ترجمات عبرية

اسرئيل اليوم: تصفية على حبل رفيع

اسرئيل اليوم 4/7/2024، يوآف ليمور: تصفية على حبل رفيع

تصفية مسؤول حماس الكبير محمد ناصر امس تبشر بيوم صعب في الشمال بل وربما لبضعة أيام. لكن رغم الضربة التي تلقاها، مشكوك أن يختار حزب الله توسيع المعركة مع إسرائيل الى حرب شاملة.

ناصر (“أبو نعمة“) كان قائدا ميدانيا قديما ومقدرا في المنظمة. قاد على مدى نحو عقد وحدة “عزيز” المسؤولة عن كل القطاع الغربي في الحدود مع إسرائيل وكان مسؤولا عن الاستعدادات للحرب وعن الاعمال التي قامت بها المنظمة في هذا القطاع منذ انضم حزب الله الى القتال في 8 أكتوبر. لقد سبق للجيش الإسرائيلي ان حاول تصفيته قبل بضعة أسابيع، لكن قنبلة القيت نحو البيت الذي كان فيه لم تنفجر فنجت حياته.

نظير ناصر، طالب عبدالله، الذي قاد البقاع الشرقي صفي الشهر الماضي. في حينه أيضا كان هذا قائدا مركزيا يتبع مباشرة قائد المنطقة الجنوبية في المنظمة، عليالكركي. رد حزب الله على تصفيته في هجوم واسع في الجليل الأعلى والغربي وفي هضبة الجولان. وكذا في محاولات اطلاق مُسيرات نحو خليج حيفا.

معقول الافتراض بان هكذا ستتصرف المنظمة الان أيضا. بعد وقت قصير من التصفية أمس اطلقت صواريخ الى منطقة كريات شمونا والى اهداف أخرى في الجليل. يحتمل أن يسعى حزب الله لان يستغل التصفية أيضا لتوسيع مقنون لردود افعاله، في محاولة لردع إسرائيل عن مزيد من التصفيات لكن مع الحرص على عدم التدهور الى معركة شاملة هو غير معني بها الان مثلما يفهم من رسائل مختلفة نقلت عبر وسطاء غربيين ومن التقديرات الاستخبارية أيضا.

تفيد تجربة الماضي بان لتصفيات كهذه اثرا محدودا. فهو يتعلق بطبيعة المصفى ومدى مركزيته وتجربته، لكن أيضا بمن هو كفيل بان يحل محله. فقد كان ناصر قائدا مركزيا جدا يشكل مقتله ضربة معنوية لرجاله وضربة مهنية حرمت المنظمة من مصدر معلومات مركزي ومع ذلك يجدر بنا الا نبالغ بمدى أهميته للمنظمة، التي ستعين له بديلا بسرعة مثلما هو متبع في حالات سابقة لمن صفوا من قادة.

استنتاجات من التصفية

من تصفية امس يمكن ان نتعلم عدة أمور أخرى. أولا، ان الجيش الإسرائيلي مصمم على المس بالقادة الميدانيين في حزب الله، بمن فيهم كبارهم، لكنه لا يمس بالقيادة العليا للمنظمة. يحتمل أن يكون هذا ينبع من ان كبار مسؤولي حزب الله يحسنون الاختباء، وربما لرغبة إسرائيلية التحكم بمدى التصعيد المرتقب (وكذا كدرس من الرد الإيراني على تسوية المسؤول الكبير في الحرس الثوري حسن مهداوي).

ثانيا، ان الجيش الإسرائيلي ينجح في التسلل عبر منظومات الحراسة الشخصية لحزب الله. هذا موضوع محظور الاستخفاف به: فهذه منظمة سرية جدا، كل مسؤوليها محروسون بعناية. حقيقة أن بضع قادة ميدانيين كبار صفوا هي انجاز عملياتي هام، يتسبب بالتأكيد بمسؤولين آخرين يزيادة الانشغال بالحراسة حولهم.

ثالثا، ان الطرفين يحرصان على حرمان كل الاخر من “ذخائر” مختلفة كاعداد لحرب كفيلة بان تنشب او لوقف نار يتحقق. هذا صراع دائم لتحسين المواقع، ابقي في هذه اللحظة في المستوى التكتيكي في الميدان لكن من شأنه بسهولة ان يتدهور الى تصعيد واسع كنتيجة لحماسة زائدة، خطأ أو سوء تقدير.

هذه التصفية والرد عليها لا بد سيزيدان الإحساس العام بان ها هي لتوها تنشب في الشمال حرب. في الشبكات الاجتماعية ومجموعات الواتس اب مليئة بالتلميحات التي تزعم المعركة المرتقبة وكذا بعض من وسائل الاعلام الدولية ادعت حتى متى ستشتعل (في أوامر تموز). اما الحقيقة فهي ان اليوم أيضا رغم تهديدات وزير الدفاع أمس بان الدبابات في رفح يمكنها ان تصل الى الليطاني أيضا في إسرائيل يفضلون تسوية في غزة تتضمن عودة مخطوفين ووقف نار، تؤدي أيضا الى وقف نار في الشمال وإمكانية تسوية تتيح عودة السكان المخلين الى بيوتهم.

ان الجهود للدفع قدما بتسوية كهذه تتواصل في الأيام الأخيرة أيضا. فقد اعلن الموساد امس بان إسرائيل تلقت جواب حماس حول المنحى لصفقة المخطوفين ويبحث فيه قبل أن يرد عليه. كما هو الحال دوما يجدر بنا الا نرفع مستوى التوقعات كي لا تخيب الآمال: السنوار هو عدو وحشي وشخص محنك، يفهم جيدا المعضلة الإسرائيلية وتحاول توجيهها في صالحه.

احد تطلعاته، حين أمر بهجمة 7 أكتوبر كان ان تتحد الجبهات ضد إسرائيل. هذا حصل في الشمال بشكل جزئي، لكن من لم ينضم الى المعركة كان عرب إسرائيل. العملية في كرميئيل امس التي قتل فيها عربي إسرائيل طعنا جنديا وأصاب جنديا آخر، هي شاذة وتستدعي سواء المعالجة الجذرية من جانب زعماء الجمهور العربي (المدنيين والدينيين) ام تعميق تغطية الشباك لاجل الإحباط قدر الإمكان لمحاولات مشابهة في المستقبل. هذا، رغم الصعوبة البنيوية في احباط عمليات لافراد في الغالب لا يظهرون بوادر تشهد على نواياهم.

عندما يصمت سموتريتش

قوات الامن كانت مطالبة امس لجبهة زائدة أخرى، في اخلاء البؤرة غير القانونية “تسور هرئيل” التي في بنيامين. رافق الاخلاء وعنف كبير بما في ذلك رشق الحجارة ورش غاز الفلفل نحو قوات حرس الحدود والجيش التي نفذته. يدور الحديث عن بؤرة أقيمت على ارض فلسطينية خاصة، وأقرت اخلاؤها كل المستويات بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش المسؤول عن الإدارة المدنية.

قبل نحو ثلاث سنوات، في اعقاب حدث قتل فيه جندي من الجيش الإسرائيلي فلسطينيا رشق الحجارة في بيت لحم، قضى سموتريتش: “من يرشق حجارة نحو سيارات إسرائيلية هو مخرب، وخير جدا أنه اطلقت النار عليه وقتل. لو كان هذا حصل اكثر، لكان هنا اقل عمليات بكثير واقل رشق حجارة بكثير”. اما امس فاختفى صوت الوزير الذي اقر بنفسه اخلاء البؤرة الاستيطانية. وبذلك غمز المشاغبين وأباح المس بقوات الامن.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى