ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – اسحق ليفانون  – التغيير في سوريا مصلحة اسرائيلية

اسرائيل اليوم – بقلم  اسحق ليفانون  – 13/1/2022

” موقف اسرائيل الصلب في المنطقة سيسمح لها بان تلعب في الاوراق وبروافع الضغط كي تؤدي الى احداث تغيير في سوريا يؤدي الى الاستقرار والى ابعاد الايرانيين. هذه المهمة ليست سهلة لكنها ممكنة “.

يتعزز في الدول العربية الميل لاعادة ربط العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الرئيس بشار الاسد، والتي قطعت في اعقاب  الحرب الاهلية. 

في العام 2011، بعد ان رفض الاسد تلبية مطالب الجامعة العربية في وقف سفك الدماء في بلاده، اعلنت معظم الدول العربية عن قطع العلاقات مع سوريا. اما الان فقد أعلنت مصر، اتحاد الامارات، الاردن، تونس، عُمان، العراق والجزائر علنا عن رغبتها في استئناف العلاقات مع سوريا، وكذا السلطة الفلسطينية تنضم الى ذلك، حيث يزور وفد برئاسة جبريل الرجوب دمشق هذه الايام. 

يحتمل ان تكون النية هي لاعادة جذب سوريا الى حضن العالم العربي لاجل تعزيز الجامعة العربية. يحتمل أن يكون الهدف هو خلق آفاق مغرية للاسد كي يبتعد عن ايران، ويحتمل ايضا انه في الدول العربية ايضا يفهمون بانه بدون سوريا لا استقرار في الشرق الاوسط.  للحقيقة، كل الاجوبة صحيحة. 

في ضوء التغييرات التي نشهدها في الشرق الاوسط – الهيمنة العدوانية الايرانية والشرخ العربي الداخلي – فان الدول الساعية لاستئناف العلاقات مع سوريا تفهم انه في الوضع الحالي لم يعد الاسد هو المشكلة، بل الحل للمأساة في بلاده. المفارقة هي ان العالم الغربي فهم هو ايضا بان هذا هو الوضع. قبل عقد، عندما نشبت الحرب الاهلية كجزء مما عرف كالربيع العربي حددت مصادر استخبارية اسبوعين – شهر الى أن يرحل الاسد عن الساحة السياسية. هذا لم يحصل، بل العكس، والاسد لا يزال في الحكم. يتبين انه عرف كيف يقرأ على نحو سليم خريطة بلاده، واستناده الى الروس والايرانيين انقذ حكمه. 

ما يثير الحفيظة في كل هذه القصة هو أن العالم نسي ملايين اللاجئين الذين طردوا من سوريا، مئات الالاف الذين قضوا نحبهم، وحقيقة ان الاسد استخدم وسائل قتالية محظورة حسب القانون، كالاستخدام للسلاح الكيميائي ضد المدنيين. فهل نسوا استخدام البراميل المتفجرة التي اسقطها من السماء على رؤوس المدنيين؟ يخيل أن العالم تنازل عن مطلبه حماية حقوق المواطن وكرامة الانسان في صالح المصلحة الضيقة والهدوء الصناعي. اليوم الاسد يحكم القسم الاكبر من بلاده. وهو يمكنه ان يواصل الحكم ايضا بينما الجولان في يد اسرائيل وقاطع آخر في يد تركيا. 

في ضوء الواقع اليوم يطرح السؤال هل من المجدي تعزيز الميل آنف الذكر ومحاولة تحرير الاسد من السيطرة الايرانية. برأيي التجربة تستحق ليس لاعطاء جائزة للرئيس السوري بل لاحداث تغيير جوهري. في حينه قال لي نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف ان موسكو مستعدة لان تؤدي دور في التقريب بين اسرائيل وسوريا، واذا ما كان طلب اسرائيلي، فانه سيحظى بآذان صاغية. اذا قررت القدس السير في هذا المسار، لن يكون الهدف انقاذ حكم الاسد  الذي يجب أن يعطي الحساب على جرائمه، بل الشروع في مسيرة اشفاء سورية اقتصاديا، اجتماعيا وسياسيا، في ظل الحفاظ على وحدتها الاقليمية.  

للرئيس المصري السيسي ايضا دور مركزي في هذه المحاولة تجاه دمشق. فموقف اسرائيل الصلب في المنطقة سيسمح لها بان تلعب في الاوراق وبروافع الضغط كي تؤدي الى احداث تغيير في سوريا يؤدي الى الاستقرار والى ابعاد الايرانيين. هذه المهمة ليست سهلة لكنها ممكنة. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى