التأهب. رغم محاولاته، لم ينجح حزب الله في تنفيذ عملية.

“اسرائيل منعت التصعيد”

التخوف من نشوء آلية تصعيد تعاظم في السنة الاخيرة بعد أن اطلقت في عدة مناسبات، ولا سيما منذ حملة حارس الاسوار وفي اثنائها صواريخ من لبنان الى اسرائيل. وتتحمل المسؤولية عن معظم هذه الاحداث منظمات فلسطينية، من منطقة مخيمات اللاجئين حول مدينة صور.

وقعت الحالة الاخطر في بداية آب، حين اطلقت منظمات فلسطينية ثلاثة صواريخ من لبنان ورد الجيش الاسرائيلي بنار المدفعية نحو لبنان، ولاحقا في غارة لطائرات قتالية نحو الطريق المؤدي الى تلة عيشية في لبنان. بعد يومين من ذلك نصب حزب الله نفسه كـ “درع لبنان” واطلق ردا على ذلك 19 صاروخا نحو اسرائيل، العدد الاعلى منذ حرب لبنان الثانية. وانطلاقا من الرغبة في الامتناع عن آلية تصعيد اختارت اسرائيل الا ترد مرة اخرى بواسطة طائرات قتالية بل الاكتفاء باطلاق عشرات القذائف المدفعية. منع القرار الاسرائيلي التدهور الذي كان من شأنه ان يؤدي الى مواجهة او لعدة ايام قتالية. 

عمليات سرية ضد حزب الله

لدى حزب الله اليوم اكثر من 70 الف صاروخ لمديات مختلفة. ولا يتضمن العدد قذائف الراجمات، التي يوجد لدى حزب الله منها بضعة عشرات الالاف. بعض من الصواريخ مزودة باجهزة تجعلها دقيقة لدرجة امتار قليلة عن الهدف. الامر الذي يقلق جدا جهاز الامن الاسرائيلي. 

في اسرائيل يقدرون بان لدى حزب الله نحو مئة صاروخ دقيق، أو اكثر بقليل، كما توجد ايضا قدرة اولية جدا على انتاج صناعي لمثل هذه الصواريخ. والخوف في جهاز الامن هو انه اذا نجح مشروع دقة الصواريخ لدى حزب الله، فان ميزان القوى بين التنظيم الشيعي من لبنان وبين اسرائيل كفيل بان يتغير. 

في القيادة السياسية الامنية يدور غير مرة جدال فيما اذا كان تهديد الصواريخ الدقيقة من لبنان خطير بما يكفي ويبرر “ضربة مانعة” من جانب اسرائيل. وصحيح حتى الان، في جهاز الامن يعتقدون أن التهديد لم يتجاوز بعد المستوى الذي يبرر ضربة مانعة. وكما يذكر، على مدى السنين اختارت اسرائيل الا تعمل ضد تعاظم قوة اعدائها كي لا تخاطر بحرب، الا في حالتين شاذتين جدا: الهجوم على المفاعل العراقي في 1981 والهجوم على المفاعل السوري في 2007. وبالتالي، صحيح حتى هذا الوقت، فان الجواب الصهيوني على مشروع دقة الصواريخ لدى حزب الله يتلخص في عمليات سرية ومصنفة وبالكشف العلني للمشروع لغرض احباطه.

ينبغي تعزيز القوات البرية

الى تهديد الصواريخ المدفعية الدقيقة لدى حزب الله ينبغي بالطبع أن يضاف ايضا الطائرات غير المأهولة، الصواريخ المتطورة المضادة للدروع، الصواريخ الجوالة وبالتأكيد التهديد البري من لبنان. ان التهديد البري المهم يأتي من جهة الوحدة العليا لدى حزب الله “قوات الرضوان” التي تعد بضع الاف من مقاتلي الكوماندو ممن جمعوا تجربة عملياتية في الحرب الاهلية في سوريا.

لقد أدت التجربة المتراكمة الى تغيير فكري في التنظيم الارهابي، مثلما وجد الامر تعبيره ايضا في خطابات نصرالله التي يستخدم فيها اصطلاح “احتلال الجليل” في هذا الاطار يتدرب حزب الله لهجوم مفاجيء في اراضي اسرائيل، في اثنائه، اذا ما نشبت حرب بين اسرائيل وحزب الله، فانه يخطط لان تتوغل قواته في  اراضي اسرائيل، تسيطر على  استحكامات او على بلدات قريبة من الحدود، وبذلك تحقق ايضا انجازا واضحا في الوعب وفي نفس الوقت تشوش على المناورة البرية لقوات الجيش الاسرائيلي في لبنان. 

في الرد على ذلك، تعمل قيادة المنطقة الشمالية على سلسلة اشغال هندسية لتحسين البنى التحتية على طول الحدود بشكل يجعل من الصعب على قوات الرضوان التسلل الى اسرائيل. كما انه بعد سنوات من اخطار قيادة الشمال من أن الجدار بين الدولتين يتفكك، اقرت مؤخرا ميزانية لبناء عائق ذا مغزى اكبر على طول قسم من الحدود.

فضلا عن ذلك، تستعد اسرائيل منذ سنين لمعركة في لبنان انطلاقا من الفهم بان هذا هو التهديد الاساس في الدائرة الاولى. في شعبة الاستخبارات توجد ترسانة كبيرة من الاهداف في لبنان، سواء لحزب الله ام لدولة لبنان، انطلاقا من الفهم بان للبنان توجد مسؤولية الدولة على الاعمال التي تجري في اراضيها. 

ومع ذلك، رغم الاستعدادات المكثفة للجيش الاسرائيلي، لا شك بان المعركة في لبنان التي يمكن أن تكون ايضا “حرب الشمال الاولى”، اذا ما انتقلت المواجهة الى الاراضي السورية ايضا، لن تكون مشابهة لحرب لبنان الثانية او حتى للمعارك الاخيرة في غزة. لدى الصواريخ وقذائف الراجمات التي لدى حزب الله سيتحدى جدا مقاتلي القبة الحديدية الذين من المحتمل ان يكونوا مطالبين ان يحموا اساسا المواقع الاستراتيجية والحيوية وبقدر اقل ان يحموا السكان. الطريقة الوحيدة لدى الجيش الاسرائيلي بالتصدي للتهيد من الشمال سيتكون من خلال عملية سريعة وعدوانية جدا ولهذا الغرض خير  يفعل الجيش  اذا ما عزز بشكل كبير وفوري قواته البرية، التي وضعها ليس لامعا، باقل تقدير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى