ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – إسرائـــيـــل: دور جــديــد علــى الساحـــة الـــدولـــيــة

اسرائيل اليوم ٢٧-٣-٢٠٢٢ – بقلم أمنون لورد

قبل أقل من أربع سنوات، قال الإجماع التحليلي بأن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى العاصمة سيؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط. وقبل سنة ونصف، اجتهد قادة الإجماع التحليلي بالتلويح بإلغاء اتفاقات إبراهيم. أما اليوم فيجتمع في قمة سياسية في إسرائيل ووزراء خارجية بضع دول عربية مهمة وبمبادرة إسرائيلية. نعيش في عالم سياسي واحد. في اللقاء الذي يستضيفه وزير الخارجية يئير لبيد، ينقص مندوب واحد، للسعودية. فافتقاد السعوديين يعكس التعقيد بالاستعداد الاستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط حيث تصبح الولايات المتحدة مثابة مراقب تتخلى عن دورها المركزي في الماضي.

إن سبب استعداد الدول العربية السُنية بقيادة إسرائيل هو الاتفاق الدولي المتبلور مع إيران والذي يوشك على أن يوقع آجلاً أم عاجلاً في فيينا. “عندما يوقع الاتفاق النووي سيكون هذا انتصاراً تاماً لإيران، لا يختلف عن انتصار طالبان (في أعقاب الهزيمة الأمريكية في أفغانستان)، وانتصار للحرس الثوري الإيراني”، كما يكتب حسين آغا في مقال تأسيسي في مجلة “فورين بوليسي”.

الإيرانيون يفعلون كل ما يشاؤون في مجال هيمنتهم، ولا يخشون رداً قاسياً من جانب الأمريكيين. فضلاً عن ذلك، فإن ضربات كضربات الحوثيين ضد منشآت النفط السعودية في جدة تستهدف تسريع الأمريكيين في فيينا. تتلقى إسرائيل الآن دوراً لم يكن لها قط. وبقدر ما، تصبح الحلقة الرابطة بين قسم من العالم العربي والولايات المتحدة، وخاصة عند الحديث عن السعودية والإمارات اللتين لا يستجيب زعيماهما لمكالمات الرئيس بايدن. هذا وضع غريب، غير مسبوق. الأنباء الطيبة هي النزاع الإسرائيلي العربي انتهى إلى حد ما، كما ادعى مهندس المبنى الجديد في الشرق الأوسط، رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. الأنباء السيئة هي أن إسرائيل اليوم في مركز عرش الجهد الإيراني لتفوق إقليمي ولتطوير سلاح نووي.

بالتوازي مع الاحتفال الدبلوماسي الذي تستعرض فيه إسرائيل العلاقات في المجال السياسي، فإنها ستقف في المستقبل القريب أمام قيود جديدة في مجال النشاط العملياتي. وقال السفير السابق رون ديرمر، الأسبوع الماضي، إنه بعد يومين من التوقيع على الاتفاق النووي، سيبدأ الأمريكيون بممارسة الضغوط على إسرائيل للكف عن السياسة الهجومية لكل شيء يتحرك في سوريا. الأمريكيون يتركون، ولكنهم لا يتركون إسرائيل، بالمعنى السيئ للكلمة. جنرالات الولايات المتحدة لمحوا أكثر من مجرد التلميح بأن نشاطات إسرائيل العملياتية في كل مكان في المنطقة قد تعرض الجنود الأمريكيين للخطر. وهذا يذكر بالتأكيد بتصريح سابق للجنرال بتراوس في عهد أوباما.

الاتفاق النووي، حين يوقع، سيضيف إلى قيود إسرائيل العملياتية؛ لأن حكومة بينيت – لبيد قررت في بداية طريقها ربط مصيرها بإدارة بايدن الديمقراطية. ويتساءل كثيرون سبب ثورة بينيت ولبيد فجأة في موضوع إخراج الحرس الثوري من قائمة منظمات الإرهاب في إطار الاتفاق؛ إذ نجدهما صامتين عملياً في المواضيع المركزية في الاتفاق النووي.

وحسب المقال الذي نشر في “فورين بوليسي” فإن الحرس الثوري في قلب المشروع النووي الإيراني. فالمشروع الذي ينفذ برعايته وصراع القوى الأساس في إيران هو بين الحرس الثوري وجهاز أمن الدولة. 

تدخل إسرائيل في فترة تتلقى فيها قوى الدمار السلبية الشرعية في المنطقة: مشروع النووي الإيراني، والحرس الثوري، وسوريا التي تبدأ بالعودة إلى حضن العالم العربي. قمة وزراء الخارجية تمنح إسرائيل ريح إسناد، لكن الجواب على التطورات في الميدان هو قوتها العسكرية والاستخبارية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى