ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم- اسرائيل تحذبر الاسرائيليين من السفر الى تركيا

اسرائيل  اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 15/11/2021

” اذا اصرت تركيا على ان تستغل قضية الزوجين المعتقلين في ابتزاز اسرائيل  في جانب  لا  تستطيع تلبيتها  فان  عليها ان تفكر في خطوات  توجع تركيا اقتصاديا كالسياحة والطيران “.

في اسرائيل يحاولون الفهم اذا كانت المعاملة المتشددة تجاه الزوجين فكنين اللذين اعتقلا في اسطنبول هي مسألة محلية، أم أمر من علٍ. والامر سيقرر  بقدر كبير استمرار المعالجة للقضية وفرص انهائها في اقرب وقت ممكن. 

التقدير الاولي في اسرائيل كان ان “تكبير الرأس” من الجهات المحلية هو الذي ادى الى اعتقال الاسرائيليين، وان الموضوع قابل للحل السريع. ولكن قرار المحكمة عدم طردهما من تركيا بل تمديد اعتقالهما ادى ايضا الى تقديرات اخرى تقضي بانه توجد جهات معنية بان تستغل القضية لخلق ازمة سياسية مقصودة مع اسرائيل. وذلك ضمن امور اخرى في اعقاب الهبوط في شعبية اردوغان وحكومته على خلفية الوضع الاقتصادي في الدولة.

في هذه الاثناء تسعى اسرائيل لان تدير الجهود مع تركيا من خلف الكواليس. كما أن هذا هو السبب لتعليمات رئيس الوزراء بينيت للوزراء امس بابقاء القضية في الظل. والفهم هو ان التصريحات من الطرف الاسرائيلي ستؤدي الى تصريحات مضادة من الطرف التركي مما سيصعب الوصول الى توافقات بل وربما اسوأ من ذلك – تشديد المواقف لتركيا وطرح مطالب يصعب على اسرائيل الاستجابة لها. 

تعتزم اسرائيل في هذه المرحلة مواصلة هذه الاتصالات الهادئة، التي يشارك فيها ايضا الرئيس هرتسوغ، الذي تحدث مع الرئيس اردوغان فور انتخابه، الموساد وبالطبع وزارة الخارجية. ليس لاسرائيل سفير دائم في أنقرة (وليس لتركيا سفير في اسرائيل)، ولكن آليات الحوار القائمة تتيح، عند النية الطيبة، حل الازمة دون تفاقمها. ولكن على اسرائيل ان تستعد لامكانية أن تختار تركيا طريق الازمة بالذات. وكما اسلفنا، فان هذا كفيل بان يخدم اردوغان في الساحة الداخلية ولكن اكثر من ذلك ايضا: فالاتراك كفيلون بان يطالبوا بجملة من الاثمان – بدء  في المكانة في الحرم عبر شؤون مختلفة ترتبط بغزة، وحتى المسائل المرتبطة بالغاز وبعلاقات اسرائيل الاستراتيجية مع اليونان وقبرص – والتي لا يمكن لاسرائيل أن تستجيب لها. ومن سيدفع الثمن على ذلك سيكون الزوجان.

في مثل هذا الوضع، ستكون اسرائيل مطالبة بان تفكر في تغيير نهجها تجاه تركيا. الخطوة الاولى ينبغي أن تكون الاعلان عن تركيا كمقصد خطير للاسرائيليين. بالضبط مثلما تفعل هيئة مكافحة الارهاب حين يكون تخوف من عمليات في مقاصد مختلفة، هكذا ستكون وزارة الخارجية مطالبة بان تعلن “خطر الزيارة” لدولة من شأن الاسرائيليين ان يعتقلوا فيها بذرائع عابثة وليصبحوا اوراق مساومة. 

ان الاثر المباشر لمثل هذه الخطوة سيكون المس بالسياحة الاسرائيلية الى تركيا. في فترة توجد فيها السياحة العالمية في درك اسفل في اعقاب ازمة الكورونا، ستكلف مثل هذه الخطوة الاتراك بجيوبهم. واستمرار لذلك، يمكن لاسرائيل ايضا ان  تحذر الاسرائيليين من الطيران عبر اسطنبول، التي تشكل قاعدة جذابة للطيران التواصلي من الشركات التركية لكل ارجاء العالم. ولمثل هذه الخطوة ايضا ستكون تداعيات اقتصادية على الشركات التركية، التي ترى في اسرائيل مقصدا استراتيجيا. 

في القدس معنيون بالامتناع عن خطوات متطرفة كهذه. العلاقات مع تركيا متوترة جدا منذ سنوات عديدة، ولكن الدولتين حرصتا حتى الان على الفصل بين الجمود في العلاقات السياسية بينهما وبين الوضع الاعتيادي في العلاقات الاقتصادية. 

لكن حتى لو وصلت القضية الى نهاية ناجحة وسريعة، يجدر  باسرائيل أن تجري نقاشا استراتيجيا عميقا وان تسأل نفسها ما الذي ينبغي ان تكون عليه سياستها المستقبلية حيال تركيا. وقبل ذلك، عليها ان تطلب من انقرة ضمانات لسلامة وامن الاسرائيليين الذين يصلون الى تركيا. حتى ذلك الحين نوصي كل اسرائيلي بان يفعل ما هو مفهوم من تلقاء ذاته: ان يبتعد عن المشاكل، ولما كانت تركيا مليئة بها هذه الايام – ان يبتعدوا عن تركيا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى