ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– البروفيسور ايال زيسر – التعلق الذي اصبح تهديدا خطيرا

اسرائيل اليوم– بقلم  البروفيسور ايال زيسر – 28/11/2021

” ليس لاسرائيل جواب جيد على تحدي حماس، باستثناء استخدام النار الفتاكة الذي يتسبب بالدمار في القطاع ولكنه لا يحرم حماس من قدراتها العملياتية ولا يضمن مثلما في لبنان الهدوء على المدى الطويل. بغياب الحل، ستبقى غزة  تقلقنا  “.

مؤخرا فقط ذكّرنا رئيس الاركان، الفريق افيف كوخافي بان الجيش الاسرائيلي يتصدى اليوم لست ساحات قتالية – بعضها لم يعمل فيها ابدا. وضمن هذه الساحات يمكن أن نحصي الساحة الايرانية التي تعمل فيها اسرائيل لوقف سباق طهران نحو النووي؛ الساحة السورية والساحة اللبنانية، وحسب المنشورات، مؤخرا ايضا الساحة العراقية وكذا الساحة الجنوبية، عند البحر الاحمر واليمن – والتي عليها جميعها تلقي ايران بظلها الثقيل؛ واخيرا، الساحة الفلسطينية، في الضفة وفي القطاع. 

أساس جهد الجيش الاسرائيلي يوظفه في الاشهر الاخيرة في الاستعدادات لامكانية أن تجتاز ايران نقطة اللاعودة في الطريق الى انتاج قنبلة نووية. في هذه الاثناء، يعمل كي يسحب اقدامها من سوريا ويضعف حزب الله، الذي تشكل ترسانته من الصواريخ في الجيش الاسرائيلي التهديد الاساس الذي تقف امامه اسرائيل في الدائرة القريبة المحيطة بها. 

محظور الاستخفاف بالتهديدات – الفورية وتلك بعيدة المدى – التي تقف امام اسرائيل في ساحات القتال والعمل هذه. ولكن حقيقة هي انه في العقد الاخير كانت غزة بالذات هي ساحة المواجهة النشطة التي وجد الجيش الاسرائيلي فيها نفسه يقاتل المرة تلو الاخرى بل والتي تجبي منه الضحايا من جنود ومدنيين. بدء بحملة الرصاص المصبوب (2009)، عبر حملة عامود السحاب (2012)، الجرف الصامد (2014)، الحزام الاسود (2019)، والاخيرة حاليا حملة حارس الاسوار (2021). 

الى جانب هذه الحملات ينبغي أن نذكر الاحتكاك اليومي على طول السياج الحدودي بيننا وبين غزة، من اطلاق البالونات الحارقة نحو اسرائيل، عبر اعمال الشغب على طول السياج وانتهاء بمحاولات التسلل لخلايا المخربين الى اراضي اسرائيل، في ظل استخدام  الانفاق التي حفرتها حماس على طول وعرض القطاع. 

سكان الجنوب، ولكن الى جانبهم ايضا سكان غوش دان والقدس  اضطروا المرة تلو الاخرى لان يبحثوا عن المأوى في الغرف المحصنة. ليس بسبب نار الصواريخ من ايران ولا حتى من لبنان، بل بسبب نار الصواريخ التي تطلقها حماس. بحذر واجب يمكن الافتراض بان جولة المواجهة التالية ايضا ستكون مع قطاع غزة، وليس في ساحات مواجهة اخرى. 

ان خصوصية غزة تكمن ليس فقط في كونها ساحة نشطة وقابلة للانفجار، قاتلت فيها اسرائيل في العقد الاخير اكثر من اي ساحة اخرى بل وايضا لان هذه الساحة اوراق اللعب في اسرائيل حيالها وقدرة التأثير والردع لها – محدودة وناقصة. 

الحقيقة هي أن الصراع ضد ايران يحتدم بل وينال الزخم ولكن الطرفين – الاسرائيلي والايراني – يوجدان في تحكم كامل من سير الاحداث، ويبديان ضبطا للنفس ولجما لها في غياب كل مصلحة او اهتمام في الاشتعال وفي التدهور الى مواجهة شاملة. 

حزب الله هو الاخر تنظيم ملجوم ومردوع، واع للثمن الذي يمكن له أن يدفعه في حالة جولة قتالية مع اسرائيل. ليس هكذا حماس في غزة، التي ليست قوية بما يكفي مثل حزب الله ولا تعمل مثله وفقا لمنطق الدولة وعليه فمن الصعب ردعها واجبارها على أن تتصرف بلجم وضبط للنفس. 

الواقع في غزة مركب بسبب  حقيقة ان اسرائيل لم تفك ارتباطها حقا عن القطاع. فهي لا تزال توفر لسكان غزة الكهرباء،  الماء،  الوقود، بل وحتى الغذاء والدولارات. هذا التعلق يجعل الهدوء على طول الحدود رهينة لمخزون الغذاء والوقود، وارصدة الدولارات في القطاع، إذ ان طريق حماس لنيلها هو من خلال اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. فضلا عن ذلك، يجدر بالذكر ان المحاولات لقطاع حماس – غزة عن الضفة بل وعن القدس لم تنجح وبالتالي فان الغليان في باب العامود او في الحرم سيبقى يؤدي الى اشتعال في حدود القطاع ايضا. 

ليس لاسرائيل جواب

الحقيقة هي ان ليس لحماس قدرة على التدمير والاضرار مثلما لاعداء آخرين، ولكنها تحسن قدراتها بشكل منهاجي. والدليل هو الجرأة والقدرة العملياتية  التي تبديها في اطلاق خلايا تسللية الى اراضي اسرائيل، مستخدمة الانفاق. والاهم من ذلك هو انها تعمل بنجاح على زيادة مخزون الصواريخ التي تحت تصرفها، مداها ومدى دقتها. 

ليس لاسرائيل جواب جيد على تحدي حماس، باستثناء استخدام النار الفتاكة الذي يتسبب بالدمار في القطاع ولكنه لا يحرم حماس من قدراتها العملياتية ولا يضمن مثلما في لبنان الهدوء على المدى الطويل. بغياب الحل، ستبقى غزة  تقلقنا.

شهر تشرين الثاني هو تذكر بكل هذا. ابتداء من نهاية تسع سنوات على حملة عامود السحاب التي بدأت في 14 تشرين الثاني، مع تصفية القائد العسكري لحماس احمد الجعبري، عبر حملة الجيش الاسرائيلي في خانيونس والتي تشوشت في تشرين الثاني 2018، وفيها قتل المقدم “م”، واخيرا – حملة الحزام الاسد التي بدأت في 12 تشرين الثاني 2019 في اعقاب تصفية مسؤول الجهاد الاسلامي، بهاء ابو العطا. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى