دراسات وتقارير خاصة بالمركز

إطلاق 120 صاروخ وصواريخ مضادة للطائرات سام7 وجراد ذاتية الحركة من ليبيا تشارك في الهجوم

ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 11/03/2012.

المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم السبت 10/3/2012.

على الرغم من أن رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز تعهد بالقيام برد ساحق من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صرح أمام رؤساء المدن في المنطقة الجنوبية أثناء حديثه معهم عبر الهاتف بأن يبلغوا المواطنين بأنه يشد على أيديهم، فقد أحجم جيش الدفاع الإسرائيلي عن استخدام القوة بشكل حاسم ضد قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ.

في ظهيرة يوم السبت 10 مارس تعززت واتسعت عملية إطلاق الصواريخ حيث وصل عدد الصواريخ التي أطلقت منذ يوم الجمعة ليلا على أهداف إسرائيلية أكثر من 100 صاروخ، وطوال يوم السبت أعلن عن هجوم واحد فقط من قبل سلاح الجو الإسرائيلي على مدينة خان يونس حيث تم تصفية فلسطينيين كانا يستقلان دراجة ولم يبلغ عن القتيلين وبذلك ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ يوم الجمعة إلى 14.

بيني جانتز أجرى بعد ظهر يوم السبت مشاورات في قيادة فرقة غزة وعلى الأخص مع الجنرال طال روسو قائد المنطقة الجنوبية ولم يتسرب أي شيء عن هذه المشاورات، بيد أنه من خلال البيانات المختلفة لقيادة الجبهة الداخلية والشرطة الإسرائيلية يتضح أن هاذين الجهازين مستعدان لمواجهة احتمال استمرار إطلاق الصواريخ بل وإلى تصعيدها.

قيادة الجبهة أعلنت عن استخدام خط هاتفي للطوارئ للسكان المدنيين ورقمه 1207.

مصادرنا العسكرية تشير إلى أن لعدم القيام بعمليات من قبل جيش الدفاع لوقف إطلاق الصواريخ هناك ثلاثة أسباب رئيسية:

  1. مفاوضات سرية تدور في واشنطن لوقف إطلاق النار عن طريق المجلس العسكري الأعلى في القاهرة، التعتيم فرض على هذه الاتصالات وفي إسرائيل يرفضون الحديث عنها.

المصريون يستخدمون الضغط على الجهاد الإسلامي لوقف إطلاق النار، المصريون يمارسون الضغط أيضا على حماس لتمارس بدورها الضغط على حركة الجهاد الإسلامي، بيد أنه لم تتحقق أية نتائج حتى الآن.

مصادر أمريكية أعلنت يوم السبت بأنه لا ينبغي أن نفاجأ من التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين.

العقبة الرئيسية في هذه الأثناء هي مطالبة حركة الجهاد الإسلامي بالحصول على تنازل هام من جيش الدفاع بالنسبة لترتيبات الأمن على طول السياج الأمني مع قطاع غزة، إسرائيل ترفض في هذه الأثناء الموافقة على تقديم مثل هذا التنازل.

  1. جيش الدفاع فوجئ من الرد العنيف من قبل حركة الجهاد الإسلامي لتصفية الأمين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي يوم الجمعة والذي كان من المخططين لعملية الهجوم على الطريق رقم 12 في أغسطس 2011 حيث قتل ثمانية من الإسرائيليين، ومحمد حنني الذي تم الإفراج عن في صفقة شاليط.
  2. سلاح الجو الإسرائيلي مقيد الآن في عملياته في المجالات الجوية لقطاع غزة ضد المجموعات التي تطلق الصواريخ وعلى الأخص لوجود كميات كبيرة من صواريخ الكتف المضادة للطائرات من نوع سام 7 في قطاع غزة وهو النسخة الروسية من الصاروخ الأمريكي المضاد للطائرات ستانجر.

ومن أجل وقف إطلاق الصواريخ فإنه يتعين على سلاح الجو العمل قبل أي شيء ضد تحشدات هذه الصواريخ.

في يوم الأربعاء 7 مارس أشارت مصادرنا العسكرية بأن المؤسسة الأمنية أمرت في الآونة الأخيرة شركات الطيران الإسرائيلية بوقف استخدام طائرات النقل من أنواع ATR72&42 بسبب وصول هذه الصواريخ المتقدمة من ليبيا إلى قطاع غزة إلى حركة حماس وإلى منظمات إرهابية أخرى، وكذلك لم تعد هناك توصية لهذه الطائرات بالقيام برحلات إلى وجهات في مناطق خارج إسرائيل.

المؤسسة الأمنية أبلغت الشركات أنه لا يمكن أن تنصب فوق هذه الطائرات منظومات مضادة ضد الصواريخ التي تسمى C-music system المكونة من أجهزة استشعار تنتشر على جسم الطائرة ومنظومة حواسيب تقوم بتحليل ما إذا كان الجسم المقترب من جسم الطائرة هو صاروخ فعلا، والمكان الذي سيصيبها الصاروخ.

مصادرنا العسكرية تشير إلى أنه خلال الجولة العسكرية الحالية في قطاع غزة أخذ يتبدى أن السلاح الذي يتدفق من ليبيا إلى قطاع غزة منذ أكثر من ستة أشهر أي منذ بداية شتاء 2011 بدون أن يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي بأي إجراء لوقف وضرب هذه المستودعات أصبح هذا السلاح عاملا عسكريا هاما في القطاع.

حركة الجهاد الإسلامي عرضت يوم السبت 10 مارس شريط فيديو تعرض فيه ولأول مرة آليات وقد ركبت عليها أجهزة إطلاق متعددة الفوهات لصواريخ جراد والتي حسب ما ذكر أنها هي التي تقوم بإطلاق الصواريخ.

وبذلك توجه حركة الجهاد إشارة بأنها أدخلت إلى الخدمة العملياتية أجهزة إطلاق صواريخ ذاتية الحركية حصلت عليها من ليبيا قبل خمسة أشهر في ديسمبر 2011.

في 11 نوفمبر 2011 أشارت مصادرنا العسكرية أن وحدة من مطلقي الصواريخ الليبية المشكلة من مرتزقة معظمهم من أفراد الإخوان المسلمين في طرابلس وصلت إلى قطاع غزة.

مصادرنا أعلنت أن الليبيين الذين دخلوا إلى القطاع وهم يقودون عربات صغيرة ملونة بنفس الألوان التي صبغت بها آليات الميليشيات الإسلامية التي تعمل في طرابلس وعليها أجهزة إطلاق متعددة الفوهات لصواريخ جراد بالضبط كما ظهرت في ساحات المعارك.

مصادر استخباراتية غربية تعمل في قطاع غزة وحاولت أن تجري اتصالا مع المقاتلين الليبيين من أجل محاولة استيضاح من يقف خلفهم ومن أرسلهم واجهت سوارا من الحماية المكثفة لرجال الجهاد الإسلامي من حولهم حالت دون الاقتراب منهم.

مصادرنا تشير إلى أنه خلال الأشهر الخمسة الأخيرة أي منذ وصولهم إلى غزة عمل الليبيون على تدريب أفراد الجهاد الإسلامي على استخدام الصواريخ ذاتية الحركة بدون أن يتدخل جيش الدفاع.

جيش الدفاع بذل صبيحة يوم السبت جهدا كبيرا لإظهار أن منظومات اعتراض الصواريخ من طراز القبة الفولاذية تعمل بشكل متكامل عندما أعلن أنه من خلال 27 صاروخا تم إطلاقه فإن هذه المنظومة أسقطت 25 صاروخا أي أن الإنجاز كاد يصل إلى 100%.

السؤال هو بالطبع أين اختفى أكثر 50 صاروخا أطلق من غزة باتجاه أهداف إسرائيلية؟ هناك إجابة واحدة بالطبع يمكن أن تكون وهي أن الصواريخ انفجرت في مناطق فارغة وأن منظومات الاعتراض التي اكتشفتها لا تعترضها، بيد أن الواقع هو مختلف تماما الصواريخ التي انفجرت في بئر السبع وكريات ملاخي وليف أشكول وشعار هنيجف أدت إلى سقوط جرحى وإلى حالات انهيار نتيجة الخوف وإلى أضرار في الممتلكات، وهذه الصواريخ لم يتم اعتراضها.

فبينما جيش الدفاع يظهر أن منظومات الاعتراض هي الرد على الصواريخ فإن الوضع في الميدان يظهر العكس تماما.

ومن أجل أن تقوم منظومة القبة الفولاذية بحماية المدن بحجم بئر السبع وعسقلان وأسدود هناك حاجة إلى ست بطاريات اعتراض على الأقل .

في هذه الأثناء3 بطاريات كهذه فقط كل واحدة منها تدافع عن مدينة بكاملها.

في ظهيرة يوم السبت عاد جيش الدفاع عن بيانه بأنه اعترض 25 صاروخا من بين 27 صاروخا كانت مخصصة للمناطق المبنية عندما اعترف بأن 27 صاروخ هي تلك التي أطلقت على أسدود وبئر السبع وهذا نجاح كبير في حد ذاته، لكن بعبارة أخرى جميع بقية المستوطنات كما ذكرت مصادرنا بقيت مكشوفة أمام عمليات إطلاق الصواريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى