ترجمات أجنبية

إسرائيل محاطة بـ “الأعداء” مجدداً وبهاجس الإبادة


قالت الإيكونوميست إنّ الدولة اليهودية أنشئت كجنة أرضية للمضطهدين لكنّ ما يعلنه السياسيون الإسرائيليون اليوم يشير إلى التخوف من إبادة هذه الدولة بواسطة القنابل النووية الإيرانية. وتشير المجلة إلى أنّ إسرائيل تمتعت في السابق براحة نسبية خاصة أنّ كلّ جيرانها لطالما كانوا ضعفاء ومنقسمين.

أما عن احتمال تبدل هذا الوضع فتقول إنّ بعض الإسرائيليين يتخوفون من أنّ الربيع العربي سينتج عنه شتاء إسلامي، فقد وصلت الأحزاب الدينية المرتبطة غالباً بالإخوان المسلمين إلى السلطة في نصف الدول العربية. كما أنّ جماعة الإخوان نفسها تسيطر على مصر وهي الدولة العربية الأكثر سكاناً. وبالتالي فإنّ تصاعد الإخوان سينهي عزلة الفرع الغزاوي لها وهو حركة حماس التي قاتلت إسرائيل منذ الإنتفاضة الأولى. وعلى الأرجح فإنّ ملك الأردن المتعثر يواجه أيضاً معارضة إسلامية تستعيد شبابها. وعندما ينجلي الدخان في سوريا أيضاً قد تعلن القوى الإسلامية انتصارها، لتطوق إسرائيل من كلّ الجهات عندها حكومات معادية.

وبالإضافة إلى كلّ ذلك فإنّ القادة الإسرائيليين يشعرون بالخطر من الإتفاق بين فتح وحماس وإمكانية الوصول إلى حكومة اتحاد وطني فلسطيني. وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ محمود عباس يبتعد بذلك عن عملية السلام. وبسلام أم من دونه فإنّ إسرائيل ستعزز قريباً نظام جدران، ونقاط تفتيش، وطرق فرعية، بتغطية عالية التقنية ضد الصواريخ القصيرة المدى التي يستخدمها الفلسطينيون. وعلى صعيد الجيران يقول الرئيس السابق للموساد افرايم هليفي: “نحن القوة الأكبر داخل قطر 1500 كلم، ويجب علينا أن نجني محصول هذه القوة”.

من جانبه يتنبأ مدير الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية آفيف كوشافي بأنّ عدم الإستقرار الداخلي سيضعف الجيران العرب في السنوات المقبلة. أما بالنسبة لإيران وبعيداً عن المسألة النووية واحتمالاتها، فإنّها تمثل تحدياً ضئيلاً. ويعتقد المسؤول الإسرائيلي السابق دور غولد أنّ النظام الإيراني معزول عربياً ولم يبق له ممر إلاّ من سوريا التي يخفت نظامها، والكثير من الدول العربية قلقة من الخطر الفارسي الشيعي أكثر من إسرائيل. ويشير إلى أنّ “ما جمع الأوروبيين إلى بعضهم البعض لم يكن الفولاذ والفحم بل الخوف من الإتحاد السوفياتي”.

وعلى المدى الطويل يؤمن القادة الإسرائيليون بأنّ العلاقات العسكرية الجيدة التي يعقدونها مع القوى الصاعدة كالصين والهند على وجه الخصوص ستمنعهم من المطالبة، على سبيل المثال، بوقف السيطرة اليهودية على الضفة الغربية. كما أنّ بعض الإسرائيليين يرون أنّ من الواجب امتصاص الإسلاميين عبر عقد اتفاقيات وعلاقات معهم، والإعتراف بأجنحتهم اليمينية، بينما يؤكد آخرون إلى أنّ من الواجب التركيز على الشؤون الداخلية لإسرائيل كقضايا الفلسطينيين، والفقر المستمر، واتساع الفجوة بين الفقراء والأثرياء.

نقلا عن موقع العالمية & 1/3/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى