أقلام وأراء

إميل أمين يكتب – عن أميركا وحروب المستقبل

إميل أمين  *- 8/5/2021

هل العالم على موعد مع نمط جديد من الحروب المثيرة للمخاوف والباعثة على القلق في قادم الأيام؟ يخشى المرء أن يكون ذلك، لا سيما في ظل تصريحين صدرا مؤخراً واحد عن بطريرك السياسة الأميركية الأشهر، هنري كيسنجر، والآخر تحدث عنه وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن.

كيسنجر وأمام منتدى استضافه المركز الفكري الأميركي، «ماكين اينستيتيوت»، تحدث عن إشكالية مواجهة مسلحة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، مواجهة قد تشكل نهاية العالم، وهو تعبير يمكن أن يؤخذ على صعيد المجاز وليس الحصر، لا سيما في حال قيام واشنطن وبكين باستخدام أسلحة الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الفائقة للأجيال التقنية القادمة في المعركة، الأمر الذي سيجعل الخسائر فادحة على صعيد الحجر والبشر، وربما من غير إطلاق رصاصة واحدة من أي جانب تجاه الآخر.

حديث كيسنجر يمكن تفهمه في ضوء عناوين صدامية مخيفة بالفعل من عينة معارك الطاقة الموجهة وإشكاليتها، والاختراقات السيبرانية وكارثيتها، ناهيك عن الإشعاعات الكهرومغناطيسية، وما يمكن ان تحدثه من فواجع.

التصريح الآخر جاء في الأول من مايو أيار الجاري على لسان وزير الدفاع الأميركي أوستن، واللافت للنظر أن تلك التصريحات وردت في أول كلمة ذات طابع سياسي له، الأمر الذي قد يراه البعض خروجاً عن دائرة مهامه التقليدية وإختصاصاته الوظيفية.

أوستن أعتبر أن على بلاده الإستعداد لخوض صراع كبير محتمل في المستقبل، لا يشبه كثيراً «الحروب القديمة» التي استهلكت وزارة الدفاع الأميركية لفترة طويلة.

يكاد السامع والقارئ لتلك التصريحات أن يستعيد الوصف الذي أطلق على الاتحاد السوفييتي في أواخر ثمانينيات القرن المنصرم..عملاق قدماه من فخار…والمعنى والمبنى هنا هو أن واشنطن لا يتوجب عليها أن تدخل في سباق تسلح كمي، بل كيفي يراعي متطلبات الحال، واستحقاقات الاستقبال.

الوزير الأميركي يدعو إلى حشد التقدم التكنولوجي، وتحسين دمج العمليات العسكرية على الصعيد العالمي من أجل «الفهم بشكل أسرع، والعمل بشكل أسرع».

أطلق أوستن تصريحاته خلال زيارة للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ الأمر الذي يبعث برسالة ضمنية للصين بنوع خاص، لا سيما وأن بكين في طريقها لإحياء أسطول بحري نووي غير مسبوق.

هل روسيا وفي شراكتها مع الصين تغيب عن ناظري الأميركيين؟

الجواب عند الجنرال، جون ريموند، قائد القوات الفضائية الأميركية، والذي أشار مؤخراً إلى أن موسكو وبكين قد صمما سلاحاً قادراً على تعطيل وتدمير الأقمار الاصطناعية الأميركية بالكامل في الفضاء.

السؤال المصيري قبل الانصراف: هل واشنطن في حاجة لتفعيل سياسات الاحتواء، أم إطلاق بوق القرن لحروب المستقبل ومعارك الفضاء الرقمي من جهة، ونقل القتال إلى خارج الكرة الأرضية من جهة ثانية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى