ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – ادعموا عباس وفريج للوصول إلى التعايش

اسرائيل اليوم 16/2/2022 – بقلم: فولي برونشتاين

لا بد أنكم سمعتم عن التقرير الخطير الذي نشرته “أمنستي” في بداية الشهر ضد دولة إسرائيل. وبموجبه فإنها ترتكب جرائم ضد الإنسانية من نوع أبرتهايد داخل حدود الخط الأخضر وخارجه. ما يبدو أنكم لم تسمعوا به أن النائب منصور عباس رئيس حزب الموحدة وعضو الائتلاف، كان قد رفض، رداً على ذلك، أن يصف إسرائيل بهذه الصفة. “ما كنت لأسمي هذا أبرتهايد”، قال عباس رداً على سؤال طرح عليه في مناسبة لمعهد واشنطن لبحوث الشرق الأدنى. “أفضّل أن أصف الواقع الإسرائيلي بشكل موضوعي. وإذا كانت هناك تفرقة في موضوع ما، فسنزعم أن هناك تفرقة في ذاك الموضوع”. هذا قول لم تقتبسه أي وسيلة إعلام مركزية، وكذا أيضاً قول وزير التعاون الإقليمي عيسوي فريج من “ميرتس” أن “لإسرائيل مشاكل من الواجب حلها في نطاق الخط الأخضر، فما بالك في المناطق المحتلة، لكن إسرائيل ليست دولة أبرتهايد”.
تضاف هذه الأقوال إلى تصريح تاريخي لمنصور عباس في كانون الأول في مؤتمر غلوبس، جاء فيه أن “إسرائيل دولة يهودية، وهكذا ستبقى…” والسؤال هو: ما هي مكانة المواطن العربي في دولة إسرائيل اليهودية؟ كتب الصحافي محمد مجادلة، في المؤتمر، أن عباس أحدث وحدة نادرة بين الفلسطينيين، داخل إسرائيل وفي غزة والسلطة الفلسطينية، بوقوفهم موقف معارضة جارفة لأقواله غير المسبوقة، وكانت الهجمة حادة، والتنديدات خطيرة، ووصف قوله بالخطير.
عباس، الذي يتجول مع حراسة ملاصقة، هو زعيم عربي شجاع. سواء اتفقنا مع طريقه أم لا، من الواضح أنه مصمم على قيادة خط مختلف عن أسلافه؛ فهو يؤمن بأن وجوده في الحكومة قد يحقق إنجازات لعرب إسرائيل ودفع مكانتهم إلى الأمام وخلق شراكة يهودية – عربية حقيقية. على حد قوله، يمكنه بهذه الطريقة أن يقود مسيرة في نهايتها “مساواة اجتماعية كاملة ومجتمع مزدهر ومشارك في اتخاذ القرارات”، وهو يسعى “لأن يعطي الجمهور الإسرائيلي الثقة بالمسيرة”.
فريج زعيم عربي شجاع لا يقل قدراً؛ وفي اثناء اضطرابات أيار 2021 كان هو الزعيم السياسي الأول، وشبه الوحيد، الذي صرخ من دم قلبه صرخة الحياة المشتركة، ووقف بشجاعة ضد الشغب، ودعا المتظاهرين العرب للعودة إلى بيوتهم والتوقف عن العنف.
ينبغي للائتلاف ان يثيب أعضاءه العرب عن مظاهر الشجاعة التاريخية بتعاون تاريخي. فالزعماء العرب في الائتلاف يدفعون أثماناً باهظة في جمهورهم، وعلى شركائهم أن يساعدوهم ليثبتوا بأن العضوية في الائتلاف تحقق إنجازات غير مسبوقة. على الجمهور والإعلام أن يقدرهم ويعترف بوقفتهم ضد وصف إسرائيل كدولة أبرتهايد والثناء عليهم لاستعدادهم لوضع رؤية لوجود يهودي عربي متساوٍ في إسرائيل اليهودية والديمقراطية. أما المعارضة فملزمة بالوقوف عن حملة نزع الشرعية والتحريض السام ضد الزعامة السياسية العربية الأكثر شجاعة التي نبتت هنا.
على الحكومة أن تسمح لهم بإنجازات حقيقية، ليست اجتماعية واقتصادية فحسب، بل أيضاً بالهوية، وهكذا تظهر أنها حكومة تغيير تاريخية في مجال التعايش أيضاً. وعليها أن تتأكد من أن السابقة التي خلقتها ستعد حدثاً إيجابياً ومشجعاً في أوساط الجمهور اليهودي والعربي على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى